أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


إغلاق باب المزرعة بعد أن هربت الجياد لا يفيد

بقلم : علي سعادة
09-12-2018 04:07 AM

هل استنفدت الحكومة جميع الحيل التي في جعبتها، وهل بقى ثمة أرانب أو حمائم بيضاء في قبعة الساحر!
هل باتت أيام الحكومة معدودة ولم يبق سوى إعلان الوفاة لحكومة كانت تشير التوقعات إلى أنها تتمتع بصحة جيدة خالية من الأمراض المستعصية وحتى الموسمية؟
هل نحن أمام حالة موت سريري غير معلن؟
في التشخيص النهائي لن يكون سبب واحد وراء رحيل أو فشل الحكومة التي أصيبت بندوب وجروح وتقيحات مؤذية للعين وللصحة.
قد يكون السبب الظاهر هو تراجعها عن تعهداتها بعدم تقديم قانون ضريبة الدخل لمجلس النواب من أجل إقراره، والذي قال عنه رئيس الحكومة سابقا بأنه غير عادل.
قد تكون الكوارث المتتالية في البحر الميت وفي مأدبا، وانكشاف اهتراء وصدأ البنية التحتية في البلاد.
وربما اقتنع البعض بأن الحكومة تبحث عن كبش فداء لجميع أخطائها حتى لو كان الضحية المنتقاة بعناية إداريات يعملن في وزارة التربية والتعليم وينفذن تعليمات وزارتهن بكل حرفية
والتزام.
وربما عجز الحكومة عن وقف التآكل في ميزانية الدولة وزيادة المديونية بشكل كبير.
ومن المحتمل أن تكون المنصات وبعض البرامج والمصطلحات التي أطلقتها الحكومة والتي بدت للغالبية بأنها غير مجدية ونوع من الرفاهية فيما تعاني الغالبية من اقتصاد يُحتضر.
قد يكون من بينها ضعف التشكيل الوزاري، أو عدم جدية الحكومة في الكشف عن المتنفذين الذين يقفون وراء تجارة المخدرات والبلطجية وسرقة الكهرباء والمياه واستثمار الدولة في الحصول على رواتب وامتيازات وإعفاءات لا يستحقونها.
ربما إحساس البعض بأن النظام التعليمي في المراحل الأساسية والثانوية والجامعية يعاني من سوء تغذية ومديونية وتضخم في أعداد الطلبة.
وربما الارتفاع الجنوني في أسعار كل شيء بدءاً من الخضار والفواكه والفلافل وانتهاء بأسعار السيارات والشقق وتكاليف الزواج.
وهناك من يقول إنه لم يشاهد رئيس الحكومة يشارك في أي مؤتمر أو لقاء خارجي، ولم يسمعه يتحدث في السياسة، أو في منصة دولية.
وهناك عشرات الأسباب التي تحتاج إلى كلام كثير وإراقة كميات كبيرة من المداد.
ربما يكون أحد تلك الأسباب، وربما جميعها مجتمعة.
لكن المؤكد هو أن الحكومة تحاول إغلاق أبواب المزرعة بعد أن فرت جميع الجياد بعيدا نحو السهول.
والطبول التي كانت تقرع بالسر تقرع الآن علانية، وما حققته «السترات الصفراء» في فرنسا ليس ثمة ما يمنع من تكراره هنا في عمان.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012