أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حامد العبادي يكتب : صحفي يتذكر " 7 " : قمة فاس 1982 ..سبق وفصل ..حمادي يخطب وخدام ينام ..القدومي يهاجم

بقلم : حامد العبادي
22-02-2019 08:43 PM

كنت جالسا في قاعة المندوبين في مبنى وكالة الأنباء الأردنية المجاور لوزارة السياحة في شهر أب 1982 فاذا برئيس المندوبين الزميل فخري أباظة ' يرحمه الله ' يبلغني أن الوكالة ستوفدني الى المغرب وأنه رشحني للمدير العام الاستاذ جواد مرقة لمهمة تغطية مؤتمر وزراء خارجية الدول العربية الذي سيعقد في مدينة المحمدية في المغرب فشكرته على هذه الثقة .
أثناء جلوسي مع الزميل فخري في مكتبه اتصل معه المدير العام وقال له : عندي كساب سماوي وحسن العبادي' رحمهما الله ' يقولان ان 'حامد ' سافر العام الماضي 1981 الى بغداد وغطى مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية وأنهما أولى بالسفر الى المغرب .رد يرحمه الله بما يلي : بدك صحفي ولا شميم هوا ' فهمت رد المدير من خلال جواب الزميل فخري انه وافق على ترشيحي للمهمة . هذا ما حدث ولا ازيد والله هو الشاهد والاستاذ جواد يحفظه الله ويبارك له في صحته وعمره .
تفاجأت أنني عضو في الوفد الاردني برئاسة وزير الخارجية مروان القاسم الى مؤتمر وزراء الخارجية العرب في المحمدية ' جنوب الرباط 60 كلم ' المكلف بالاعداد لقمة 'فاس الثانية ' 1982 .وذلك في اواخر شهر آب 1982 .
بحكم عضويتي في الوفد فقد حضرت الجلسات السرية للمؤتمر وشهدت المناوشات ما بين بعض الوفود ، ومنها الهجوم اللاذع والشرس الذي شنه رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي على الوفد اللبناني برئاسة وزير الدولة اللبناني جوزيف ابو خاطر .
تبادل رئيسا الوفدين الاتهامات على خلفية الغزو الاسرائيلي للبنان واحتلال العدو للعاصمة العربية 'بيروت ' .
ونظرا لتوتر الجو وسخونته داخل قاعة المؤتمر طلب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ' رحمه الله ' من رئيس المؤتمر وزير خارجية المغرب محمد بوستة رفع الجلسة للتشاور ،فاستجاب بوستة للطلب .
خارج القاعة جرت تحركات قام بها عدد من الوزراء بينهم سعود الفيصل وبوستة لتهدئة التوتر بين رئيسي وفدي لبنان وفلسطين .عاد الجميع الى قاعة المؤتمر وواصل الوزراء القاء كلماتهم .
سفير الاردن لدى المغرب محيي الدين الحسيني ابتسم وقال لي اخ حامد ما جرى ليس للنشر ،اجبته بالتأكيد .
عندما بدأ وزير خارجية العراق سعدون حمادي بالقاء كلمته ، وضع وزير الخارجية السوري عبدالحليم خدام رأسه على الطاولة مابين يديه واظهر للوفود انه 'نائم ' من باب انه لا يلقي بالا لكلمة الوزير العراقي مع ان الواقع انه كان يسجل في ذهنه ما يتحدث به حمادي.
والقى وزير خارجية الاردن مروان القاسم كلمته في المؤتمر ،وبعد انتهائه من القائها استدعاني وطلب الي ارسالها الى وكالة الانباء الاردنية في عمان عن طريق سفارتنا في الرباط وكانت الساعة تقترب من منتصف الليل بالنسبة للاردن بحكم فارق التوقيت بين البلدين بزيادة ساعتين عنه في المغرب اي عندما كانت الساعة 10 في المغرب كانت في الاردن 12 منتصف الليل ' هذا قبل الصيفي والشتوي '.
