أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حامد العبادي يكتب : صحفي يتذكر " 6 " راجع المخابرات.. الجلبي والداشيا

بقلم : حامد العبادي
18-02-2019 01:55 AM

في كانون الثاني 1984 صدرت الارادة الملكية السامية بدعوة مجلس الامة بجناحيه الاعيان والنواب الى الانعقاد ،علما بان آخر مجلس نواب تم انتخابه حتى ذلك التاريخ هو المجلس النيابي التاسع اذ جرت الانتخابات في ضفتي الاردن والتي افرزت ذلك المجلس في 15 نيسان 1967 ،عشية حرب حزيران 1967 التي انتهت باحتلال اسرائيل الضفة الغربية التي كانت جزءا من المملكة الاردنية الهاشمية منذ مؤتمر اريحا في نيسان 1950 .وكذلك احتلال سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية .
تلقيت دعوة رسمية بموجب بطاقة لحضور افتتاح جلالة الملك الحسين 'رحمه الله ' دورة مجلس الأمة ، كغيري من زملاء صحفيين تلقوا مثل هذه الدعوة .
تحركت في اليوم المحدد الى مجلس الأمة ،أوقفت سيارتي في احد الشوارع القريبة من المجلس وهي من نوع ' داشيا رومانية الصنع ' اشتريتها بدفعة 350 دينارا في ايلول 1980 من شركة دحدل،والشر كة خصمت الكمبيالات في بنك البترا .وكان القسط 60 دينارا شهريا .ساستكمل الحديث عن الداشيا ،في نهاية هذه الحلقة .
توجهت الى البوابة الرئيسة،وكان يقف عند البوابة ضباط من الحرس الملكي اعرف معظمهم كوني اغطي اخبار الديوان الملكي الهاشمي لوكالة الانباء الاردنية ،فرحبوا بي : اهلا عبادي ،وسلمت عليهم جميعا.
انتبه شاب يرتدي زيا مدنيا في يده اوراق فيها اسماء ،سألني :الأخ صحفي .اجبته :نعم .
بينما كان يدقق في قائمة الاسماء ،شاهدت اسمي ،فقلت له هذا اسمي ،فرد : ممنوع من الدخول .سألته :لماذا .اجاب : ممنوع .كررت السؤال فرد : راجع المخابرات.
عدت الى وكالة الانباء الاردنية متألما لأنني كنت في شوق لحضور الجلسة ومشاهدة نوابنا الذين انتخبناهم كما قلت في 15 نيسان 1967،علما بان عددا لا بأس به منهم قد انتقلوا الى رحمته تعالى ومنهم نواب البلقاء : عبدالكريم ابو بقر ،محمد احمد الخشمان ،بشارة غصيب .
اتصلت بقريبي في دائرة المخابرات مصلح الكايد ابو العلاء 'لواء لاحقا ' ..وسردت له ما حصل .فقال :يبدو عليك قيد .فراجع .
وفي اليوم الذي حدده لي توجهت الى الدائرة في مبناها القديم وبعد اجراءات الدخول وصلت الى قريبي 'ابو العلاء '.وبعد استراحة قصيرة ،توجهت معه الى حيث المقابلة ،
وبالفعل دخلت مكتب شاب انيق اقرب الى الشقار .وهنا عاد قريبي مشكورا الى مكتبه .وجلست في المكتب .
اسئلة روتينية في البداية عن الاسم وافراد العائلة ،والدراسة في جامعة دمشق .
سألني : هل انتظمت في الاتحاد العام لطلبة الاردن في دمشق .اجبته : لا .ولو انتظمت اكيد عرفتم .طبعا العديد ممن انتظموا في الاتحادات الطلابية الاردنية في الخارج احتلوا ارفع المناصب ،وهذا دفعني لأن اتذكر زملاء لي قالوا لي عندما اعتذرت عن قبول اقتراحهم الدخول في اتحاد الطلبة الاردنيين في دمشق : ستندم ياحامد.
سألني الضابط : ما رأيك بالحرب العراقية الايرانية ؟
اجبته : عندما قامت الثورة الايرانية عام 1979 ،رحبنا بها خاصة عندما احرق الايرانيون سفارة اسرائيل التي كانت في عهد الشاه ،وحولوها الى سفارة لفلسطين ..فاستبشرنا خيرا .
لكن بعد ان استهدفت الثورة الايرانية العراق العربي ،تغيرت نظرتنا اليها ،فانا عروبي ،واكيد ضد ايران ومع العراق في هذه الحرب .
