أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مرسال المراسيل

بقلم : جمال الشواهين
13-02-2019 06:41 AM

كانت صناديق البريد مهمة وكثر الذين يحرصون على تسجيل صناديق بأسمائهم لتكون عناوين بريدية لهم، وتفقد الصناديق كان يتم من البعض بشكل يومي عساها تلقت رسائل من اعزاء ولطالما خابت الامال كلما تم فتحها وتكون خاوية، غير ان ذلك ما كان له ان يقتل الامل فمع تكرار التفقد ستكون هناك يوما رسالة ما.
الرسائل البريدية كانت وسيلة اتصال اجتماعي بامتياز، وكتابة الرسائل فن بحد ذاته قلة من اتقنه، لكن ذلك لم يمنع الكل من كتابتها وكان كافيا ان يكون المرء قادرا على القراءة ليقوم بخط رسالة ما. وكانت للرسائل طقوس تبدأ من اختيار القلم ونوع الورق وكذلك الظرف المغلف، وكان الامر يحتاج للذهاب الى مكتب البريد لشراء الطوابع ولصقها على المغلف الذي كان يكتب عليه عنوان المرسل اليه وعلى وجهه الاخر عنوان المرسل قبل ايداعها في الصندوق المخصص.
الامر اثر ذلك يأخذ منحى آخر، اذ يقوم موظف البريد المعني بفتح الصناديق وفرز الرسائل حسب الجهات المرسلة اليها، وكانت المحلية منها ترسل كل الى بريد المحافظة المعنية في حين ترسل المعنونة الى الخارج لبريد عمان حيث تفرز حسب الدولة وترسل اليها بالطائرات، ثم هناك تبدأ عملية التوزيع وايضا حسب المدن المسجلة في العناوين.
كانت الرسائل ذات العنوان الصندوقي يتسلمها اصحابها من صناديقهم، اما تلك التي ذات العناوين المكانية فتكون من اختصاص ساعي البريد لإيصالها لأصحابها ، وهذا الاخير كان يحظى بالترحاب الكبير كلما حل في مكان ولطالما كان الناس ينتظرون قدومه عله يحمل معه وعدا او املا او خبرا.
الحال اليوم ليس نفسه ووسائل التواصل والتبادل الاجتماعي باتت منصات تؤمن الان بثوان كل ما يلزم للارسال والاستقبال دون مغلفات او طوابع ووحده ساعي البريد هو بقي بفارق كان رجلا والان يدعى «السيرفر»، وفي المجمل كانت الصناديق عناوين مهمة واعتبارية والان كل شخص بحد ذاته عنوان ولم يعد بالضرورة مهما.
اليوم حال الامة والقضية الفلسطينية بحال صناديق البريد ايام زمان التي هي اليوم من الماضي الجميل، ومع ذلك ينبغي عدم نسيان ان العناوين المكانية ليست بحال البريدية وانها تبقى رغم اي اهمال او قلة استخدام.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012