أضف إلى المفضلة
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
بحث
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الهجرة كحل أخير!

بقلم : موفق ملكاوي
12-12-2018 06:53 AM

ما يزال الأردنيون يتناقلون ما قاله رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز للشاب “قتيبة” قبل أشهر عديدة في بداية تكليفه بتشكيل الحكومة، عندما نصحه بأن لا يضع مسألة الهجرة من البلد في حسبانه. مئات الناشطين الآخرين، أيضا، تصدوا لإقناع قتيبة بالهجرة عبر إيراد العديد من الشواهد، التي رأوا أنها لن تجلب أي خير أو تطور أو تغيير للمسار الذي تسير عليه الأمور.
للأسف، الأمر لم يعد تبادل وجهات نظر عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ولا مجرد مزاح لجلب “اللايكات” و”الريتويت”، بل أصبح شبه واقع تعبر عنه الأرقام الصادرة من الشارع الأردني.
27 % من الشباب الأردني عبروا عن رغبتهم بالهجرة الدائمة، بحسب دراسة أجراها معهد غالوب الأميركي مستندة إلى مقابلات مع زهاء نصف مليون بالغ في 152 دولة بين عامي 2015 و2017.
نلاحظ أن الدراسة انتهت مع نهاية العام 2017، والتي كانت مؤشراته أفضل بقليل من العام 2018، خصوصا أن قانون الضريبة تم فرضه العام الحالي، بما يفرضه من واقع جديد على الطبقتين؛ الوسطى والفقيرة، ما يعني أن شريحة الراغبين بالهجرة الدائمة مرشحة للتوسع في هذه الحالة.
أرقام العام الحالي، أو المتوقعة في العام المقبل لا يمكن أن تكون مشجعة لبناء مستقبل مستقر لأولئك الشباب، فقد سجل النمو زهاء 2.5 %، بينما الأرقام الحكومية تتحدث عن نسبة بطالة بلغت 18.6 %، غالبيتهم من الشباب، ومن حملة شهادات الثانوية العامة فأعلى.
نسب الفقر ارتفعت هي الأخرى، فقد سجلت 20 %، والتي نشرت مطلع العام الحالي ضمن تفاصيل خطة التحفيز الاقتصادي التي أعدّها مجلس السياسات الاقتصادية، ونشرتها وزارة التخطيط والتعاون الدولي، فيما سجلت 14.4 % في دراسة أجريت في العام 2010. وهذه النسبة لا تعكس حقيقة الفقر في المحافظات والتي سجلت فيها أرقام عالية، ما يدل على ضعف توزيع المكتسبات.
موازنة 2019 رصدت مبلغ 1.2 مليار دينار للمشاريع الرأسمالية، وهو رقم متواضع جدا، ولن يكون قادرا على رفع نسبة النمو كثيرا، وبالتالي سيظل الاقتصاد الأردني عاجزا عن توليد فرص عمل جديدة وغير قادر على توليدها سنويا، والتي تتراوح بين 25000 – 30000 فرصة عمل، بينما لا يتعامل أولئك الشباب بجدية مع خطط الحكومة التي تقول بأنها ستستطيع توليد 30 ألف فرصة عمل إضافية ضمن برنامج أولوياتها الذي أطلقته قبل أسابيع قليلة.
كل هذا يجبر الشباب على رؤية ضبابية لمستقبلهم في البلد، خصوصا أنهم يرون حكومة ضعيفة جدا لا تستطيع المناورة مع التكتلات الكبيرة في المجتمع، مثل النقابات التي استسلمت لإملاءاتها أكثر من مرة، وأيضا محاباتها لمجلس النواب، ما ينعكس بطأ شديدا على عملها، حتى لو كانت تمتلك مشروعات كبيرة قد تفضي إلى ضوء ما في نهاية النفق! الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-12-2018 05:08 AM

استاذ موفق الملكاوي المحترم هجره الاردنيين بدات فعليا بعد العام 1991 , منذا ذلك التاريخ لم يعد الاردني يجد لنفسه موطىء قدم في وطنه لكثره الغرباء لذلك بدأ بالهجره.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012