أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


البطالة التحدي الأكبر

بقلم : د . سليمان الشياب
05-04-2019 04:48 AM

وصلت البطالة في الاردن مستويات غير مسبوقة حيث تشير الاحصاءات الرسمية الى ان نسبة البطالة في الاردن قد وصلت او تجاوزت 18.7% والنسبة الحقيقة اكبر من ذلك لأن هناك متعطلين عن العمل غير مسجلين لدى ديوان الخدمة او الجهات التي تقوم بدراسة نسب البطالة في الاردن وهذه النسبة هي الاعلى منذ ثلاثة عقود ومما يزيد المخاوف ان نسبة النمو الاقتصادي منذ سنوات عديدة تتراوح حول 2 بالمئة وهي مُعدّلات مُتدنيّة لا تُلبي الحد الأدنيّ لِمُتطلبات إيجاد فُرص عمل جَديدة، خاصة إذا ما عَلِمنا أن الاقتصاد في أفضل حالات النُمُو يخلق فرص عمل لا تتجاوز ٥٦ ألف فُرصة عمل يَتقاسمها القطاعين العام والخاص في ظل وجود ١٥٠ ألف خريج من مُختلف الكُليّات والجامعات والمدارس، فَكيف الحال الآن في ظِل التباطؤ الكبير في النُمُوّ الاقتصاديّ وبنفس الوقت التضخم في القطاع الحكومي الذي يستنزف نسبة كبيرة من موازنة الدولة على شكل رواتب للعاملين في القطاع المدني والعسكري وللمتقاعدين وهذا النزف سيزداد نتيجة الاسلوب الذي لجأ له اصحاب القرار في حل مشكلة بعض المُتعطلين عن العمل الذين جاؤوا يسيرون بقوافل من المحافظات للعاصمة ولكنها لم ولن تتمكن من حل مشكلة هؤلاء الآلاف المتزايدة بشكل سنوي او نصف سنوي نتيجة دخول افواج من الخريجين نهاية كل فصل دراسي هذه المشلكة ستبقى الحكومة تواجهها اذا لم تتمكن من وضع حلول اِستراتيجيّة ومَنطقيّة وواقعيّة، فالقطاع العام عاجز اليوم كُليّا عن التوظيف، وإيجاد فُرص عمل جديدة، فَهُناك ما يزيد على ١٠٠ ألف موظف زائد على الحاجة، ولا ننسى أن جزءاً كَبيراً من مُشكلة الاقتصاد الوطنيّ هي القطاع العام وأعباؤه الماليّة الكبيرة، ناهيكَ عن تراجع إنتاجيته وكفاءته، اذن لا يوجد خَيارات كثيرة أمام الحُكومة للخروج من أزمةِ التشغيل سوى التعاون المُطلق مع القطاع الخاص، فالأخير هو المُشغل الرئيس وهو المُحرك الفعلي والاساسي للاقتصاد.
للأسف ان العلاقة بين القطاعين العام وتمثله الحكومة والقطاع الخاص علاقة غير ودية والسبب في ذلك هو السياسات الحكومية للحكومات المتعاقبة وما فرضته من قوانين وتشريعات وسياسات اقتصادية ومالية ونقدية اثقلت كاهل القطاع الخاص، فأصبح لا يوجد امكانية تَشغيل إضافيّ لدى القطاع الخاص الذي يُعاني اليوم من هذه السياسات التي أثقلت عليه الأعباء الماليّة، وحدّت من قُدرته على التوظيف الجديد، لا بل حتى على الاستمرار في أنشطته الاقتصاديّة المُختلفة واضطر بعض المستثمرين والتجار لإغلاق منشآتهم ومحلاتهم التجارية والخروج الى بلاد اخرى، فلذلك لا يستطيع القطاع الخاص في ظل حالته الراهنة أن يَتَعاون مع الحُكومة في قَضيّة التشغيل، عِلما أن لديه قُدرة كبيرة في ذلك في حال توفرت الشروط التحفيزيّة له، فلا ننسى أن هُناك ما يقارب مليون عامل غير اردنيّ في سوق العمل المحليّة في مُختلف الأعمال والمهن.
وللخروج من ازمة البطالة لا بد للحكومة من وضع برامج تشغيل مربوطة بالتحفيز للقطاع الخاص يتضمن اعفاءات ضريبية للمنشأة التي يكون جميع موظفيها اردنيين وكذلك لا بد من تخفيض الرسوم والجمارك لمدخلات القطاع الصناعي الذي سيحرك الاقتصاد لأنه قطاع انتاجي يولد فرص عمل اضافية كبيرة خصوصا في حال تم تفعيل الحركة التجارية بين الاردن والعراق، وكان للاردن دور كبير في اعادة اعمار العراق كل هذا بالاضافة الى نقطة في غاية الاهمية انه لا بد من ايجاد تشريع يعطي الموظف في القطاع الخاص أماناً وظيفياً يجعل من يبحث عن عمل لدى الدوائر الحكومية يتوجه للعمل بالقطاع الخاص، وكذلك لا بد من تنظيم الاعمال الحرفية والمهنية لتحل العمالة الاردنية محل العمالة الوافدة، وذلك من خلال تنظيم هذه الاعمال ووضع تشريع يضمن حقوق العامل المالية والعمالية وحقه في الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي فهذه الحقوق غير مضمونة في هذه الاعمال لذلك يعزف عنها الاردنيون.
حمى الله الاردن.
• أستاذ الاقتصاد والتمويل..السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012