أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


استقل يا د. رزاز قبل الايعاز

بقلم : د.عبدالفتاح طوقان
05-03-2019 05:36 AM

خلفت الطريقة التي يتعامل بها الدكتور عمر الرزاز مع ما يحدث من تعيينات و العودة عنها، ملفات تعيين في حاويات الاهمال الحكومية في الكرك، سوء التعامل مع فيضانات عمان ، عدم اتخاذ إجراءات بحق امين عمان ، تعيينات لاشقاء نواب دون التراجع عنها، طوابير امام الديوان الملكي و قراراته بحق توظيفهم في غياب دور وزارة العمل ،مع تضارب في الاقاويل بين وزير المالية و رئيس الوزراء حول قروض و تمويل من أمريكا و بريطانيا، تعديل هزيل و هزلي في الحكومة مؤخرا، عدم الشفافية في تعيين رئيس سلطة إقليم العقبة او اقالة من سبقه ، غياب محاكمة علنيه لرؤوس الفساد و الدفع بأكباش فداء و منع النشر عن قضايا هامة مثل 'دخان مطيع' و ' ملف احضار المطلوبين' ، وغيرها ، حذف مناصب قيادية من مسابقات التعيين بشفافية من الحكومة حولت ديوان الخدمة المدنية الي 'ديوان الخدعة المدنية ' مجرد اصطفاف و اوراق مكدسة دون جدوى، موجة من الاستنكار العام من عشائر اردنية خاصة والشعب عامة، معتبرين أن القرارات الحكومية ضعيفة ومهترئة و لا تخدم الصالح العام وأن الحكومة غير قادرة علي مواجهة الحالة الاقتصادية السيئة. وهو أمر يسيء إلى الدولة قبل الحكومة بتركيبتها الضعيفة.
.
وفي هذا السياق، كل ما يحدث وينتج عن الحكومة واجتهاداتها في نظر البعض هو 'سلوك غير مقبول سياسيا ولا أخلاقيا من الحكومة الضعيفة التي كل ما يميزها هو حديث رئيسها 'العاطفي ولسانه الدافئ' بعكس حكومة الدكتور هاني الملقي الخارجة شعبيا والتي اختارت 'المواجهة واهمال الشعب'، بينما يؤكد البعض انها تعيش حالة من 'خرق واضح لدور الولاية العامة المغيبة بتوافق الرئيس نفسه وأعضاء حكومته' في أيامه الاخيرة.

وأيضا 'لا يعقل أن يتم تسريبات لكتب رسمية ونشر مقالات مبرمجة وترشيح أسماء الأفضل حظا بين السطور لمنصب رئيس الوزراء لتفتيت وشرخ الحكومة ضمن مواقع صحفية تابعة لتعليمات خارج الأطر الحكومي من الإعلام ولا ينتبه اليها رئيس الحكومة او يعرف القصد من ورائها و من يغذيها ، والتي تتهم وتعتبر أن حكومة د. الرزاز 'لا تخدم مصلحة الوطن والمشهد الاقتصادي ومسلسل الانتقال بشكل عام من حفرة الى اخرى تغوص بالحكومة و الدولة معها في مستنقع من الفشل، بل يعتقد الكثيرون ان الحكومة تسخر كل جهودها وقراراتها خدمة للتحكم في التمسك بطوق نجاه يبقيها في الدوار الرابع علي حساب الكرامة الوطنية'.

وفي نفس الصدد تصمت الحكومة في شرح أسباب تصرفاتها وتداعياتها في غياب واضح لما اثاره النواب من تقرير فساد عرضه النائب معتز أبو رمان في قضية تتعلق بأرض تم شراؤها بأكثر من ثمنها بميلغ ثمانين مليون دينار من أموال الشعب في الضمان الاجتماعي، مما يعني عدم وجود لمشاركة ومناقشه حقيقية بين السلطات التنفيذية والتشريعية وفي غياب تام للتواصل الداخلي، وكأن مجلس النواب لهم ولا مؤسسات الدولة تستقي منها الحكومة المعلومة بشفافية ووضوح. وهذا في العرف الدستوري تعطيل لألية الرقابة.

الواضح ان قيادة الحكومة غير قادرة على إقناع البرلمان او الشعب ببرامجها وخططها وقوتها وصلابتها في مواجهه الاقتصاد المتدهور الفساد الطاغي والمحمي عبر سنوات، وبالتالي لا يمكن لاحد من السياسيين او السلطات ان تتكفل بالوقوف مع الحكومة وبالدفاع عنها وعن أطروحاتها.

وهذا الأمر ينبئ عن وجود أزمة حقيقية مهما تم التغاضي عنها وانتقاد من يشير الي وجودها وتراكم اخطاء الحكومة سواء من خلال اعتبارهم 'معارضين للدولة ' وعزلهم من مواقعهم، وتبخيس وجهات نظرهم واغتيال شخصياتهم الوطنية.

