أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


وزارة الصحة تحتضر

بقلم : امجد السنيد
12-12-2018 12:28 PM

تعد وزارة الصحة من الوزارات الخدمية في المملكة ، إذ يستفيد منها قطاع واسع من المواطنين ، وتضم في جنباتها الكثير من الأطباء والممرضين والكادر الفني الذين يشهد لهم بالكفاءة والمهارة والإخلاص في العمل ليس على مستوى المملكة بل في إطار المنطقة العربية بأكملها .

ولكن هذه الوزارة مازالت عاجزة عن توفير الأدوية الضرورية للمرضى، مما يضطرهم لشرائها على نفقتهم الخاصة رغم أن كل من يراجع القطاع الصحي يندرج تحت مظلة التأمين ويتم اقتطاع مبالغ مجزية شهريا من راتبه فمن حق المريض أن يتلقى خدمة صحية مميزة.

من يقوم بزيارة المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية يقف مذهولا أمام عظمة البنية التحتية وجمال وروعة البناء ، وهنا ينطبق عليها المثل الشعبي القائل من الخارج رخام ومن الداخل سخام حيث يفتقر الكثير منها إلى جهاز التصوير الطبقي وتصوير الرنين المغناطيسي بل أن أطباء الأسنان أصبحت وظيفتهم تقتصر على خلع الضرس فقط بينما حشوات التجميل وتركيب الأسنان لا تخضع للتأمين .

كما أن عمليات الحقن والتلقيح الصناعي مازالت لهذه اللحظة مقصورة على القطاع الخاص رغم تكلفتها العالية ، إذ أن الوزارة لا تساهم في مثل هذه العمليات ،علماً أن حالات عدم الإنجاب او العقم النسبي في المملكة تجاوزت في وقتنا الحاضر نسبة الثلاثين في المئة.

أيضا عمليات القسطرة في الصحة دخلت جديدا بينما نصف الشعب الأردني يعاني من الضغط والسكري وارتفاع الكولسترول وأمراض القلب .

وإضافة إلى ما سبق فأن مراجعي عيادات العيون ملزمين بشراء وصفة القطرات على نفقة جيوبهم المخزوقة لأنه ما ندر توفر مثل هذه القطرات في مستودعات وصيدليات الوزارة.

ولعل الطامة الكبرى وهنا اعتذر من القراء على ذكرها ان المرافق الصحية والحمامات لا تصلح للمراجع لأخذ عينات البول لفحص الدم والسكري لرداءتها وافتقارها إلى كل معايير السلامة والنظافة .

إن وزارة الصحة بحاجة لدعم الحكومة ومضاعفة موازنتها لتقديم الخدمة المثلى للمرضى خصوصا أن هذه الخدمة والرعاية تقع في باب الحقوق وليس المنح والهبات ألتي تتفضل بها الحكومات على المواطنين .

و اذا حاول المراجع الذهاب إلى مستشفى الجامعة الأردنية أو المستشفيات التعليمية الأخرى فانه مضطر لدفع ثلاثين في المئة من الفاتورة الطبية وهنا يبرز التساؤل ما الجدوى من التأمين الصحي؟.

أعتقد أن من يقود الآن وزارة الصحة رجل جاء من مؤسسة يحترمها الأردنيون وهي مديرية الخدمات الطبية الحاصلة على شهادة الأيزو في الجودة وتنظيم سير العمل والقدرة على توفير جميع الأدوية لمرضاها بغض النظر عن التكلفة العالية و إجراء كافة العمليات الجراحية والتخصيب الصناعي فلماذا لا يطبق هذا النموذج الطبي الناجح والفريد على القطاع الصحي ؟ .

كان الله بعون طبيب الصحة الذي يستقبل يوميا أكثر من خمسين مريضا فلو حاول فقط كتابة الوصفات لانتهى الدوام فكيف سيعطي المريض حقه في التشخيص الدقيق وهذا ليس غريبا أن يموت الكثير من الأردنيين بالجلطات المفاجئة وهي ليست مفاجئة ولكن تأخر التشخيص أعطى الطبيب الشرعي تعبئة استمارة الوفاة بهبوط قلبي مفاجىء ...........
حياة المواطنين كلها أصبحت مفاجآت ومستشفيات ومراكز الصحة في محافظة مادبا نموذج على ما اكتب في تدني الخدمات المقدمة للمريض .

فدولة مثل الأردن نالت إعجاب العالم بكثرة إرسالها للمستشفيات إلى كافة الدول المنكوبة أو التي ألمت بها المصائب الأجدر والحري بها أولا أن تقدم ذلك لمواطنيها امتثالا و تطبيقا لشعار الإنسان أغلى ما نملك وألأردن أولا والصحة أولا ،والتنظير أولا وحياة الإنسان باتت في قاع السلم .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-12-2018 05:30 PM

كثيرا ما يكون دواك على حسابك واقتطاعات تامين لا تعود بالنفع على الاغلب الا على المميزين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012