أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الرزاز يضيع فرصة ترميم جسور الثقة مع المواطن

بقلم : موسى كراعين
30-10-2018 05:33 AM

لطالما تحدث رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز ووزراؤه عن أزمة ثقة بين المواطن والحكومة، وكثيرا ما عزا الفريق الحكومي خلال حملة إقناع الشعب بمشروع قانون ضريبة الدخل بأن الردود السلبية ضد قراراته كانت بسبب أزمة ثقة حكومية مزمنة مع الشعب.
لم يشخص الرزاز في حينه أسباب عجز حكومته عن نيل الرضا الشعبي، لكنه تعهد في مناسبات عدة بأن يعيد الثقة إن منح له الوقت الكافي.
حادثة البحر الميت الحزينة، شكلت رغم المحنة منحة لترميم شيء من جسور الثقة المتهالكة، لكن الحكومة فوتت الفرصة بأدائها غير الموفق مع الحادثة.
التواجد الميداني لرئيس الوزراء في موقع الحادثة رسم بارقة أمل في تعاط حكومي جديد مع أحداث طارئة، إلا أنها سرعان ما تلاشت في نفس الليلة، بتغريدته على «تويتر» التي أثارث سخط متابعين كانوا ينتظرون من الرزاز التواجد في غرفة العمليات برفقة الملك عبدالله الثاني، أو على الأقل التواصل مع المواطنين عبر قنوات إعلامية معروفة.
تصريحات وزيري التربية والتعليم والناطق باسم الحكومة التي جاءت عبر الهاتف زادت من موقف الحكومة المتأزم مع الحادثة، وتسببت التصريحات التي ركزت على إخلاء مسؤولية الحكومة من الحادثة وإلصاقها بالمدرسة بموجتي سخط وحزن شديدتين، شعر فيها المواطن بأن الحكومة تريد فقط أن تبرئ نفسها وتخلي مسؤوليتها لتلصقها بالمدرسة المنظمة.
التصريحات الحكومية اللاحقة عبر وزراء ومسؤولين في وزارة الأشغال والسياحة والبلديات لم تكن شجاعة وتجاهلت دور الحكومة الرقابي والتنظيمي على المؤسسات.
لم تخبرنا التصريحات الرسمية عن مبررات عدم صيانة جسر الزارة الذي تهدم أحد أعمدته منذ أكثر من عام، ولم تجب عن سبب عدم وجود شواخص تحذيرية في الموقع السياحي، رواية وزيرة السياحة حين سعت لتبرير موقفها تجاهلت الحديث عن تقصير الوزارة في التواصل والتنسيق مع الأجهزة الأمنية المعنية؛ لإغلاق الموقع السياحي «وادي الأزرق» في ظل الظروف الجوية غير المناسبة.
أزمة الثقة تفاقمت عقب ظهور حادثة تسليم إحدى الجثث إلى غير ذويها في الإعلام، خطأ لا يمكن قبوله وقع به مركز الطب الشرعي يخبرنا عن حجم الترهل الإداري في الأجهزة الحكومية من شأنه أن يزيد من فجوة الثقة الحكومية مع الشعب.
لا أظن أن الرزاز قادر على تقليص الثقة سواء طال عمر حكومته أم قصر، إذا بقيت الأخطاء وتكررت.' السبيل '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012