أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ما الذي يحدث وماذا يجب أن يحدث في وزارة التربية؟

بقلم : علي سعادة
18-11-2018 06:20 AM

دعونا أولا نلخص بعض الأحداث التي وقعت العام الدراسي الحالي، وهي أحداث نشرت في جميع وسائل الإعلام:
- ولي أمر يشتكي على مدرسة خاصة ويقدم تقريرا طبيا يفيد بتعرض ابنه للضرب من قبل معلمي المدرسة، ثبت للجان تحقيق مختلفة أن الأب والابن مدعيان.
- معلمات يغلقن أبواب مدرسة على 9 طالبات ويغادرن.
- بلطجية يهاجمون بالعصي والسيوف والأسلحة النارية مدرسة، ويتلفظون بألفاظ نابية على الكادر التدريسي والإداري دون أن يعتقل أحد.
- تصدعات وتشققات ومبان وأسوار آيلة للسقوط على رؤوس الطلبة في عدة مدارس.
- مدارس في الميدان تعاني من نقص في المرافق التعليمية والكادر التعليمي.
- اقتحام مدارس والعبث بممتلكاتها وتخريبها، واعتداء على معلمين ومعلمات، ولا أحد يحال للقضاء.
- مدارس بالعشرات تخالف قانون الصحة العامة في مقاصفها.
- رحلة مدرسية عادية تقوم بها المدارس يوميا ولسنوات طويلة تتحول إلى كارثة إنسانية بعد امطار وسيول مفاجئة، وتتحمل المسؤولية ثلاث موظفات في وزارة التربية.
- مبدعون في الميدان باتوا أسرى الخوف من الاجتهاد أو ممارسة أي نشاط لا منهجي.
عشرات المشاكل التي وقعت منذ بداية العام الدرسي 2018/2019، والتي تبدو وكأنها بسياقات مختلفة لا رابط بينها، لكنها في الواقع هي ضمن سياق واحد، وتشير إلى وجهة واحدة: وزارة التربية والتعليم بمنطقة العبدلي.
ثمة أسرار وتفاصيل كثيرة مختبئة في أروقة الوزارة التي تحتاج وزير تربية يتمتع بسجل وظيفي ومهني ومالي نظيف وبصلاحيات واسعة حتى يتمكن من معالجة خلل متراكم مضت عليه سنوات عجاف.
تحتاج وزير تربية ينفض الغبار عن التعليمات والأنظمة المعمول بها في الوزارة والتي لم تحدث منذ سنوات، تريد ونريد، رجلا يراجع جميع التعيينات في المراكز القيادية في مركز الوزارة والميدان والتي تشير المعلومات إلى أن بعضها جرى بواسطات ومحسوبيات وبتدخلات من خارج الوزارة، بعضهم لا يمتلك الحد الأدنى من المؤهلات، وأن يبدأ عمليات الترميم من الأعلى حتى يصل إلى أصغر موظف، نحتاج وزيرا يراجع جميع عمليات الإنفاق في مركز الوزارة ويعيد توجيهها إلى الميدان، وإلغاء برامج كانت وسيلة للفساد وزيادة المكافآت لعلية القوم وتحميل الحكومة أعباء مالية لا داعي لها.
نريد وزيرا يعيد إلى الميدان ثقته بنفسه بعد أن سقطت تلك الثقة كأوراق الخريف، نريد وزيرا يعيد للمعلم/ المعلمة هيبته وقيمته الاجتماعية عبر الدفع بتشريعات تمنع تغول أولياء الأمور المتنمرين، وتمنع توقيف المعلم/ المعلمة في مراكز التوقيف في المحافظات ومراكز الشرطة.
نريد وزيرا، كما تقول العامة، رجلا من ظهر رجلا، يدافع عن أبناء وزارته والعاملين معه ويسخر جميع أجهزة الوزارة للدفاع عن أي معلم/ معلمة يتعرض للظلم، لا أن يقف متفرجا وكرامة المعلم تداس بالأقدام على مرأى من الجميع.
ما ذكرناه في أول المقال سببه فشل مركز الوزارة في القيادة، فهو حول الميدان إلى مجرد آلات تعمل تحت الضغط والخوف من الوقوع في خطأ غير مقصود، أو كارثة طبيعية فوق توقعات البشر، أو حتى سقوط طالب أثناء ذهابه لقضاء حاجته، فيجر إلى القضاء.
لماذا يجب أن يفعل الوزير الجديد كل ذلك؟ لأن حجم الخراب وصل مستويات ستضر بالدولة نفسها، وحتى لا تتكرر الكوارث المذكورة أعلاه، وأيضا لإعادة بناء كل ما يتعلق بمنظومة وأخلاقيات التربية والتعليم التي تواجه، لا نقول مؤامرة، وإنما إهمال وتقصير ونوع من الفساد وهشاشة في ضمير البعض.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012