أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


"عيرا " الولادة

بقلم : هاشم الزيادات العبادي
27-10-2018 11:12 AM


وغرست عيرا في رحمها رجلا يدعى هاشم لتنبت حصادا من الرجال عندما تشتاق الرجولة للرجال .
امس ' الجمعة ' خرجت عيرا بقضها وقضيضها لم يغب احد من اهلها الا اؤلئك الذين زرعناهم قبله ، في عرس مهيب له اول واخره تسمّر في ازقتها ، وتداعت قرانا المجاورة والأصدقاء وعاشقو الرجولة من كل حدب ليشاركوا في هذا الغرس وكلهم ثقة انهم غرسوا رجلا يدعى ' هاشم عيد الزيادات' ولن ينتظروا صلاة استسقاء فهم على ثقة ان التاريخ لا يخون نفسه وسينبت هذا الغرس كما سوابقه مزيدا من الرجال عندما تصبح الرجولة من عملة صعبة ليس لها رنين .

لم يبك احد ، بل كانت رؤوس مفروعة ومختالة عزّاً وفخراً ، لم يبكه احد ، هل يُبكى على شهيد ضحّى بروحه لتستمر الضحكة على شفاه أطفال وطفلات لسنين طويلة قادمة؟ لا أبداً فهذا خارج اي سياق للمنطق، رغم ان الشهيد محبوب حتى الثمالة من كل اهالي هذه البلدة صغيرهم وكبيرهم ، فالرجولة هي طاغية هنا ودكتاتورية ولها الشرف

هذه بلدة ولّادة لما كل ما هو عز وفخار ، بعيدة عن كل ما يعيب ، هي هكذا رب العالمين خلقها هكذا ، وقدر الله لها وهي تستسلم لأقدار الله.

قدّمت شهداء على اسوار القدس ومروج جنين ، وفي ايلول عندما ضلّ الوطن طريقه فاعادوه الي الرشد.

هي ام الكرامة ، جغرافيا ومعنى ، تسابق شيبها يوم ذاك لنقل ذخائر للسادسة والتاسعة والميتشغان رغم انف الميراج والسكاي هوك والهاوتزر ، وتسابقت نساؤها في خبز الصاج وبين رغيف ورغيف كنّا يتسابقن بطول ' الزغرودة' التي تستنهض همم الرجال المنهوضة اصلاً ، ثم أصبحت عادة فخبزها لحق بأبنائها في الجولان وأظن ان المرحوم خالد هجهوج المجالي هناك اكل من خبزها بغير غموس .

هذه بلدة وشهادتي بها مقطوعة الرأس لإنتمائي لها بكل فخر ، لم تقدّم الا الرجال وكل النزاهة وكل الإستقامة ، وعاجز عن الإحصاء ، وعاجز اكثر انها قفزت من زاوية الإهمال والنسيان لتتصدر عالمياً انها البلدة الأكثر نسبة في العالم في التعليم العالي.
اهمال دولتنا لها بائن بينونة كبرى ، وعندما امتحونها لم تقدم الا مثالين لرجلين عزّ ان تجد لهما قرينا في النزاهة والاستقامة هما الدكتور احمد الزيادات والدكتور عبد الهادي العلاوين ، وأهملت رجلا تعجز الرجولة ان تلد امثالة الباشا محمد موسى العبادي ' حنيش الدروع' ولا اريد الاستفاضة ، فشهادتي مفطوعة الرأس هنا ويكفي شهادات ابنة الاردن الدكتورة فاتنة الخريشة D Fatenah Al Khraisha

نعم أمس غرسنا رجلاً في رحم عيرا يدعى هاشم عيد العوامرة الزيادات
'رياضي وجسم سليم وعقل أسلم' لكنه آثر الموت لإنقاذ عدد من الأطفال والتضحية بروحه ، على أمل بل اننا على ثقة ان غرسنا سينبت سبع سنابل في كل سنبلة مائة رجل يدعى هاشم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012