أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


المسؤولية بين الموالاة الشخصية والبعد المؤسسي

بقلم : د . فايز الربيع
08-11-2018 04:06 AM

عندما تتقدم الدولة، فإنها تقدم خيرة أبنائها، كي يقوموا بتحمل المسؤولية، من أصحاب القدرة والاختصاص والكفاءة، بغض النظر عن أية اعتبارات تعيق هذا الاتجاه، هنا تبرز الكفاءات الإدارية في مجالات الاختصاص المختلفة، ويشعر كل صاحب كفاءة ان بإمكانه ان يتقدم كي يساهم بخبراته في التطوير.

يتحدث الناس كثيراً عن الإدارة بالعلاقات بدلاً من الإدارة بالنتائج فلان قريب من فلان، وآخر زميله في المدرسة، وثالث زميله في الجامعة. ورابع جاره، وخامس قريب زوجته، أو ممن تحضر مجالسها، وهذا جاء بتزكية لان منطقته ليس منها مسؤول، وغيره مدعوم من عدد من النواب فتحدث عمليات التقريب والإقصاء بناء على هذه المعطيات، وعندها يصاب اصحاب الكفاءات بالإحباط لان انسداد الأفق السياسي ويتلوه انسداد الأفق الإداري هو سيد الموقف.

اختلف احد الأشخاص مع احد الخلفاء، فقال له هل خلافي معك يمنعني من حقي قال لا، قال إنما تأسى على الحب النساء.

بدأت مشكلتنا الإدارية مبكرة منذ زمن الدولة الأموية حيث تقدم اصحاب (الولاء) على اصحاب (الكفاية)، وجاء الى مواقع الإدارة أناس ما كان لهم ان يكونوا لولا قربهم من السلطة أو بعبارة أخرى هم أصحاب الولاء (للأشخاص) وليس (للدولة) وهناك فرق بين الاستزلام للأشخاص وبين من هم في خدمة الدولة، لان الاستزلام للأشخاص يكون الهم أن يرضى عنهم الأشخاص، وهذا ما نسميه بالولاء (العمودي) في الإدارة وهو فرق عن الولاء (الأفقي ) الذي يكون هم المسؤول هو خدمة الناس والسهر على حاجياتهم ومصالحهم، وهم الوطن ومشاكله وليس فقط ارضاء من وضعهم في هذا المكان.

وتكون قاعدة العمل الإداري ليس البناء التراكمي على مجمل الإنجازات ومراجعة الخطط التي وضعت عبر السنين، وتطويرها أو ما نسميه بالاداء المؤسسي وعلى قاعدة أن التاريخ يبدأ من عندي وينتهي بعدما اذهب يفكر المسؤول بالعمل، فتلغى البرامج ونبدأ من جديد، وهكذا يهدر الجهد، ويضيع المال، وتختفي القدرات.

ليس أمام المسؤول من توكل اليه مهمة الاختيار قوائم بالكفاءات وأنواع الاختصاصات ولكن لديه عدد من الأصدقاء يستشيرهم فيشيروا عليه بمن يعرفون أو يريدون خدمتهم أو بعبارة أخرى تنفيعه فتظهر أسماء لا نعرف عندما تظهر كيف جاءت وتختفي اسماء لا نعرف لماذا اختفت.

انا احزن كثيرا على الكفاءات في بلدي التي طوّرت المنطقة وبرزت في دول مجاورة عندما أتيح لها المجال ان تعمل، ولكنها لم تجد طريقها كي تخدم في بلدنا لان أحداً لم يعرضها للعمل ليعرف امكاناتها اذا استمرت الإدارة بهذا الاتجاه، فإن الإدارة لدينا في خطر لاننا في الاردن نملك الانسان اكثر مما نملك المال، ولكننا لم نحسن الاستثمار في الانسان مع انه هو رأس المال الحقيقي في بلدنا فحسن إدارة المال ولو كان قليلاً هو الأساس بالإنسان واستذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من ولّى على المسلمين رجلاً وفيهم من هو أفضل منه فقد برئت منه ذمة الله ورسوله).'الراي'

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012