أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


في ظل التخطيط الغائب ماذا أعددنا للمستقبل

بقلم : سليم البطاينة
13-04-2019 12:56 AM

جميعُنا يعرف بأننا نسير نحو المستقبل ببركة الله فالمستقبل يكتنفه الغموض ولا توجد أية منهجية للتغير أو نظرة موضوعية للمستقبل فالعالم يمرُ بمتغيرات كبيرة اقتصادية وسياسية واجتماعية ونحن وكأننا في جزيرة معزولة عن العالم فماذا أعددنا للمستقبل وأين هي العقول الاستراتيجية التي تضع الأفكار والمخططات لمستقبل البلاد والأجيال وأين هي المؤسسات الحقيقية التي تُعنى بالتفكير بالمستقبل واين هي تلك النخب السياسية التي أنتجها المجتمع الاردني وماذا أعددنا لمواجهة المتشائمين من الغد وهل كرسنا أنفُسنا لما هو أتٍ أم كُلٍ يغني على ليلاه ونحن على أنفُسنا نغني فالتأخير في الاصلاح واعادة المجتمع إلى وضعه السليم سوف يجعلُنا جميعاً في حالة يأس ولن يخرجنا من المجهول.
فالأيام في نظر الأردنيين متشابهة، لا يوجد يبنها فارق كبير فالعام الحالي لا يتميز على الماضي، واليوم مثل الأمس وليس هنالك أي جديد فالتفاؤل في السياسة جزئي ومؤقت وأحياناً يولد الاحباط فلا تتوافر إمكانية التوقع بشي من التفاؤل حول المستقبل، إذا ما تم القياس على ما يحدث من فوضى الملامح المتداخلة فمناقشة أي حدث في الاْردن قد تبدو منطقية إذا توافرت لها ادوات تجعل منها بعداً موضوعياً لكنها اذا كانت محاولة لرسم أو توقع لشكل المستقبل القادم فذلك يبدو ضرباً من الخيال في وقتنا الحالي.
فصانعو السياسات في دول العالم التي يهمها المستقبل أعدوا خططاً وبرامج استراتيجية مسبقة لبلدانهم لمعرفة شكل المستقبل المنظور والبعيد ونحن هنا ما زلنا لا نُحرك ساكناً بشأن المستقبل فالمهمة أصبحت في غاية الصعوبة في ظل مستقبل لا يعرف المجاملات٠
فالمشهد السياسي في صورته الحالية والعامة لم يعُد بحاجة إلى محللين أو علماء اجتماع فمجرد تأمل بسيط في مكونات الصورة يمكن أن نتنبأ ماذا تحمل لنا الأيام القادمة وما يتشكل في الأفق القريب فالاضطراب وعدم الثقة باتت هي السمة الأبرز في المشهد الحالي فالساحة السياسية تشهد مجموعة من التحولات المهمة والنوعية والتي ستدفع بالمشهد إلى مربعات ومحددات أكثر وضوحاً لمحاولة استعادة جزء من الثقة المفقودة، رغم التباين والاختلاف على العديد من السياسات الداخلية فالهم الداخلي سيبقى طاغياً على جميع الحوارات الداخلية فحين تُفاجُئنا المشكلات نُدرك حينها أننا لا نمتلكُ الفكر الاستباقي نتيجة بعد المسافة بيننا وبين أدارة الأزمات٠
فالفشل في إدارة الإصلاحات يؤدي إلى الاحتجاج فالإصلاحات حتى اللحظة لم يوضع لها استراتيجية مدروسة وفق أهداف وأولويات وأجندة زمنية بل تم ادارتها بشكل عشوائي فملفات الفساد وتردي الخدمات وغياب العدالة الاجتماعية وانعدام الرؤى المستقبلية يتبقى في قلب المشهد، إن لم تكن المحرك الرئيسي له.
فالوضع الاقتصادي المتأزم سيفتح الباب مجدداً أمام بعض الانزلاقات فليس بوسع أحد تصور ما سيأتي غداً أو بعد غد فالقائمين على التخطيط لمستقبل البلاد والأجيال القادمة تعيش حالة ضياع فالمستقبل لا يسكن بين جدران الماضي. فأصبح المواطنون والحكومة (شكل وصورة وظل لأصل) وهذا ما يؤكد أن المشهد السياسي الاردني لم يكتمل ملامحه بعد.'رأي اليوم '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012