أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حكومة الفصائل الفلسطينية هي الخيار الأسوأ

بقلم : صابر عارف
30-01-2019 06:12 AM

اوصت بل قررت اللجنة المركزية لحركة فتح باعتبارها صاحبة ومصدر القرار الفلسطيني قبل وبعد إتفاق اوسلو وتشكيل سلطاته وحكوماته وأجهزته الأمنية وغير الأمنية بتشكيل حكومة فصائلية جديدة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وشخصيات مستقلة لترث حكومة الحمدالله في الطاعة وتنفيذ سياستها ولتكون أداتها التنفيذية باسم المنظمة والفصائل التي لا تختلف كثيرا عن حركة فتح الا بالأسم وبمحدودية التمويل من الصندوق القومي الفلسطيني لتلعب دورها المطلوب والمرغوب به من حركة فتح صاحبة القرار .
أعرف واعلم جيدا كأي فلسطيني بأن الأزمة الفلسطينية لم تكن يوما بالحكومة التي كانت على الدوام اداة طيعة بيد فتح، ولم تكن لساعة واحدة حكومة الحمدالله خارج هذا السياق ان لم تكن أكثر طاعة والتزاما مما سبقها من حكومات .
التغيير الحكومي الذي اقرته اللجنة المركزية لحركة فتح لا يمس من قريب أو بعيد تغييرا موضوعيا جوهريا فرض نفسه على الحركة وعلى الوضع الفلسطيني ككل لتغيير سياسة ادارة الانقسام الفلسطيني السائدة لانهائه ولاستعادة الوحدة الوطنية او للبحث في المأزق الفلسطيني العام بل محاولة لتغيير الوجوه التي لن أتحدث عنها اليوم، كما لم اتحدث عنها سابقا باعتبارها ادوات تنفيذ ليس الا، لا تتحمل اي مسؤولية لا بالسلب ولا بالإيجاب، وعليه فانني لا أتوقع ولا انتظر املا يرتجى من التغيير الحكومي القادم، ما دامت السياسة ذاتها والعقلية ذاتها التي ما زالت تتحكم وتقرر في كل شيء.
ولتاكيد ذلك ولتاكيد الدور القيادي المهيمن لحركة فتح، فقد اعلنت اللجنة المركزية عن تشكيل لجنة من بين اعضائها حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية الذي لا مرجعية له سوى كميل ابو ركن الجنرال الاسرائيلي حاكم الضفة الغربية الفعلي وصاحب الكلمة الاولى والاخيرة فيها، لإدارة الحوار لتشكيل الحكومة الجديدة بدلا من ادارته الطبيعية المفترضة من قبل الشخص المكلف بتشكيل ورئاسة الحكومة العتيدة، أمر عجيب وغريب وشاذ وضعنا الفلسطيني، فاي حكومة تتوقعون؟
أعرف وأعترف بأن قيادة الاحزاب وما شابهها من فصائل هو تطور راق ومتقدم في المجتمعات البشرية قياسا بما مضى من تشكيلات قبلية أو طائفية او ما الى ذلك، ولكن هذا يقال عن كل أحزاب وفصائل الدنيا الا عن فصائل فلسطين التي كان ثمرة نضالها سلطة كهذه السلطة التي تصر على تقديس التنسيق الامني مع محتليها وتتفاخر وهي تعيش تحت بسطار الاحتلال كما يقول رئيسها .فصائل عفى عليها الزمن وقتلها القدم ..ترفض التجديد وتحاربه، طاردة للكفاءات والطاقات، الامر الذي أوصلها لما هي عليه الان من عجز لترشيح مجرد وزير كفؤ للقيام بمهام، وسنعود لترشيح الامين العام او نائبه او من سيرضى عنه من الموالين !
لن نكون أمام حكومة فصائل سياسية لأن الموضوع السياسي هو الذي يطفو على السطح الآن كما حلم ووعد نائب رئيس حركة فتح محمود العالول الذي أحترمه كمناضل ما زال يحاول الحفاظ على تاريخه النضالي بصدق تواصله ومشاركته بالكثير من النشاطات الجماهيرية في مواجهة الاحتلال… لن نكون أمام حكومة كهذه حتى لو شاركت فيها كل من حماس المحظور عليها المشاركة كما هدد حسين الشيخ، وشاركت الجبهة الشعبية التي ترفض المشاركة في حكومات كهذه.. لن نكون أما حكومة وحدة وطنية همها انهاء الانقسام واجرء الانتخابات الشاملة ولا انتظر اي أمل او اي مخرج لحل الأزمة الفلسطينية الأبعد والأخطر بكثير من الانقسام العمودي الحاصل في الساحة الفلسطينية، بل وللأسف الشديد فنحن مقبلون على مزيد من التنسيق الامني ومزيد من الانقسام والتمزق ومزيد من سيطرة الحزب المتحكم واسمه اللجنة المركزية ليس الا.
كاتب فلسطيني ..رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012