أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


المستشار.. وظيفة فضفاضة تحتاج إلى توصيف

بقلم : علي سعادة
23-10-2018 03:56 AM

تكمن إحدى مثالب أو مشاكل المسؤول العربي في أنه لا يحسن اختيار مستشاريه، فهو غالبا ما يختارهم من أصدقائه ومعارفه أو من يزكيهم من يعملون معه، على أن يتحلى المستشار بصفات معينة من بينها أن يدعم رؤية المسؤول ويدافع عنها، وهي رؤية قاصرة تماما على أية حال.
ما هي فائدة المستشار، أو الإعلامي والصحافي، إذا كان كل ما يقوم به هو مباركة كل خطوة يقوم بها المسؤول، وتضخيم انجازاته بحيث تنتفخ مثل جبل أحد؟ لماذا يصر المسؤول على أن يأتي بأشخاص يعززون وجهات نظره، ويساندونه في كل ما يقول، وكأنه وحي يوحى؟
المسؤول الذكي هو الذي يلحق بمكتبه أشخاصا يقدمون له المعلومة الصحيحة الدقيقة في الوقت المناسب لاتخاذ القرار.
أشخاص يطرحون أمامه الخيارات المكملة والمتاحة لصانع القرار، وتحليل الخيارات الاجتماعية والاقتصادية والإدارية على المدى القصير والبعيد.
مستشارون يوصلون آراء وردود فعل المجتمع تجاه قرارات وعمل المسؤول، حيث طبيعة المسؤولية تتسبب أحيانا في حجب ردود الفعل الاجتماعية عن المسؤول وإبعاده عن الشارع، لكن المستشار يفترض أن يكون ذا حساسية تجاه ما يدور في المجتمع فلا يبخل على مسؤوله بالملعومات مهما كانت مزعجة.
المستشار ليس سكرتيرا خاصا أو شخصيا، وليس مجرد وظيفة، فأحيانا كثيرة يكون هناك عدم وضوح في توظيف المستشار، هل يكون ممن يحملون الرؤية المهنية والعلمية المتميزة التي ستفيد العمل أم تتم مجاملة صديق أو قريب أو زميل بوضعه مستشارا؟
هل الهدف من وضع المستشار هو الرغبة في الاستفادة الفعلية من تجارب الشخص في موقع يحتاج تفرغا وإبداعا أم إبعاده عن الموقع الذي كان يحتله بطريقة مقبولة وظيفيا، بمعنى آخر: إبعاده عن مكان ومنصب يتقلده بطريقة قانونية وتبدو في ظاهرها تكريما له؟
بمعنى آخر: استغلال وظيفة المستشار كوسيلة لإزالة أو إزاحة وإبعاد مسؤول تنفيذي في قطاع ما يصعب إزاحته من موقعه بشكل مباشر.
وظيفة المستشار تستخدم لدى البعض كعتبة لتعيين شخص غير مؤهل أو لا تنطبق عليه الشروط الوظيفية للعمل في وظيفة بذاتها.
وبشكل عام تكاد أن تكون مهمة المستشار غير واضحة التوصيف، وكأن الهدف إنشاء وظيفة مستشار كنوع من «التنفيع» والتي يسهل تسويغها وتبريرها كما يسهل التعيين عليها دون رقابة أو شكوى من أحد.
ووفقا للمتخصصين، فإن عدم الفصل بين التنفيذي والاستشاري يعد أحد نقاط ضعف وسلبية منصب المستشار؛ حيث يفترض أن لا توكل المهام التنفيذية للمستشار، لأن ذلك يلغي، في كثير من الأحيان، حيادية المستشار ونزاهته في تقديم المشورة الصحيحة المخلصة.
المستشار الحقيقي قد يخالف مسؤوله في كثير من القضايا، وتكون مهمته وضع المسؤول بصورة ما يجري، وتركه يقرر ما يراه مناسبا، دون إثارة غضبه أو حساسيته.
المسشار الحقيقي يقف دائما على حبل مشدود، الحقيقة من جهة وعدم اغضاب المسؤول من جهة ثانية. ' السبيل '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012