22-11-2018 05:06 PM
كل الاردن -
يبدو أن قدرنا في الاردن أن نبقى أسرى النوايا الطيبة في ظاهرها مع علمنا الأكيد انها لن تتحق كونها تفتقد الأرضية الحقيقية والبنية السياسية وحتى القرار الإداري المستقل لتحقيقها وعليه ننقلها من حكومة لأخرى غير مدركين لخطورة المرحلة وردود الفعل الشعبية التي قد تنفجر بطريقة غير منظمة بأي وقت.
قبل أيام أطل علينا رئيس الوزراء من خلال فيديو مسجل يبشر الشعب الاردني بالفرج خلال العامين القادمين ويبدو أنه نسي أو تناسى عشرات الوعود التي أطلقها من جلس قبله في الرابع وغيرهم من كبار المسؤولين وصناع القرار والحقيقة المزيد من البطالة والمديونية والعجز والأخطر ان يوصلنا هذا كلهل تسليم رقبة الوطن للخارج مما يجعله مهددا بامنه وهويته ..
هل يعقل أن يستمر نفس النهج الفاشل في إدارة الدولة وهو يدرك أن لا إصلاح حقيقي قد ينتج عنه.. وهل يمكن أن يتخيل اي مسؤول أن نهجا فاشلا قد يتحول للنجاح بفضل اماني ونوايا لا تترافق مع خطوات تحضيرية تسبقه... أم أن الرسالة فقط الهاء ومضيعة للوقت واستنزاف ما تبقى في جيوب المواطنين على اعتبار أنها فرصة لا تتكرر ولا تعوض لمن اوصلونا الى هذا الوضع المأساوي
بفعل سياسات اقتصادية فاشلة .
المواطن الأردني للأسف ما زال يعتقد أن الكتابة والنصح قد تفيد في تغيير سياسات فاشلة وكأنه أيضا أصبح عاجزا عن البحث عن وسائل حقيقية ضاغطة على صناع القرار.. ولم يعد يشاهد كيف تتحرك الشعوب بطريقة حضارية وسلمية تفرض رؤية وطنية وليس مصالح خاصة وشخصية.
اليوم نعيد ونكرر أمام نوايا رئيس الوزراء أن لا إصلاح ولا تنمية بدون خطوات سياسية تنطلق من تشريعات توصل ممثلا حقيقيا لمجلس التشريع والرقابة وتعيد الولاية العامة للسلطة التنفيذية وتخضع الجميع للمحاسبة وتشرع قوانين وطنية وليس المزيد من القيود والأحكام العرفية ، وتنطلق من خطة
تنمية حقيقية يشارك المواطن فيها بعد أن يشعر أنه يخدم وطنا ومواطنا وليس فئات استنزفت مقدرات الوطن.
وحتى لا نطيل ونكرر كما نفعل دائما لعلي أؤكد كمراقب أن لا قرار سياسي حتى الآن يمكن أن يبني عليه ،وانما نلمس إحباط اي فكرة أو خطوة ووضع مزيد من العراقيل . وستبقى الأمور تسير بالاتجاه الخاطئ ونبقي جميعا ندفع الأثمان باهظة حتى يصحو الشعب من غفوته.