أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الاردن: ما بين فاجعة البحر الميت وكارثة البتراء تكمن مشكلتنا

بقلم : د . ثابت المومني
15-11-2018 06:08 AM

سادت الاردن موجة من الاراء والانتقادات والاقتراحات والتحليلات والنظريات والتفسيرات وطرح حلول لما جرى في البحر الميت يوم الخميس الاسود وما تلاها في الجنوب ووادي موسى يوم الجمعة الحزينة.
ولكن وحتى الان لم اجد من يضع يده على الجرح بشكل شمولي خصوصا بوابة خسائرنا المادية بفقدان عشرات عشرات الملايين من الامتار المكعبة من المياه التي تحتاجها دولة تعتبر الافقر في مواردها المائية على الاطلاق حيث تذهب سدى الى البحر الميت عبر الاودية الجانبية من شمال البحر الميت الى جنوبه .
ان عملية بناء السدود في الاردن سادتها الفزعة والعشوائية وربما الجهوية احيانا وخير دليل على ذلك ان السعة الكلية للسدود بالمملكة تقدر بحوالي ٣١٥ مليون متر مكعب من المياه ورغم كثرة الفيضان في كل شتاء فان هذه السدود لا تمتلىء بكامل طاقتها.
فقد بلغت ملاءة السدود في العام الماضي ٢.١٧ حوالي ١٨٠ مليون متر مكعب اي اكثر من نصف طاقتها الاستيعابيه قليلا.
سؤالي… لماذا لا تمتلىء سدودنا ؟!
لماذا تفيض بعض السدود عدة مرات كسد وادي الهيدان اي الواله بينما لا تستقبل بعض السدود ربع طاقتها الاستيعابية.
انه الفشل في الادارة المتكاملة لقطاع المياه في الاردن ربما يكون الاجابة على ما يجري لا سيما وان عمليات الفيضان غالبا ما تاتي نتيجة تساقط امطار وميضية غزيرة جدا في فترة قصيرة.
كثر من يعملون في مجال ادارة موارد المياه ولكن من باب صاحب الصنائع السبع لا يتقن اي منها مع احترامي كل من اجتهد.
ان ما يجري اليوم يؤكد حاجتنا لتشكيل لجنة خبراء لا لجان وساطة ومحسوبية لتتنفع بدرهم ودينار لا سيما بعد ان فقدنا اكثر من ٣٠ مواطنا خلال اسبوعين وقبل ان يبدا فصل شتاء ٢٠١٨. ان واقع حالنا يؤكد سقوطا فظيعا في الادارة للكثير من القطاعات واهمها قطاع المياه والحصاد المائي.
وزارة المياه تتباهى احيانا بانها استطاعت استمطار الغيوم كنمط من انماط الحصاد المائي .
ولكن مثل هذا العمل فقط للاستعراض وتبديد اموال يمكن ان نساهم بها ببناء سد او سدود ولكننا ننفق اموال الخزينة على غير طائل كي يقال باننا في الاردن نستمطر الغيوم بينما نعجز عن استغلال مياه فيضان السيول لا بل نتركها لتقتل البشر كما حصل في فاجعة البحر الميت وكارثة البتراء.
حكوماتنا لا زالت حائرة تتخبط حتى وصل الامر بالناطقة باسم الحكومة الوزيرة غنيمات ان عزت اسباب السيول الى تغيرات مناخية وهنا يكمن ” تخريص وتخبيص ” المسؤول وبكل اسف لان التغيرات المناخية لا تاتي بين يوم وليلة واذا كان ذلك صحيحا فما هي المرجعية التي استندت اليها الوزيرة غنيمات فلتستعرضها متمنين عدم الاستخفاف في عقولنا فمن ينابع سجلات وزارة المياه والدفاع المدني حول كميات الامطار وحجم الاضرار يجد ان هذه المناطق سبق وان تعرضت لمثل هذه السيول عبر عقود خلت فكيف نقحم التغير المناخي في هذه الكارثة .
ان ما حدث في الاردن قد يكون ظاهرة لم تتكرر لفترات طويلة كي نبدأ الشروع قولا بان هناك مؤشرات لتغيرات مناخية بات يتعرض لها الاردن ولكن ان تقفز الحكومة الى الامام بتحميل المسؤولية عن كارثة سيول البتراء والجنوب الى تغيرات مناخية فان ذلك لامر معيب ومحاولة من الحكومة للتهرب من مسؤولياتها .
رأي اليوم - كاتب اردني

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012