أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


العشائر إذ تتجه لتنسيق أمورها

بقلم : د . فايز الربيع
31-01-2019 05:57 PM

العشيرة ليست وثن، ولكنها حاضنة موجودة ، وأول ما بدأت الرسالة قال تعالى لرسوله الكريم ( وأنذر عشيرتك الأقربين) ثم انتقل الى مكة ( لتنذر أم القرى ومن حولها ) العشيرة وليست العشائرية جزء ومكون أساسي في هذا الوطن ، تاريخه وحاضره ، وعندما تقدم العشيرة الأكفأ والأقدر ، فإنها تساهم في بناء الوطن وتقدمه ، عندما تقترب الانتخابات يهرع ابناء العشيرة الى عشيرتهم يطلبون دعمها ، وينظمون صناديق للاقتراع الداخلي، ويفرزون مرشحهم ، لإن الأحزاب غير قادرة في تكوينها الحالى على إيصال المرشحين ، وحتى في الأحزاب عندما تتشكل تجد بين أعضائها الكثر من ابناء العشيرة من يرغب ان يكون في الصف الاول.

في الأفراح يقف ابناء العشيرة يسمون أنفسهم ( المعازيب) يرفضون ان يأكلوا قبل ان يأكل الضيوف ، وفِي الأتراح ، يقف ابناء العشيرة حتى البعيدون عن المتوفي يتقبلون العزاء ، وهي ظاهرة صحية ، صحيح اننا نعيش في زمن ابتعد فيه الناس عن الكبير ، وحتى عمن له تاريخ وحاضر ، ولكن أيضا لا زالت لدينا مفاهيم متوازية تحتم علينا ، ان نختلف بأدب ، وأن لا نلغي الاخر ، ولا ننطلق من مفهوم الإقصاء.

صحيح ان العشيرة او مجموعة العشائر لا تختزل بشخص او مجموعة أشخاص ولكن دائما لا بد من تعليق الجرس ، ولا نكون كالمهر وأمه ، لا هو يساهم في السباق ، ولا يدع أمه تركض ، لمجرد أننى اختلف مع اخي او ابن عمي لأسباب لا علاقة له بها، وإنما لأسباب تخصنى لا يجوز ان اشخصن الامور وأسير فيها في اتجاه اللامنطق ، عندما تسمى مجموعة اسمها في المعارضة باسم القبيلة وهم آحاد ، لم يقف احد ويقول لهم لماذا تستخدمون اسم العشيرة ، وعندما تضيق عليهم الامور الذى يقف معهم هم العشيرة وليس الحزب بصدق رغم الاختلاف في الطرح والأسلوب والرؤية والمآل.

مشروع تنسيق العشائر مشروع على مستوى الوطن يمكن ان يساهم مستقبلا في ايجاد تيار عريض، وحتى في مؤتمر وطنى يؤكد على الثوابت الاردنية ، لاننا نعتقد ان المعارض هو الشخص المنتمى لحزب او صاحب رأي مستقل يعارض بعض او كل السياسات سواء في السياسة او الاقتصاد ، يبحث عن الأفضل لوطنه لا يثير الكراهية ، ولا يملك الحق في توزيع الوطنية وسحبها عمن يخالف الرأي ، وكذلك على مستوى العشيرة او القبيلة فإذا كان عدد من الأفراد لا يعجبهم فليتركوا الآخرين يعملون ، المعارض لا يسمح للمتسلق والانتهازي ان يستغله ولا يسمح لجهة اجنبية ان تستخدمه، لا يحمل الحقد الشخصي ، يحافظ على سمعة بلده وممتلكاتها يجب ان يمتلك انبل القيم الأخلاقية ، ولا يستخدم لغة السباب والتهكم والشتائم ، وعليه ان يشجع الحوار والتجمع المبنى على البرنامج القابل للتنفيذ والتطبيق.

لا نبنى دائما على البرامج والتجارب الفاشلة في عملنا ، ولا نضع الحجارة والشوك في طريق بعضنا ، لان مجرد النقد وانت على مدفأتك لا يعنى انك بنيت مجدا ، انت نفست عن شخصية لا تفيد العمل العام الذى نعرف انه صعب ويجب ان نتحمل نتائجه.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012