أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


«إمعات» مواقع التواصل الاجتماعي

بقلم : علي سعادة
23-12-2018 06:13 AM

شخص مجهول أو على الهامش، وربما لا قيمة اجتماعية أو إعلامية أو ثقافية له، يختبئ وراء كمبيوتره أو موبايله، ينشر «بوست» أو صورا أو فيديو، ربما يكون هذا الشخص باحثا عن الشهرة، أو مدفوعا بمشاعر من التعصب، أو موجها من جهة ما، أو ربما غير مكترث من البداية، وقد يكون صاحب فكرة واضحة، وقد لا يكون هو المشكلة.
البعض يرد عليه وينكر عليه رأيه، والبعض الآخر يسانده «يسحج» ويشارك في نشر «البوست» من جديد، فيما يتبرع البعض بكتابة تعليقات تدل على أنهم لم يفهموا المكتوب بتاتا، فيقومون بنشر اسماء أشخاص، ربما لا علاقة لهم بـ»البوست» بغرض التشهير، دون أن يتأكد، سواء المؤيدون والمعارضون، من حقيقة «البوست» أو الصورة أو الفيديو.
المشكلة هنا في المتطوعين الذين يساعدون في نشر أو إخفاء «البوست».
قد لا ينتبه أحد لـ«بوست» قيم وغني بأفكاره، وقد يمر هذا «البوست» مرور الكرام دون أن يشعر بمرروه أحد، فيما «تقوم الدنيا ولا تقعد» على «بوست» ركيك أو سمج أو ضحل مثل طحالب البرك المهجورة، فيتناقله الناس كما لو كان حقيقة أو مصلحة وطنية وإنسانية.
البعض، ممن لا رأي لهم ولا مشورة إمعات مواقع التواصل الاجتماعي، يشمر عن ساعديه ويركض وراء «مجنون البئر» مثل «المُنوَّم مغناطيسيا»، الذي يلقى حجرا فيحتاج إلى مائة عاقل لإخراجه من البئر، تماما مثل حكاية الرجل الذي وجد شابا يتحدث مع ابنته في «بيدر العدس» فأخذ يركض خلفه، فعاتبه الناس ظنا منهم أنه يطارد الشاب من أجل كف من العدس سرقه، فقال الأب، المثل المعروف: «إللي بدري بدري واللي ما بدري بيقول كف عدس».. غالبيتنا على « الفيسبوك» ومواقع التواصل الاجتماعي نقول «كف عدس»!
أعزائي «لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وَطنوا أنفسكم: إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا ألا تظلموا».
نعم وطن نفسك على فعل الخير والبحث دائما عن الحقيقة، لا تترك أحدا يسلب إرادتك أو أن يفرض عليك رأيه ومزاجه وأجندته الخاصة.
الإرادة هي مناط التكليف، ولا إرادة إلا بعقل، وحين تسلب إرادتك رغما عنك فأنت في حل من السؤال وفقا للحديث الشريف «وُضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استُكرِهوا عليه» أنت لم تستكره على شيء، لذلك دع عنك التقليد الأعمى والنسخ الذي سيقودك إلى الإثم والعدوان والسؤال يوم الحشر، وسيقودك لا محالة إلى القضاء العادل.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012