|
|
|
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
رنين مغناطيسي لأحوال الشعب
بقلم : زياد فرحان البخيت 17-02-2019 08:46 PM احمد الله ان وهبني قلبا استطاع حتى الان تحمل ما يجري حولي والحال الذي وصلنا اليه بعد ان كنا كاردنيين ننعم بسعادة يحسدنا عليها الجميع . وكلما حاولت اقناع نفسي 'نسيان موقف مستهجن ومؤلم' أصطدم بآخر أشد استهجانا وايلاما ، (وكمن يرش على الموت سكر) يطل عليك مسؤول يدعوك للتفاؤل !؟ فمن توقيت غير مناسب لتعديل قانون ضريبة الدخل الذي ولد اليأس لدى جميع الاردنيين كونه جاء في ظرف صعب يغلب عليه طابع المعاناة من الجميع ومن اقسى ما مر به المواطنون دون ان يروا انجازا واحدا في اي قطاع بل تراجعا في جميع القطاعات لا سيما القطاع الصناعي تمثل في هجرة اعداد كبيرة من المستثمرين واغلاق مصانع وارتفاع نسبة البطالة الى مستويات قياسية وتخبط في تنظيم سوق العمل وتورم في الدين العام ستبقى اجيال مكرهة ترزح تحت وطأته .. ليطل وزير ماليتنا عند توقيع اتفاقية القرض الاخير بمليار و200 مليون دولار ليقنعنا انه لن يزيد المديونية وان الرواتب بموعدها . وبعد ذلك يتطوع محسنون من أحدى الدول العربية لوفاء الدين عن غارمات اردنيات يقبعن بالسجون تاركات اطفالهن وبيوتهن ، ولاول مرة اشعر بالمهانة حيث ان قبول التبرع لهذه الغاية كان طعنة اصاب كبرياءنا الوطني في مقتل وكان بالامكان تقديم الشكر للمتبرعين والاعتذار عن عدم قبول الغاية المخصص لها التبرع وتوجيهه لباب من ابواب الخير الاخرى باستثناء الغارمات وتدبير المبلغ من اي باب اخر لعل ابسطها بتاجيل شراء سيارات حديثة لمسؤولين عوضا عن سياراتهم التي مضى على استخدامها فترة قصيرة جدا . كما تم التعامل مع الموضوع دون معالجة السبب الذي زج بهن بالسجون ودراسة طبيعة الشركات التي اقرضتهن بل وورطتهن . كما ان ما حدث قبل يومين من تهافت على عرض الاستفادة من كوبون بنزين بخمسة دنانير حيث ظهر التزاحم وكأنه اشبه بصورة رنين مغناطيسي لأحوال الشعب الاردني المسكين واين وصل مستوى معيشته . ومن المفارقات ان ياتي حافز الخمسة دناير مع عرض لفندق عن حفلة عيد الحب بسعر ( 20000 ) دينا لشخصين ويعلن الفندق عن نفاذ التذاكر فأي تناقض هذا!؟ المضحك المبكي ان هذا الفندق شانه شان باقي الفنادق يتمتع باعفاءات جمركية وضريبية على اثاثه بموجب قانون تشجيع الاستثمار في الوقت الذي اصرت الحكومة على فرضها على الادوية اللازمة لمرضى القلب والامراض المزمنة الاخرى . ولان شر البلية ما يضحك اتصل بي صديقي التاجر الذي يجمع بين اربع زوجات شاكيا اوضاع السوق والخسائر المتراكمة وكي اخفف عنه سالته ان كان سيأخذ (الاربع زوجات) الى فندق ( ....) الذي اعلن عن حفل بمناسبة الفلانتاين وبسعر (20 الف دينار للشخصين) .. (شخر) بلهجة مدينته الاسيرة المكافحة واجاب انا بعشرين الف ببدل الطقم كله .. انت مالك يا رجل ... وهنا كنت اتمنى ان يرى مدير عام ضريبة الدخل او ان يكون ارسل من حضر هذا الحفل من موظفي الدائرة ليتعرف على الحضور الذين يملكون المال . 14 / 2 / 2019
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
18-02-2019 05:53 PM
 مقال رائع يلقي الضوء على جانب من حالة البلد اللي بترفع الرس لك الله يا وطن . لك الله يا شعب .
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق