أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الثابت الوحيد ... بقلم : فلحة بريزات

بقلم : فلحة بريزات
10-03-2019 01:43 PM

الثابت الوحيد وأنا أقلب صوراً كثيرة هزّت أحداثها بنية المجتمع قبيل لقاء يجمعنا بجلالة الملك الخميس الماضي- هو التغيير لا غيره ، فالتحديات الداخلية واضحة لكن المعالجة في بعضها غائبة : عدالة اجتماعية، وتكافؤ فرص تضمن كرامة متعطلين يزداد عددهم يوما بعد يوم في منظر تجاوز حد المعقول، الحراك وآلية التعامل معه ، الصحة والتعليم، والمخدرات والفساد الذي لا حدود له .

تسعة يمثلون أطيافا مختلفة سياسية واعلامية قدموا رؤيتهم دون مواربة ، بعد أن استمعوا من المضيف الى شرح مستفيض عن وضع الداخل والخارج ، لكن الراهن الوطني كان هو المسيطر على الحوار الذي تميز بالصراحة بين الطرفين، جرأة في الطرح، وأريحية في الرد والتعقيبات، وتفهم لحالة القلق التي يعيشها المواطن.

كان ترتيبي الخامس في الحديث وكان المستهل:' مساؤك طيب سيدي، لو تلقيت الدعوة قبل فترة من الزمن لغادرني النوم فرحاً، ولكن ليل أمس جافاني النوم خوفاً .

في الأثناء قفزت تساؤلات غير منطوقة عن مبرارت خوفي في عيون جلالته؛ لأستأنف حديثي 'بأن خوفي ألّا أكون أمينة في نقل وجع الناس أمامكم.

تساءلت:لماذا يتم تجاهل الحراك ويغيب الحوار معهم؟ الحراك حركة تجديدية يجب عدم اقصائه أو تفتيته، فجاء الرد الملكي ' الحراك حالة إيجابية ،وأنا على استعداد للتحاور والجلوس معهم، مضيفا بأنهم يحملون أفكارا، وبرامج تستحق الاستماع، وقد أشار على رئيس ديوانه بضرورة ترتيب لقاء يجمعه مع الحراكيين...لكن ظهر لي بأن هناك من يعمل على اجهاض الفكرة.

تابعت، إذا عرفتم من أين أنا سيدي قد يجفل الجميع، وهنا التفت أيضا إلى رئيس ديوانه، وقبل أن يجيب الآخر أخبرته أنني من (ذيبان)، ولذيبان حكاية أرويها: في عام 1992 نشرت مجلة الأفق الاقتصادي تحقيقا جاء عنوانه : (قرى بني حميدة أفقر من الفقر)، وحين اطلع الراحل العظيم، الملك الحسين بن طلال، على العنوان هزه الأمر بأن يكون هذا هو حال ذيبان وأبنائها.

زرتم جلالتكم اللواء أكثر من مرة لكن الواقع لا تغيير عليه يذكر، وكأن هناك من يحاول أن يبقيه خارج التطور والمنافسة. ولقد أمرتم باحدى زياراتكم بانشاء جامعة تخفف المعاناة، لكن الفكرة لم ترق حتى لمستوى الحديث.

تحدث البعض عن الآداء الحكومي وعدم قدرته على إدارة الشأن العام، ما أود إضافته هنا بأن الحكومات ( شاخت) ،وقد اثار هذا التعبير استغرابه أيضا على وجوه الحاضرين، لأكمل موضحة، شاخت لعدم قدرتها على تحمل مسؤولياتها، هذا إذا تجاوزنا عن حجم المتناقضات في قراراتها، الطبقة الوسطى في طريقها الى الزوال .

والحكومة البرلمانية بعيدة المنال في ظل ما نشهده اليوم من علاقة قائمة على المنفعة الشخصية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية (تعيينات بغير حق مقابل ثقة ممنوحة، والدلائل كثيرة.

أما موضوع المتعطلين الذي تطرق اليه الزملاء، هل يعقل أن تقطع( 13) شابة من ذيبان عشرات الكيلومترات لتقف على باب الديوان لتستعيد وظيفة جراء سوء قرار؟! وظيفة بُنيت عليها قروض لتأمين حياة كريمة .

والصحة أمرها مقلق، لماذا لا يتم توحيد إدارة الخدمات الصحية في نظام واحد تتيح للمواطن تلقي الخدمة الصحية في القطاع العام بجميع مؤسساته بعيدا عن انتظار تحويلات تحتاج الى وقت ليس بالقصير مما يؤمن الخدمة الصحية الفضلى، وايقاف الهدر في النفقات ..هل نتجاهل معاناة المستشفيات الطرفية، والمراكز الصحية الشاملة جراء النقص الحاد في أطباء الاختصاص ما ينعكس سلبا على نوعية الخدمة المقدمة للمرضى.

اما التعليم فالفرق كبير بين مدارس العاصمة والأطراف، ربما المعنيون أطلعوا جلالتكم على الواقع المؤسف لمدرسة( المنسف) حيث الأفاعي كانت حاضرة على الجدران والطلاب يتلقون تعليمهم ، كيف هو شكل الانتماء لطلبة يفتقرون الى بيئة مدرسية آمنة أسوة بأقرانهم .

أما الأكثر ايلاما فهي المخدرات التي طالت اثارها كل بيت، لا بد من جهد وطني غير مسبوق للقضاء عليها .

واسمح لي أن أتحدث عن مستشارية العشائر، وآليات اختيارها لبعض من يمثلون الناس هي آلية غير موفقة لأن من يتم انتقاؤهم يفتقرون الى المعرفة والقدرة على إيصال الصوت والمعاناة .

الحوار الذي توسع لساعتين أظهر بأن الملك على دراية تامة بمنسوب المعاناة التي يعيشها المواطن، يقلقه حجم البطالة بين الشباب ، وقد لاح من حديثه أنها أولى أولوياته، يحمل ملاحظات على الأداء العام ، وقد قرأ من حديث الحاضرين والأزمات المتتالية بأن فقدان الثقة بين أركان الدولة يكبر يوماً بعد يوم ما يستدعي تغييراً في النهج والأدوات، وإن غداً لناظره لقريب

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012