أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لماذا غاب العرب عن أحداث فنزويلا؟

بقلم : عوض الصقر
14-02-2019 10:25 AM

عوض الصقر

واضح أن الجامعة العربية تحديدا غائبة عن تطورات الأحداث في فنزويلا خاصة بعد أن حددت غالبية دول العالم موقفها إما بتأييد الرئيس الحالي المنتخب نيكولاي مادورو أو مع رئيس البرلمان خوان غوايدو الذي أعلن التمرد ونصب نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا ضد مادورو.
الولايات المتحدة وغالبية الدول الأوروبية، مثلا، أعلنت تأييدها لرئيس الانقلاب غوايدو في حين حددت روسيا والصين موقفها بتأييد الرئيس الشرعي مادورو.
حالة الاصطفاف العالمي هذه تذكرني بما حصل قبيل الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 حيث تجمعت قوات أكثر من 30 دولة بقيادة الولايات المتحدة في منطقة حفر الباطن تمهيدا لاجتياح العراق بذريعة وجود أسلحة دمار شامل تهدد البشرية جمعاء، ليتبين فيما بعد، بالدليل القاطع أنه ووفقا لتقارير اللجان التي شكلتها الأمم المتحدة لهذه الغاية، لا وجود لمثل هذه الاسلحة في العراق إطلاقا، بل إن الهدف الأساسي غير المعلن، كان السيطرة على مقدرات العراق النفطية وتسويق الصناعات العسكرية الاميركية وتجريبها في العراق وعلى شعب العراق.
فنزويلا التي تعتبر من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط ومن الدول المؤسسة لمنظمة أوبك، كما أنها، وفقا للدراسات المسحية الشاملة، واحدة من الدول الست وهي السعودية والعراق والإمارات والكويت وإيران وفنزويلا التي سيكون بمقدورها تزويد العالم بما يقرب من نصف احتياجاته من البترول بحلول العام 2020 وبعد أن تكون احتياطيات الكثير من الدول المنتجة للبترول قد وصلت مرحلة النضوب الطبيعي وصار إنتاجها عاجزا عن مواكبة الطلب العالمي المتزايد على البترول.
ولمن لا يعرف، فإن فنزويلا تعد في مقدمة دول أميركا اللاتينية الداعمة للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية منذ أيام الرئيس السابق هوغو شافيز حيث تلقى الاف الطلبة العرب وخاصة الفلسطينيين تعليمهم الجامعي في فنزويلا، إضافة الى مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية العادلة وللحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية المختلفة.
حتى مجرد بيان صحفي يساند الرئيس الشرعي المنتخب ويؤكد على رفض التدخل الخارجي في الشأن الداخلي الفنزويلي، لم تصدره الجامعة، فما هو السبب يا ترى؟.
وها هو التاريخ يعيد نفسه فترمب، وبعقلية رجل الأعمال ولغة المال يريد أن يستحوذ على الثروة النفطية في فنزويلا ولذلك يريد أن يخلع الرئيس الفنزويلي المنتخب مادورو وينصب مكانه «كرزايا» مواليا له لاحكام سيطرته على هذه الدولة النفطية التقدمية في القارة الاميركية الجنوبية بحجة الحرص على الديمقراطية ومصلحة الشعب الفنزويلي.
لقد راهنت إدارة ترمب على إحداث التغيير ودفع الفنزويليين الى الثورة ضد نظام مادورو، لكن ما حصل كان العكس، فقد أحجم المواطنون عن الانضمام الى تظاهرات المعارضة لدرجة أن التظاهرات المؤيدة لمادورو أكثر حماسا وتأججا ضد الولايات المتحدة وضد تدخلها السافر في الشأن الفنزويلي وخاصة وأن هذه التطورات تزامنت مع الذكرى العشرين على ثورة الرئيس الفنزويلي الأسبق هوغو تشافيز الذي امتاز بجماهيريته وشعبيته الكاسحة.
لقد فشل رهان الولايات المتحدة ولم يحدث السيناريو المتوقع وهو محاصرة المواطنين للوزارات للضغط على الوزراء للاستقالة، حيث انقسمت المعارضة على نفسها بين مؤيد لغوايدو ومعارض له حيث إن غالبية المعارضة لا تؤيد التدخل الخارجي والتحذير من الحرب الأهلية بسبب ارتباط غوايدو بواشنطن.
أعتقد أنه يتوجب على الجامعة العربية أن تتحرك وتعلن رفضها لأي تدخل خارجي في الشأن الفنزويلي الداخلي كون هذه هي السياسة المعلنة لجميع الدول العربية وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، أليس كذلك؟.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-02-2019 05:59 PM

يا اخي العرب غايبين عن قضاياهم واوضاع بلدانهم وتريدهم ان يكونوا حاضرين في فنزويلا !!!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012