أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


من الظلم اعتبار مواقف كبار المتقاعدين العسكريين من سياسات الدولة اعتداء عليها

بقلم : د . موسى الرحامنة
30-03-2019 09:27 PM

قرأت خبراً أستحوذ على مساحة غير يسيرة من وسائل التواصل الاجتماعي، فحواه تصريحٌ لمدير عام قوات الدرك حول مواقف بعض كبار المتقاعدين العسكريين واشارته حول إحتمال قبض ثمن هذه المواقف أو أن تكون مدعومة خارجياً، وفي هذا السياق أحببت أن أدلي بدلوي بعد أن تباينت ردود الافعال بين مؤيد ومعارض لمثل هذا التصريح :
أولاً : هذه تقليعة جديدة وغير معهودة من قبل أحد رؤساء وكالات إنفاذ القانون في الدولة، كان الأجدر به والأجدى أن ينصرف الى صلب عمله واختصاصه، وأن لا يقحم نفسه في السياسة أو يدخل في مارثون من المهاترات مردوده قطعاً سيكون سلباً على جهاز محترم يرؤسه .
ثانياً : هناك جهاز أمني إستخباري معلوماتي وظيفته تقييم المواقف المضادة لسياسات الحكومة والاعتبارات التي تقوم عليها ومدى أثرها على الأمن الوطني، سواء كانت هذه المواقف للمتقاعدين العسكريين أم لغيرهم، فهل كان الأخ قائد الدرك أطول باعاً من هذه الاجهزة، أم أن ذلك من قبيل المزاحمة وتسجيل المواقف لكي يحظى بقولة أنت نشمي .
ثالثاً : هناك ردود جاهزة بحق كثير من المتقاعدين صغارهم وكبارهم تتمثل في مواجهتهم بسؤال إستنكاري لماذا لم تتجرأوا وتبادروا وتقولوا وأنتم على رأس عملكم، ومع احترامي لكل الذين يطرحون هذا السؤال فلا يليق بمنتسبي الاجهزة العسكرية الا السمع والطاعة فلو كان مسموحاً لكل عسكري أن يعبِّر عن رأيه بحريَّة ويمارس هامشاً من الديمقراطية لأصبحت المؤسسة العسكرية هلاميّة هشَّة ولن تكون قادرة على حماية منجزات الدولة والذود عن حياضها .
رابعاً : من الغبن إن لم يكن من الغباء أيضاً، مصادرة حق المتقاعد في أن يعبّر عن وجهة نظره وأن يتظاهر ويعتصم في حدود القوانين والانظمة، ووظيفتك أنت كقائد أمني أن تحميه وتحمي الوطن في آن معاً، فليس من وظائفك وواجباتك أن تُدجِّن الناس وأن تقيِّم شرائح المتقاعدين حتى وإن كانوا ممن أكلوا من خيرات الوطن .
خامساً : من الظلم أن ترى بأن مواقف المتقاعدين من سياسات الدولة تجعل منهم أعداء للدولة إذا قالوا الحقيقة، وعندي أن أعداء الأمة الحقيقيون الذين يجمِّلون الأمور ويزيِّنونها ويعيشون لحظاتٍ من الوَهم المُريحْ ويصادرون على الناس أبسط حقوقهم في التعبير عن قضايا الوطن والأمة من أجل ان يهنأوا بمناصبهم وكراسيهم من خلال تسجيل بعض المواقف غير الكريمة .
سادساً : لا أشك مطلقاً في أن قائد الدرك هو شخصية محترمة وإبن وطن، ولكن كان يتعين عليه أن لا ينزلق في هكذا تصريحات، وأن يكون حذراً في مقابلاته مع الاعلام، فلا أعتقد أنه قد كان مطلوباً منه أن يدلي بهكذا تصريح، بل كان متطوعاً وغير موفق، وعليه أن يدرك هو وسائر زملائه قادة الاجهزة الامنية والعسكرية بأنهم يمثلون هذه الاجهزة التي ينبغي ان تكون في منأى عن الدحول في مهاترات إعلامية من شأنها أن تنال من هيبة هذه الاجهزة بسبب تصريح من هنا أو هناك، فهيبة هذه المؤسسات من هيبة قادتها، وتبقى في النهاية بمثابة مؤسسات إنفاذ قانون، ولا شأن لها في السياسة أو التعقيب أو التعليق على المواقف المرتبطة بالشأن السياسي . متمنياً لكافة أجهزتنا العسكرية والامنية الفلاح والهيبة والسداد .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-03-2019 08:40 AM

لا يجب عليه ان يجرح زملاءه المتقاعدين والذي سيصبح احدهم قريباً.
العقيد المتقاعد (٥سنوات عقيد)نايف العضايلة

2) تعليق بواسطة :
31-03-2019 09:48 AM

اللسان يعبر عما في القلب والقناعة والوجدان.

نهمس باذن من له اذنٌ تسمع: التشكيك والاتهاميه وحتى هز العصا اساليب ضعيفه ما عادت تؤتي أُوكلها.

نحترم قائد الدرك ونفترض حسن النوايا فنأمل ان تكون زلة لسان هذه يمحوها اعتذار.

3) تعليق بواسطة :
31-03-2019 03:41 PM

واقع الامر ان زميلنا الدركي قد اخطأ بحق نفسه قبل المتقاعدين والذي سيكون احدهم قريبا. من اقسم عند تخرجه بالولاء وحماية الوطن سيبقى كذلك حتى يموت ولا يستطيع الحنث بيمينه. متقاعدو العسكر شعلة وطنية واخلاص لا مثيل لها ومن المستحيل اخمادها. كل التحية لكاتب المقال دكتورنا الفاضل السيد موسى الرحامنه.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012