أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لماذا طلب نتنياهو من ترامب تأجيل الإعلان عن صفقة القرن؟!

بقلم : حماد صبح
25-11-2018 06:15 AM

ذكرت القناة الإسرائيلية العاشرة أن نتنياهو طلب من ترامب تأجيل الإعلان عن صفقة القرن، وأن ترامب وافق على طلبه، وقالت القناة إن وراء طلب التأجيل تخوف نتنياهو من تقديم تنازلات للفلسطينيين تضعفه أمام شركائه في الائتلاف الحاكم خاصة حزب البيت اليهودي الذي يتزعمه وزير التعليم المتشدد نفتالي بينت .
ونرى أن هذا ليس السبب الحقيقي لطلب تأجيل إعلان الصفقة، وحتى لو وجد فإنه ليس السبب الرئيس المهم، لا بالنسبة لنتنياهو وحده كسياسي، بل لإسرائيل كلها كدولة . صفقة القرن تستهدف مثلما نعرف حل الصراع الفلسطيني _ الإسرائيلي وإقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل والدول العربية، ومهما كانت هذه الصفقة سيئة للفلسطينيين وهاضمة لحقوقهم فإنها لابد أن “تأخذ” شيئا من إسرائيل .
وجيسون جرينبلات مبعوث ترامب للسلام في الشرق الأوسط يقول إنها لن ترضي الفلسطينيين ولا الإسرائيليين إيهاما منه وتضليلا بأنها ستكون متوازنة، وهي، من خلال ما بث منها، ليست متوازنة، ويكفي توكيدا لفقدانها التوازن قول ترامب إنها تركز على مراعاة الأمن الإسرائيلي، “الأمن الإسرائيلي ” هذا المصطلح الفضفاض الشره الذي لا يمكن إشباعه، والجاهز دائما للتوسع والتمدد في دلالته وفق الأحوال الملائمة . إذن إسرائيل ممثلة في نتنياهو مطمئنة إلى أن هذه الصفقة ستكون لصالحها، والمؤكد أنها تشرف على تفاصيل صياغتها، فلماذا تطلب تأجيلها ؟!
في رأينا أن السبب اقتناعها بأنها دخلت دائرة تطبيع علاقاتها مع الدول العربية تخصيصا الخليجية وعلى رأسها السعودية، وأن هذا التطبيع مندفع في طريقه دون أي عائق، وضاعفت جريمة قتل خاشقجي من تسارعه لاحتدام حاجة النظام السعودي للتأييد الأميركي والإسرائيلي في وجه عاصفة الغضب العالمي على وحشية الجريمة، وكسب فعلا هذا التأييد، وسيدفع ثمنه بالتسارع في علنية التطبيع، وفي استحثاث بقية الدول الخليجية باستثناء الكويت عليه، وتحدث تسفي بارئيل محلل شئون الشرق الأوسط في “هآرتس” عن دفع النظام السعودي عمان لاستقبال نتنياهو في زيارة علنية في منافاة لما بين النظام السعودي من تنافر في السياسات والقناعات، وهو، النظام السعودي، الذي ضغط على البحرين لتوجيه دعوة إلى إيلي كوهين وزير الاقتصاد الإسرائيلي للمشاركة في مؤتمر دولي عقد فيها، وهو الآن يدفعها لاستقبال نتنياهو في زيارة كثرت الأخبار عن قرب قيامه بها لها.
وما دامت إسرائيل قادرة على التطبيع مع أكثر الدول العربية دون ثمن في الشأن الفلسطيني؛ فلماذا تدفع هذا الثمن المقدر في صفقة القرن مهما كان ضئيلا هزيلا ؟! والساسة الإسرائيليون والإعلاميون الإسرائيليون يقولون إن دول الخليج وتخصيصا النظام السعودي هي التي تلح وتتلهف على التطبيع مع إسرائيل، وهي المحتاجة إليه، وقولهم يتجاوز المضمون المستعلي إلى التوكيد أن إسرائيل ليست مضطرة إلى دفع ثمن تطبيع لا تطلبه بإلحاح المتلهف.
ويبدو أنها ستفعل بصفقة القرن ما فعلته بالمبادرة العربية التي كانت سعودية الجذور . واصلت رفض تلك المبادرة 16عاما حتى تخلى عنها العرب عمليا، وتحقق منها معظم الجانب الذي تريده إسرائيل، وتشرذم العرب وضعفوا في تلك الأعوام .وإسرائيل الآن تخطط للفوز بعلنية التطبيع ومجانيته مع أكثرية الدول العربية خاصة النظام السعودي الذي يقول تسفي برئيل في شأنه ” إن الكأس الذهبية التي تستهدف إسرائيل الفوز بها” كائنة في عاصمته الرياض، وهي تثق في نجاح مخططها بدون صفقة القرن التي قد تضطر فيها إلى تقديم شيء ولو هزيل للفلسطينيين، ولهذا طلب تننياهو من ترامب تأجيل الإعلان عن صفقة القرن الذي سبق أن أجل عدة مرات .رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012