استقليت سيارة الى الرباط وعندما دخلت السفارة كان الاخ محمد الفزاع العواملة ' رحمه الله ' على رأس عمله 'دوام طوارىء'..ابلغته بالمطلوب ،فقال الكلمة باللغة العربية ولا يمكن ارسالها بالتلكس 'طبعا لم يكن هناك انذاك الفاكس '..فطلب مني تحويل الكلمة الى اللاتينية بمعنى هي بالعربية ولكن اعدت كتابتها بالانجليزية ، مثلا :وزير :wazeer '، اخذت مني وقتا طويلا وكان محمد يطبع اولا بأول الى ان انتهيت من كتابتها فارسلها بالكامل الى وكالة الانباء الاردنية في عمان.' د.محمد الفزاع العواملة حصل على الدكتوراة وعمل مديرا لتربية السلط وانتقل الى رحمته تعالى قبل سنوات '.
عدت الى المحمدية بنفس السيارة اذ كان السائق بانتظاري ، ولدى عودتي سألني وزير الخارجية فابلغته ان الكلمة وصلت الوكالة ،فشكرني .
بعد اختتام المؤتمر ،عدت الى الرباط بانتظار قمة فاس ، بعد ان تلقيت رسالة عبرتلكس السفارة الاردنية يطلب الي المدير العام الاستاذ جواد مرقة البقاء في المغرب لتغطية قمة فاس .سكنت في هلتون الرباط ،كما سكن في ذات الفندق عضو الوفد المستشار في الخارجية انذاك نايف القاضي' الوزير لاحقا ' والزميل الاعلامي المعروف الاستاذ ابراهيم شاه زادة من التلفزيون الأردني .وبقينا لاسبوع في الرباط التقيت خلاله عددا من اقاربي الطلاب منهم الاعزاء فاهد مبارك البقور ' مدير البعثات سابقا في وزارة التعليم العالي' وفيصل عبدالكريم ابو بقر' عقيد متقاعد ويعمل حاليا في كادبي ' وسعد حسين الشهاب' محافظ العاصمة حاليا ' واحتفوا بي على افضل ما يكون .
توجهنا قبيل القمة ثلاثتنا ' السيدان القاضي وشاهزادة وانا ' من الرباط الى فاس ' المسافة 300 كلم '، بعد الوصول ذهب السيدان القاضي وشاهزادة الى فندق فاس حيث كان لهما حجز .
طلب مني المغاربة العودة الى مكناس لان اقامة الصحفيين هناك ،عدت الى مكناس '60 كلم ' وهناك كان الصحفيون بالمئات لكنني شاهدت زملاء خليجيين يستقلون حافلة متوجهة الى فاس فركبت في نفس الحافلة ،وفي فاس ثانية تم الطلب الي العودة الى مكناس فرفضت واصريت على ان ابقى في فاس ،وهنا علمت ان الزملاء 'تلفزيون ومصور بترا' الذين قدموا من الاردن هم في فندق ' P.l.M ذهبت للفندق فوجدت الزملاء من التلفزيون وزميلي المصور من الوكالة ' محمود العسود ' قيل لي ممكن نضيف لك سريرا صغيرا ثالثا في اي غرفة لزملائك لان زميلي العسود كانوا وضعوا له سريرا صغيرا مع زملائه .رفضت واصريت على غرفة خاصة لي وزميلي العسود وهكذا كان .من الزملاء في التلفزيون اذكر الزميل صلاح جويعد .
