أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


إلى المُنظّرين المزايدين على المقاومة الفلسطينية

بقلم : عبدالسلام فايز
16-11-2018 06:16 AM

بعد سريان اتفاق الهدنة السابق الذي تم إبرامه قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة بين الجانب الإسرائيلي و فصائل المقاومة الفلسطينية هناك ، راح كثيرون من داخل الصف الفلسطيني يروّجون إشاعات مفادها أن هذا الاتفاق هو جزء من صفقة القرن ، و بأنّ الأموال القطرية التي تمّ إرسالها إلى المحاصرين هناك ، ما هي إلا رِشىً هدفها إيقاف زئير السلاح الفلسطيني و عدم توجيه البندقية نحو جنود الاحتلال الإسرائيلي .
و قد راهن كثيرون على أنّ جميع أشكال المقاومة الفلسطينية سوف تتوقف بعد دخول هذه الأموال ، بمافي ذلك مسيرات العودة ، أي أنّ المقاومة سوف توقف مقاومتها العسكرية و السلمية للاحتلال مقابل تلقيها أموالاً من دولة قطر التي اعتبرها المنتقدون أنها شريكة في إتمام صفقة القرن ..
و اليوم ذاب الثلج و بان المرج ، و لسوء حظّ أولئك المنظّرين فإنّ الرد على هذه التفاهات جاء سريعاً و سريعاً جداً ، و بلغة السلاح هذه المرّة ، إذ لقّنت فصائل المقاومة الفلسطينية جمعاء جنودَ الاحتلال و ضباطه درساً قاسياً و صعباً للغاية ، من خلال توحّدها السريع في غرفة عمليات مشتركة ، و قتلها للضابط الإسرائيلي و جرحها لآخرين ، و استهدافها للحافلة التي كانت تقلّ جنود و ضباط العدو الإسرائيلي و تنفيذها لكمين العلم ..
هذا على الصعيد الميداني ، أما على الصعيد السياسي فإنّ الهزيمة كانت أشدّ و أقسى ، إذ وجد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغيدور ليبرمان نفسه مضطراً لترك منصبه في وزارة الدفاع بعد الهزيمة المنكرة التي تكبدها جيشه الفار ، و حالة الإرباك التي أصابت البلدات و القرى الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة ، و التي جعلت رئيس الوزراء الإسرائيلي يغادر فنادق باريس و يعود من حيث أتى ، للإشراف المباشر على عمليات القصف الممنهج و الانتقام الجبان الذي يستهدف الأحياء السكنية و المنازل الآهلة بالسكان ، في محاولة يائسة لاستهداف الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية ، و قد طال جنونهم المسعور وسائل الإعلام الفلسطينية التي تصدح بالحق ، إذ استهدفت الطائرات الإسرائيلية مقر فضائية الأقصى بصاروخ استطلاع ، و كذلك إذاعة صوت الأقصى ، في محاولة منها لإسكات الحقيقة ، و قمع الصوت الفلسطيني ، لكنّ العاملين هناك لم تزعجهم تلك الألعاب النارية ، بل على العكس تماماً ، زادتهم نوراً على نور ، و تصمياً فوق تصميم ، و عادوا للبث من فوق الركام ، في مشهدٍ بطوليٍّ ، و ما ذلك الاستهداف المباشر للإعلام الفلسطيني الحر إلا خير دليل على أنّ الكلمة الحق لها وقعٌ مُدَوٍّ على الأعادي ، و تربكهم في كثير من الأحيان أكثر مما يربكهم السلاح ..
الآن و بعد هذا الإنجاز التاريخي لفصائل المقاومة الفلسطينية هناك ، خجلَ بعضُ الذين انتقدوهم في السابق ، و قدموا اعتذاراً شجاعاً للكتائب المناضلة ، و عادوا إلى جادة الصواب ، و كان اعتذارهم الشجاع بمثابةِ عودةٍ محمودة للبندقية المقاتلة ، فكانت عودتهم مُرحّباً بها ، بينما آثر البعض الآخر البقاء تحت “البسطار الإسرائيلي” و الاستمرار في طعن المجاهدين و إفراغ الانتصارات هناك من فحواها المشرف ..
حاله هو حال أسياده في تل أبيب ، لا فرق بين تصريحاته و تصريحات أفخاي أدرعي ، و لا فرق بين أخلاقه و أخلاق إيدي كوهين .. عبثاً يحاول التشويش على فرحة الانتصار ، و لكن أبناء قطاع غزة الذين تجمعوا في الساحات ليعلنوا النصر هم الذين لجموه و لجموا أمثاله ضعاف النفوس و الحس الوطني ..
ثم إنهم بعد ذلك ملكيون أكثر من الملك نفسه .. فكيف ينكرون النصر المبين للفصائل الفلسطينية ، و إسرائيل بعظمة لسانها اعترفت بالهزيمة على مستوى المسؤولين و على مستوى المواطنين ؟!
لذلك لا ضير أن نسمع هذه الأصوات النابحة بعد كل انتصار ، فأصواتهم مألوفة منذ عهد النبي محمد عليه الصلاة و السلام ، و قد سخرهم الله تعالى للنباح في كل زمان و مكان ..
أقول لأمثال هؤلاء : سبحان من آهانكم في الدنيا و الآخرة ، ففي الآخرة سوف تحملون أوزار المجاهدين الذين سلقتموهم بألسنتكم النابحة ، و طعنتموهم بسيوفكم المأجورة ، و في الدنيا ها أنتم على صنفين : إمّا تحت البسطار الصهيوني و إمّا “بنشرجية” عند جنود الاحتلال .' رأي اليوم'

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-11-2018 03:35 PM

شكرا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012