أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مسؤولية مَنْ :ـ الشعب ام النخب ؟!

بقلم : بسام الياسين
11-03-2019 11:35 PM


ايام زمان ـ كُنا الزمان كله ـ . اليوم، اصبحنا خارج الزمان،بعد ان قطّع العربان اوصال الزمن كدجاجة على المفاصل للشي على مجمرة الجهل.فانفصلوا عن الواقع و اداروا ظهورهم لدورة الحياة.دارت الدنيا وهم قعود، لانهم لم يتحكموا بالزمن ولم يحتكموا اليه مع انهم اكثر الشعوب شراءً للساعات.الوعي بابعاده الزمنية الثلاثة ” الماضي، الحاضر،المستقبل” مفقود عندهم.هذه المشكلة تطرح سؤالاً مركزياً:ـ كيف ينظر العرب لواقعهم ومستقبلهم.الجواب العفوي الفوري من لدن الناس كافة :ـ واقع مهشم ومستقبل مظلم.اذاً،الزمن يجري سريعاً في مجراه،وهم لا يملكون قارباً ينزلق على صفحته ولا شاطيء على ضفافة…تراهم لفرط تقوقعهم، لم يفارقوا بداوتهم الكامنة في دواخلهم،رغم مظاهر الحضارة القشرية.تجدهم يملأون شوارع مدنهم زبالة،ضجيجاً،فوضى،فيما فشلوا في اثبات ذواتهم.ما يدل على عمق تمزقهم الداخلي وفجاجة تفكيرهم. ففي غياب العقل النقدي كل الحماقات واردة،وفي غياب المنطق تكون النهايات الكارثية متوقعة.فلا عجب ان سادت التفاهة و امسكت بالدفة النخبة الحمقى.

سواء اعترفنا ام لم لا،مشكلتنا الجوهرية في نُخبنا الفاسدة الساعية لمراكمة السلطة والثروة، دون اعتبار للقيم الاخلاقية والوطنية،و انساننا المهموم بهّم اللقمة لا بواكي عليه.لذلك، فالوطن ضائع بين سراق ارزاق الشعوب، وشعوب تبحث عن ارزاقها.بهذا يتجلى السقوط باعلى صوره،ويظهر الفصام بين ما هو قائم من انحدار، وما يجب ان يكون عليه من تقدم.بين الانحدار والتقدم نكتشف اللحظة الفارقة بين ان تكون او لا تكون، و الفرق بين المعقول و اللا معقول.ما جعل الناس تعساء في مجتمع سوداوي،يعاني من اوجاع لا طاقة له بها،فارتفعت ارقام الجرائم بكل مسمياتها الى خانات مخيفة.


النظام العربي دمية بلا حياة.لهذا انحسر حلم الشباب،ليحل محله يأس ميئوس من صلاحه او اصلاحه .فاطلت من ظلمة اليأس اسئلة مضيئة كفلق الفجر :ـ هل خراب الامة مسؤولية الشعوب ام مسؤولية ” النخب السياسية ” ؟!.مثالاً :ـ اليست كارثة ان يقود ـ بوتفليقة '..........'دولة تنوف على اربعين مليون نسمة ؟!.
اليست ظاهرة مريبة ان يتأبد البشير بالرئاسة ثم يفرض احكام الطواريء ان اعترض الشعب عليه ؟!.تصرفات توحي لنا، كأن نُخبنا هدية لنا من الله تشرفنا بان نكون رعاياها وان شئت عبيداً لها.منطق يجافي المنطق،و حال لا يحتمل.فالحاكم من طينتنا ويتطابق معنا جينياً.فلماذا تأبيده او تأليهه،فالاحادية لله وحده…اما تلبيسها للبشر او تلبسها بشرياُ فسيكون قطعاً سبباً لهدم الدول.اذاً،الفردية ظاهرة عربية و هي انتاج الانظمة الامنية التي درجت الى اغلاق الابواب امام التغيير وسد النوافذ كي لا يتسلل النور. وكأننا في حفلة بلا طبلة ورقصة بلا مزامير…تصوروا !.

الانا عند النخب تورمت حتى بلغت، ان لا ترى في المرايا سواها.هنا يُطل السؤال الطلقة المدوية :ـ من المسؤول عن مآسي العرب المعاصرة بان :ـ { 57 مليون عربي أُمي يجهلون القرآءة والكتابة ، 13 مليون طفل لم يلتحقوا بمدرسة ، 30 مليون تحت خط الفقر،5 دول عربية في قائمة العشر الأكثر فساداً في العالم، و ” ترليون دولار ” تكلفة الفساد في الوطن العربي }. ارقام مرعبة لذا :ـ الم يحن الوقت لبدء سقوط احجار الدومينو من النخب التي اغرقت سفينة العرب .!.

مصائب هي ثمرة صيرورة سياسية،اقتصادية ،اجتماعية جاءت بايدٍ نخبوية غيبّت الديمقراطية،الحرية،البرلمانات الوطنية،الاعلام الحر،الصحافة الجريئة.مشهد مزرٍ لا يحتاج الى دليل،و دلالات توحي لمن فقد البصر والبصيرة،ان هذه النخب حان رحيلها.لكن رغم قتامة الصورة ،لا يجوز الحكم على الامة بالاعدام،فبذرة الخير كامنة في احشائها تنتظر إيقاظها،شرط طرح مبادرات جادة وجدية من القوى الوطنية، لإجل إعادة الهرم المقلوب لوضعه الطبيعي،و الاعلان ان الشعب مصدر السلطات.

انجلترا هزمت الصين عام 1842 وحولتها الى مستعمرة و “غُرزة ” لتعاطي الافيون، لكن الصين انتصرت لذاتها وعلى ذاتها.ففي عام 1949 اقامت نظاماً سياسياً،اقتصادياً،صناعياً،اجتماعياً حتى نافست امريكا في عقر دارها.كذلك فعلت اليابان،المانيا وغيرها من دول دُمرت ثم تمردت على ضعفها.اذاً، فتحقيق التحول الشامل العربي ليس مستحيلاً،شريطة ان يكون المستقبل وصناعته له الاولوية الاولى،ولن يكون الا باعادة صياغة الذات العربية وتجديدها ثم تشكيل الحياة السياسية على اسس عصرية،بعيداً عن نخب هبطت عفا عنها الزمن.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012