أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لو علم ترامب أن بوسع العرب فعل الحد الأدنى مما يمكن فعله لما تجرّأ عليهم

بقلم : د . موسى الرحامنة
25-03-2019 10:40 PM

قرار ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة الى القدس المحتلة، واعترافه بها عاصمة أبدية لأسرائيل، ثم قراره بالاعتراف بسيادة إسرائيل على اراضي الجولان السورية المحتلة، إنْ هي إلا نتيجة طبيعية وبديهية تعكسها حالة الاسترخاء والمهانة والخيانة والعمالة وقل ما تشاء من المصطلحات الهلامية والسوقية....
حين أقدمت إسرائيل على إحراق المسجد الاقصى، قالت غولدمائير رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك لم ترَ جفوني النوم حتى طلع النهار ظناً منها أن العرب سيحرقون إسرائيل، لقد طلع النهار والعرب كما قال الكواكبي صبية نيام، ومضت السنون والعقود، وفي كل يوم تصفع أسرائيل العرب على أعقابهم ولم يشعلوا عود ثقاب واحد، باستثناء دزينات صواريخ صدام حسين الثلاثة التي أوجعت خاصرة إسرائيل وأودت برأس صدام بسبب الخذلان وخيانة سيوف بني العم التي ألَّبت جيوش الظلام عليه، ولولا ما كان لصدام لم يكن، لشهدنا له صولة وجولة....ولكن النيل في مصر ما خانته عادته وخائن العهد قد يغتاله الهرم، ولو علم ترامب أن بوسع العرب فعل الحد الادنى مما يمكن فعله لما أقدم على أية خطوة .
يا ايها الذين آمنوا، ما يحدث يبعث على الخزي والعار والشنار، وهو من وجهة نظر القانون الدولي يعتبر وضعاً غير مشروع يتوجب عدم الاعتراف به، ومن سوء الطالع أن مبدأ عدم الاعتراف بالاوضاع غير المشروعة هذا ومنه ضم أراضي الغير واحتلالها بالقوة، هو مبدأ امريكي صرف دخل تاريخ القانون الدولي في ثلاثينات القرن الماضي على يد هنري ستمسون وزير خارجية الولايات المتحدة على اثر ضم اليابان لاقليم منشوريا الصيني، وقد دفعت الولايات المتحدة باتجاه عدم الاعتراف بهذا الضم وطالبت المجتمع الدولي ان يحذو حذوها .....اليوم أمبراطور أمريكا الأرعن يدوس ميثاق الامم المتحدة بقراراته هذه فهي تمس قواعد قطعية ثابتة في القانون الدولي فيما يشكل بما يعرف بالنظام العام الدولي الذي لا يجوز الاتفاق على مخالفته وأي اتفاق من هذا القبيل يعد باطلاً بطلاناً مطلقاً وتبطل كافة الآثار المتربة عليه لا بل تنعدم أنعداماً ....
على المجتمع الدولي أن يعي خطورة العبث بهذا النظام الدولي، والمبادىء التي يقوم عليها ميثاق الامم المتحدة واتفاقيات جنيف، فالولايات المتحدة تمعن في انتهاك كل القواعد القانونية والاخلاقية من خلال مزيد من الدعم الضال وغير الاخلاقي اللامحدود للكيان الغاصب المحتل، حتى غوتيروش الامين العام للامم المتحدة لم ينبس ببنت شفة، ولم نسمع منه جملة مفيدة واحدة، يدافع فيها عن ميثاق المنظمة التي يرأسها شكلياً، فلربما قطعت الولايات المتحدة راتبه ومخصصاته .
بعد كل هذا الصلف الامريكي هل يتجرأ العالم الحر، ولا أقصد العربي فلم يزالوا عبيد الخنا، فيحزموا أمرهم ويطالبوا بالغاء اتفاقية المقر بين منظمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة، فمن خِدَعْ السياسة وترَّهات القانون الدولي أن يبقى مقر المنظمة هناك وأمريكا تشرعن الجريمة والاحتلال، واخيراً ماذا لو قام زعيم عربي وعلى سبيل الاحلام اليقظة، بإحتلال سفارة الولايات المتحدة رداً على قرارات ترامب هذه، قطعاً، سينبري العالم الاكثر حماقة ويقول بأنها جريمة صارخة، ولكن جريمة ترامب ليست كذلك ؟؟.....أليس كذلك ؟ .

الدكتور موسى الرحامنة

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012