واقصد يجب على الحكومة التوقف عن التعامل مع الساحة من منظور 'من معنا' و 'من ضدنا'، وأن تنتبه إلى أن الأردن بأكمله يمر من فترة عصيبة زادها حساسية الوضعية الاقتصادية في البلد، وصفقة القرن.

ويجب أن تقرآ الحكومة المفردات التي أدت الي فشلها والي ما تشير اليه الحالة وتعتبر أن الحوار الداخلي والكتابات الوطنية الخارجية المهتمة بالشأن الوطني الى حدود اللحظة خصوصا وأن الوقت استنفد وأصبح غير مبكر للتقييم- كون الحكومة بتشكيلتها والتعديلات عليها و قراراتها و مواقفها و تضارب تصاريح وزرائها لم تؤد الأغراض المرجوة منها و بات الديوان الملكي الحل و المرجع وهي مثل ' الباش كاتب تأتيه التعليمات للطباعة'.

. واقترح هنا على رئيس الحكومة، مثلما اقترحت مسبقا في مقالات منشورة استقالة كل من حكومة المهندس علي أبو الراغب في مقال ' اكرام الحكومة دفنها' وحكومة د، هاني الملقي ' الرحيل ' وحكومة معروف البخيت ' بأن يقدم استقالته قبل ان يأتيه الايعاز للظهور بالحريص على تقدم الأردن وطاعة الرأي العام الوطني، بشكل شفاف.

المسيرات ستزداد، في غياب الشفافية والأجوبة المقنعة عن تساؤلات عديدة ومشروعة، والأفضل للدكتور عمر الرزاز التعجيل بها حيث انها قادمة لا محالة خلال أشهر ان لم يكن أسابيع، وذلك لقطع الطريق على التسريبات الموجهة ونيران الأصدقاء التي جهزت مدافعها للانطلاق وباتت رائحة دخانها مشعة على صفحات بعض من الاعلام التابع.

لأجل الأردن امنح الوطن فرصة - يا اخي دولة الرئيس - للمراجعة وتشكيل حكومة قادرة على ما لم تقدر عليه حكومتك المقيدة بسلاسل قضت على ' الامل؛ الذي اتيت به وروجت له.

لمرة واحدة نريد ان تظهر ان الحكومة القرار بيدها لا بإيعاز وكفى الله المؤمنين الاقتتال..
aftoukan@hotmail.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-03-2019 08:32 AM

يا دكتور تم تعين 3 يوم البارحه بالاف الدنانير من الرواتب والاهالي على باب الديوان منذ 12 يوما وانا من الناس التي تعاني من ديوان الخدمه المدنيه بسبب الواسطات متخرج منذ 2007 والى اليوم انتظر

2) تعليق بواسطة :
05-03-2019 08:39 AM

كل الاحترام للاقلام الوطنيه الحره التي بوصلتها الوطن والشعب.
*
مأخذنا على معظم قادة الرأي تـنـاقـضٌ يؤرقنا: من جهه يصفون الحكومات بانها مجرد واجهه منزوعة الولايه والقرار، مع ذلك يوجهون السهام اليها..إنه الطخ خارج الهدف!
*
ما فائدة تغيير الحكومات وذات النهج باقٍ؟! سادتي ان اي حكومه قادرة ان فُـكّ قيدها.

3) تعليق بواسطة :
05-03-2019 09:21 AM

ما هي الخيارات التي كانت متاحة للرزاز والذين سبقوه؟؟ وما هي الحلول المقترحة والقابلة للتطبيق على ارض الواقع؟؟

4) تعليق بواسطة :
05-03-2019 07:35 PM

ما يمنع الناس عن الخروج والاعتصام هو برودة الطقس ايام قليله ويعتدل الطقس وسترى اعتصامات واحتجاجات بكل مكان وبعشرات الالوف. وضعنا من سيء الى اسوأ . الناس لا تثق بالحكومه وهنا مكمن الخطر انعدام الثقه.

5) تعليق بواسطة :
06-03-2019 12:34 AM

للانصاف , هذا مقال رائع فعلا . تطرق لكافة الموضوعات على الساحة الاردنية و مطالبة في مكانها و زمانها . افعلها يا دكتور و ارح نفسك و ارحنا معك فلقد اتعبتنا حكوماتكم و هرمنا بانتظار الفرج حتى و لو باحلام اليقظة . افعلها و انت الرابح قبل ان تخسر رصيدك بالكامل فتقعد ملوما محسورا في زوايا بيتك مع تقديري

6) تعليق بواسطة :
06-03-2019 10:49 AM

لن يفعل

7) تعليق بواسطة :
06-03-2019 01:29 PM

لايستطيع يفعلها بدون ايعاز، هيك العرف السائد في أدبيات تشكيل وأستقالات الحكومة في الاردن؟ّ!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012