أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


إعادة فتح مركز حدود جابر بين السياسة والاقتصاد

بقلم : عمر الردّاد
18-10-2018 04:17 AM

كان واضحا، من تسريبات اجتماعات اللجان الفنية التي سبقت تنفيذ قرار استئناف عمل المركز الحدودي “جابر – نصيب” بين الأردن وسوريا ،أن هناك قاسما مشتركا بين الحكومتين الأردنية والسورية، يتمثل برغبة الطرفين لإعادة عمل المركز الحدودي، مع اختلاف مقاربتي الحكومتين من ذلك،فقد أظهرت الحكومة استعجالا بإعادة استئناف عمل المركز،لأسباب سياسية تريد من خلالها الحكومة السورية إرسال رسالة باستعادة سيطرتها وسيادتها على أراضيها وحدودها،حيث دعت مباشرة بعد إعادة فتح الحدود مع الأردن العراق لاتخاذ خطوة مماثلة ،أما بالنسبة للحكومة الأردنية ، فقد كانت مقاربتها تقوم على ربط فتح المعبر بانتفاء أسباب إغلاقه التي تمت من خلال قرار أردني أحادي، قبل ثلاث سنوات بعد فقدان الحكومة السورية سيطرتها على المركز الحدودي،وفي ظل موازنة أردنية بين الأمن وتحقيق المنافع الاقتصادية،في ظل موقف ثابت منذ إغلاق الحدود جوهره استعادة الحكومة السورية السيطرة على الحد المقابل.
الأردن بانجازه إعادة افتتاح مركز جابر-نصيب يرسل رسالة بالتزاماته،وتطلعه لاستعادة علاقاته مع الحكومة السورية على صعد تتجاوز تحقيق المنافع الاقتصادية التي ستتحقق لكلا الجانبين ،باستعادة الحركة بالنسبة للبضائع والمسافرين بين الجانبين،،وهو ما أكده حجم تنقل المسافرين والبضائع في اليومين الأولين لإعادة استئناف عمل المركز الحدودي ،وربما كان في استجابة الأردن لطلب الحكومة السورية بممارسة الجانب السوري إجراءاته الحدودية من خلال الجانب الأردني،لحين إعادة ترميم وبناء المركز الحدودي على الجانب السوري ما يؤكد ذلك، ويفتح أفاقا لتعاون وتنسيق وعلاقات دبلوماسية، يؤسس لان تتجاوز الحكومة السورية فكرة فتح المركز بسيادتها على الحدود.
ورغم أجواء التفاؤل التي ظهرت رسميا وشعبيا وفي قطاعات اقتصادية في كلا الجانبين،الا ان المؤكد انه من المبكر الحكم على نتائج إعادة فتح المركز الحدودي على صعيد النشاط التجاري ،خاصة في قطاعات متعددة من القطاع الخاص في البلدين،رغم الحماسة اللبنانية والتركية لإعادة فتح الحدود ،او على صعيد حركة المسافرين ،وخاصة عودة اللاجئين السوريين الى بلدهم، ومع ذلك فان قضايا عدة بانتظار استكمال المباحثات بخصوصها كدور الأردن بما فيه القطاع الخاص في إعادة أعمار سوريا، والقضايا المرتبطة بعودة اللاجئين السوريين الى ديارهم ، والذي يفترض ان تعمل الحكومتان الأردنية والسورية على توفير الظروف المناسبة لتحقيق عودتهم طوعيا، الا ان عدم تسجيل حالات عودة لهؤلاء اللاجئين،يعطي إشارات حول ضرورة التوقف عندها ودراسة أسبابها،”في حال استمرارها “والتي يبدو أنها ترتبط أساسا بعدم توفر الظروف المناسبة لهم داخل سوريا، وخاصة الأمنية منها.
وعلى أهمية خطوة فتح الحدود باعتبارها محطة مهمة ستؤسس لما بعدها، فان من الأهمية بمكان اليوم ان تكون “النوايا صادقة” في التأسيس للخطوات اللاحقة ،فالأردن مع الحل السياسي في سوريا، ومع حقن الدم السوري،ومع الدولة والشعب السوري.
مؤكد ان المرحلة الأولى من استئناف نشاط المركز الحدودي ستشهد نشاطا على صعيد نقل البضائع والإفراد،وفي الوقت الذي ستشهد فيه سوريا نشاطا متزيدا في حركة السياح الأردنيين الى سوريا،فان الأردن سيشهد نشاطا متزايدا سيظهر في مناطق الشمال بكل وضوح على صعيد الاقتصاد الموازي، إضافة لقطاع النقل والشحن،الا أن المأمول أكثر من ذلك بكثير.

خبير امن استراتيجي / مدير عام مركز ابن خلدون
عمان – الأردن

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012