قال لي : لكنك في جلساتك الخاصة تعارض الموقف الاردني المؤيد للعراق في هذه الحرب .قلت له : ابدا ،قالوا لك عني خميني .انا مع العراق ،ولا يمكن ان اكون مع ايران ضد العراق .
بعد جلسة استمرت وفق ذاكرتي ما يفارب الساعة ،غادرت المكتب بعد ان استوفى هذا الضابط الشاب المحترم التحقيق معي .وحقيقة لم يسمعني اي كلمة نابية .
عدت الى قريبي ' ابو العلاء ' مصلح الكايد الذي اصبح لواء فيما بعد ،وشكرته .
عدت الى الوكالة وانا اتساءل في نفسي : انا مع العراق ،كيف ابن حرام يشفني تقريرا ' انني ضد الموقف الاردني المؤيد للعراق .
بدأت استعيد جلساتي مع زملائي ،فاستذكرت انني قلت امام بعضهم : كنت اتمنى ان الاردن لم يرسل 'قوات اليرموك ' الى العراق ' تلك القوات التي تشكلت بدعوى مساندة العراق ،لكن الاخبار كانت تتوارد ان بعضهم بقي في بغداد وارتكب افعالا لا تليق بالمهمة التي ارسلوا للقيام بها .
تقريبا حددت الشخص الذي 'آجر بي '،كنت اتمنى ان يكون ذكيا وينقل بأمانة ،لكن يبدو ان فهمه على قده ،سامحه الله .
المرة الثانية التي راجعت فيها المخابرات كانت قبيل قمة عمان العربية 'الوفاق والاتفاق ' في تشرين الثاني 1987 حيث راجعت وعدد من الزملاء المكلفين بتغطية اخبار القمة دائرة المخابرات في المبنى القديم .
دخلت المكتب المطلوب مني مراجعته ،فوجدت شابا حنطي اللون ، رحب وقال تفضل اجلس .
بداية اسئلة عادية ،ثم قال : لماذا انت طول النهار تشتم وتسب ؟سألته على من،فأفهني انني اتناول في ذلك مقامات عليا ،وقال : انت وضعك خطير .قلت له :انا والله اشتم على حكومة وأسب على وزراء نعم .غيرهم لا .
خرج من المكتب ربع ساعة وعاد ،قال : مع السلامة .فكرت :طيب اذا وضعي كان خطيرا كما قال ذلك الشاب ،فكيف يسمح لي بمغادرة الدائرة .لكن ظل 'الفأر ' كما يقولون 'يلعب في عبي '..في اليوم التالي اتصلت بصديقي الذي سبق ان عملت واياه في نفس القسم في صحيفة الرأي قبل ان يلتحق بالمخابرات العامة ،وهو معروف لي من قبل حيث كان يتقدمني بصفين في مدرسة السلط الثانوية ،فعندما كنت في الأول الثانوي كان هو في الثالث الثانوي كما ان شقيقه مازن 'يرحمه الله ' كنت واياه في نفس الصف .انه الصديق عمر العمد ' اللواء عمر لاحقا والسفير في الدوحة ودمشق فيما بعد '..شرحت له ما قاله لي ذلك الشاب 'وضعك خطير' لانني كنت اريد ان اعرف الحقيقة .
قال سأرى ،ولدى اتصاله بي لاحقا قال بما معناه ان الكلام الذي قيل لك عن 'وضعك ' ليس صحيحا ..شكرته .وانتهت المكالمة .
اعود لسيارة الداشيا :سددت اقساطها كاملة ،واتصلت في ايلول 1984 بادارة بنك البترا طالبا الدكتور احمد الجلبي ،عرفت السكرتيرة بنفسي فحولتني الى الدكتور الجلبي ،بعد السلام والترحاب،قلت له :لقد سددت كامل اقساط سيارتي التي اشتريتها من شركة دحدل وكمبيلاتها مخصومة لديكم ،اريد فك رهن السيارة.فقال :على طول بكرة راح نبلغك حتى يلتقيك مندوب البنك في دائرة الترخيص.مرت عدة ايام .ولم يتصل احد بي .
عدت مجددا طلبت مكتب الجلبي وعرفت بنفسي ،فقالت السكرتيرة :لا يجوز انك تحكي مع الدكتور ،لانك حكيت معه قبل ايام .قلت والله شاهد : ايش يعني 'نصب '.'لازم تفكون الرهن مش بخاطركم'، الكمبيالات كاملة معي مسددة .هدأت وقالت غدا تلاقي مندوب البنك في دائرة الترخيص ،وبالفعل فكينا الرهن .والا كانت 'الداشيا' دخلت ضمن تصفية بنك البترا.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-02-2019 09:59 PM

هههههههههه والله يا أخي ذكرياتك ممتعه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012