أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


البطولة الفردية أكثر تأثيراً.. لماذا؟

بقلم : علي سعادة
24-10-2018 07:27 AM

القصة الفردية أقوى تأثيرا من القصة الجماعية.
وموت شخص قد يترك تأثيرا أقوى من موت المئات.
خحم وضخامة الكارثة ليس هو المقياس هنا، فما يثير اهتمام العالم هو تفصيلة صغيرة، أو جزئية مختبئة في ثنايا الخبر أو الحدث.
سنعطى أمثلة لتقريب الصورة، الطفل أيلان كردي نتذكره وننسى العشرات الذين يموتون اثناء هروبهم في قوارب الموت.
الطفل محمد الدرة في انتفاضة الأقصى نسي الناس الانتفاضة نفسها وشهداءها وواصلوا بكاء الطفل الشهيد وتكريم والده.
مئات الأسيرات في سجون الاحتلال في ظروف قاسية وغير إنسانية منسيات لكن عهد التميمي وحدها تصبح البطلة ويفرش لها البساط الأحمر.
لاعب يسجل هدفا حاسما أو جميلا يصبح هو الحدث وليس الفريق.
الأيزيدية العراقية نادية مراد تفوز بجائزة نوبل للسلام بسبب معاناتها، في حين أن مئات النساء العربيات يعانين من الاضهاد والعبودية والتحرش والاغتصاب.
ملالا يوسفزي الباكستانية الناشطة في تعليم الفتيات تحصل على جائزة نوبل فقط لأن أحد عناصر « طالبان» أطلق رصاصة من مسدسه في وجهها فأصبحت حديث العالم ونجمته المفضلة.
في الفيلم السينمائي أو المسلسل الدرامي أو المسرحية يحصل البطل/ البطلة على الإشادات ويبقى وحده في الذاكرة، نتذكر حواره فقط ولا نكترث بمئات الجمل الحوارية الأخرى الأكثر جمالا ربما.
وأيضا، حين نتحدث عن الحرب العالمية الأولى مثلا، أول ما يرد ذكره الأرشيدوق فرانز فرديناند، وريث العرش وولي العهد النمساوي الذي لم يكن محبوبا أصلا على الصعيد الشخصي أو السياسي، رغم عنقه التي تشبه عنق الثور، وشاربيه الضخمين أكثر من المعتاد، ولسانه السليط الذي يجرح مثل السكين حتى قال عنه الكثيرون إنه مجنون، لكن اغتياله كان الشرارة التي اشعلت الحرب العالمية الأولى، وأدت إلى مقتل 10 ملايين شخص الذين بالطبع دفناهم بإهمالنا أحياء وأهلنا عليهم التراب.
قصص الحب هي قصص فردية، قيس وليلي، جميل وبثينة، روميو وجوليت، مارك انطونيو وكيلوبترا، وعشاق آخرين.
حتى الرواية الأدبية والقصيدة الشعرية هي في النهاية قصة فردية وتخاطب فرد/ القارئ.
وحده جمال خاشقجي يستأثر بالرواية الصحافية فيما قتل العام الماضي 65 صحفيا، وفي النصف الأول من العام الحالي قتل 47 صحفيا.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012