القمة بدأت في 6 ايلول واختتمت اعمالها في العاشر منه، الاجراءات الأمنية كانت مربكة ومعيقة للعمل ومع ذلك حققت سبقا صحفيا بارسال البيان الختامي للقمة سريعا الى وكالة الانباء الاردنية من الفيلا التي كانت مقر اقامة جلالة الملك الحسين رحمه الله ،لم يكن هناك الا هاتف واحد ،مربوط مع الديوان الملكي الهاشمي مباشرة ،فطلبت تحويلي الى الوكالة .ابلغني زملائي ومنهم الزميل عوني بدر انه ولا وكالة بثت الخبر واننا من بثه اولا ،لكن لم يكن لدينا بث فضائي في ذلك الزمن كما هو اليوم .وقد وجهت لي الوكالة رسالة شكر على تغطيتي للقمة .كما تحدث الزميل جواد مرقة عن السبق الصحفي على شاشة التلفزيون الاردني .
واجرى الزميل ابراهيم شاه زادة الاعلامي الاردني الكبير المبدع دائما مقابلة تلفزيونية مع رئيس الوزراء مضر بدران في نفس مقر اقامة جلالة الملك ، وطلب الي ان ياخذها الزملاء في الوكالة عن التلفزيون الاردني فأبلغت زملائي بذلك .
بعد عودة جلالة الملك لمقر اقامته من الجلسة الختامية زودني الاستاذ علي الصفدي مدير الاعلام في الديوان الملكي انذاك بكلمة جلالته في الجلسة الختامية للقمة لأبعثها الى الوكالة وبنفس الطريقة عن طريق مقسم الديوان الملكي أمليتها للزملاء في الوكالة ..وخلال تزويدي للزملاء بكلمة جلالته جاءني الاستاذ علي الصفدي وقال اسرع ' جلالة سيدنا سيستخدم الهاتف '.الكلمة كانت صفحة واحدة .
بعد العودة الى عمان ورفع كتاب المياومات لرئاسة الوزراء حسب جواز السفر أصر وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء أنذاك حكمت الساكت ' رحمه الله ' على خصم 4 'ليالي' بحجة أنني سافرت قبل المؤتمر بأيام ،شرحت له أنني كنت ضمن وفد الخارجية الذي سافر على نفس الطائرة ،فلم يستمع لي ،وكما علمت ان بقية اعضاء الوفد لم يجر أي خصم عليهم لكن خضعنا للأمر الواقع. .
وكوني كنت اعمل في صحيفة الدستور اضافة لعملي في الوكالة ،فقد اخذت اجازة من الصحيفة كون مهمتي خاصة بالوكالة ،لكن خلال لقائي بزميلي المصور محمود العسود في فاس قال لي هناك خبر سيء اتردد ان ابلغه لك .
قلت له الاهم الاهل بخير ،اجاب كلهم بخير الامر يتعلق بعملك في الدستور فقد صدر قرار بفصلك .
بعد العودة في 10 / 9 ذهبت يوم 11 / 9 الى صحيفة الدستور واستلمت كتاب الفصل واذا الفصل اعتبارا من 31 / 8 / 1982 .
والتقيت الزميل مدير الادارة توفيق كيوان ' رحمه الله ' الذي ابلغني ان شهر الانذار سيكون 19 يوما ،سألته :لماذا ؟اجاب لان المفروض ان تداوم شهر الانذار كاملا ،قلت له كيف وانا في القمة في المغرب ،يعني معقول استقل طائرة .اجاب شهر الانذار 19 يوما وهكذا كان .وكان اجمالي راتبي الشهري مع الثالث عشر حوالي 100 دينار .
وبعد شهرين كانت الاستعدادات تجري لاصدار صحيفة صوت الشعب حيث جرى تعييني فيها على يد الاستاذ المرحوم ابراهيم سكجها رئيس التحرير وبراتب 150 دينارا.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-02-2019 12:27 AM

اكرر اخي الاستاذ حامد ارشيفك يفرح ويبكي احيانا بقدر ما يوجد فيه ما يعيدك الى ايام الافراح والسرور بوجود الرجال في الديوان وغير الديوان وكانوا عبارة عن التواضع المفقود الان عند البعض اما عن المحزن رجال لم نعد نشاهدهم رحمهم الله

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012