أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حامد العبادي يكتب : ذكريات من سنوات المدرسة " 3 "

بقلم : حامد العبادي
14-01-2019 07:36 PM


في مطلع العام الدراسي 1959 / 1960 طلب أهلي من شقيقي الأكبر محمد ' أول اعدادي ' نقلي من مدرسة الشونة الجنوبية الى مدرسة غور نمرين الابتدائية على مقربة من جسر الملك حسين بعد ان قرر والدي' يرحمه الله ' ان نرحل مع انقضاء تصييفنا في يرقا ببيت شعرنا الى منطقة الجسر لاننا بالعادة اما أن يعمل والدي مزارعا بالمناصفة اي لصاحب الأرض النصف ولنا النصف لأننا لا نملك أرضا في المنطقة او يعمل عاملا زراعيا بالأجرة اليومية وكانت في ذلك الزمن في افضل الحالات 300 فلس .
جاء خالي عبدالقادر الحمد السعايدة 'ابو شاهر ' يرحمه الله بسيارة ترك ليرحل بييته من يرقا الى منطقة جسر الملك حسين 'الرهاه ' التي تقع على اليمين قبل الجسر بأقل من 1 كلم وانت متجه من الشونة الى الجسر حيث تقرر ان ابيت عندهم خلال دراستي في مدرسة غور نمرين حتى يرحل اهلي لاحقا .
صعدت الى جانب السائق ..وبدأ الترك الحركة من يرقا عبر طريق يرقا وادي شعيب الترابية الى الجناب ' منطقة منها اما الى السلط او الى الشونة ' ..مررنا بوادي شعيب حيث كنا نسكن في السنوات السابقة نحن وبيت جدي أبو مفضي يرحمه الله وبيت عمي ابو حابس يرحمه الله .
عند وصول السيارة الى مثلث الشونة ' النصب التذكاري لشهداء الكرامة حاليا ' لا بد ان انزل والتقي شقيقي لاخذ وثيقة النقل من مدرسة الشونة الى غور نمرين ..ولان في العجلة الندامة فتحت باب السيارة دون ان انتظر وقوفها واذا بي 'ارعم ' من التراب على الارض ولولا فضل الله وانتباه السائق لفرمنتني العجلات حيث استخدم باقصى ما يمكن البريكات وانبني بعنف وكان معه كل الحق .
أخذت اوراقي الخاصة بالنقل وصحبني شقيقي الى مدرسة غور نمرين الابتدائية وكان مديرها الاستاذ محمد حسن وكان معلما سابقا في مدرسة الشونة ويعرف شقيقي ، تمت الاجراءات وغادر شقيقي الى مدرسته ودخلت الصف حيث كان كل صفين في غرفة فقد كنت في الثالث ابتدائي وفي نفس الغرفة الرابع ابتدائي .
بدأت اتعرف على زملائي ومنهم اقارب لي يسكن ذووهم في منطقة الجسر ومنهم ناجح عبد مفضي السعايدة ' رحمه الله 'ومشهور الفلاح النمران السعايه رحمه الله .بعد انتهاء الدوام سرت مع اقاربي واولهم ابن خالي جمال عبدالهادي' الصف الثاني ' وعارف النمران ' وكان في نفس صف جمال وكلاهما من نفس عشيرتي السعايدة .
المبيت كان في بيت خالي ' ابو شاهر ' رحمه الله فأنا ابن أخته وجمال ابن أخيه ..وكان لخالي ' عرزان ' وهو عبارة عن اربعة اعمدة من الخشب توضع على شكل مربع يعلوها الفراش مع ناموسية تجنبا للسع البعوض الذي يكثر في هذه الفترة .
يوميا نذهب معا الى المدرسة ونعود وأذكر من أساتذتي في تلك المدرسة التي لم ادرس فيها الا سنة واحدة فقط :صالح حبش ، حمزة الحضرمي ، محمد العدوان .
في أحد الأيام وخلال عودتنا من المدرسة مع اقاربي شعرت بألم حاد في احدى العينين اوصلني الى البكاء بحرارة وكلما افرك عيني يزداد الالم وزاد الطين بلة انني فقدت الشلن وهو مصروف ل 5 أيام .
وصلنا الى بيت الخال والألم يزداد فتندر ابن خالي جمال وقال : حامد يبكي على الشلن ،طبعا فقدان الشلن في ذلك الزمن مصيبة لكن مع الشلن ألم لا يطاق في العين .
كان في نفس اليوم يتواجد ابن العم بركات العبدالهادي ' لاحقا أبو زيد ' حمه الله رفي زيارة للاقارب فطلب منه خالي ان يأخذني معه الى أهلي وكانوا ما يزالون في يرقا.ركبت مع ابن العم الى الشونة ومن ثم الى جسر وادي شعيب وهناك سرنا على الاقدام الى يرقا ،وعند أهلي شكوت لأمي يرحمها الله ألم عيني وخلال لحظات عرفت ان هناك رمشا مكسورا في عيني وبخفة يدها اخرجت الرمش وتخلصت من الألم .
كان اهلي على وشك الرحيل لكن المفاجأة انهم لايريدون الرحيل الى منطقة جسر الملك حسين وانما الى منطقة قريبة من السكنة 'الشونة الجديدة ' بجانب مزرعة النحاس التي وجد والدي فيها عملا في الزراعة براتب شهري 9 دنانير وكان مكنست ماتور البئر الارتوازي هو عمر الجريري ' ابو ابراهيم ' يرحمه الله فهو من اخذ موافقة صاحب المزرعة على تعيين والدي بهذا الراتب.
رحلنا ببيت الشعر ونصبناه بجانب مزرعة النحاس حيث يعمل والدي ، شقيقي محمد يذهب يوميا الى مدرسته وانا اصبح لدي مشكلة فيوميا اذهب الى مدرسة غور نمرين مرورا بمالمزارع ذهابا وايابا ..كانت اجرة الباص لو اردت استخدام المواصلات 20 فلسا ومثلها عودة وهذا لا يناسب وضع أسرتي .واستمر الحال سنة دراسية كاملة .
وفي مطلع العام الدراسي 1960 / 1961 عدت مجددا الى مدرستي الحبيبة ' مدرسة الشونة الجنوبية 'ولم تكن مرت ايام قليلة على جريمة تفجير مبنى رئاسة الوزراء الذي أدى لاستشهاد دولة المرحوم هزاع المجالي ومن كانوا عنده حيث كان يستقبل المواطنين يوما في الاسبوع للاطلاع على مشاكلهم وحلها .





التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-01-2019 02:14 AM

شو رأيك أبو علاء مش أحسن وأبرك وأريح وأنقى من حياتنا اليوم ! .

رد من المحرر:
تحياتي زميلي العزيز ابا مازن في المدرسة والمهتة ..اتفق معك تماما ..كل الاحترام

2) تعليق بواسطة :
15-01-2019 12:36 PM

رد من المحرر:
شكرا :تحياتي تموت الافعى وسمها براسها

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012