13-04-2019 08:00 PM
كل الاردن -
بات واضحا ان هناك سياسة امريكية تفرض على الدول العربية وغير العربية لاجبارها على محاصرة الدولة السورية ، وليس صحيحا ان الحصار يستهدف النظام او حتى سياسته الداخية ، وهنا يجب علينا ان نطرح الكثير من الاسئلة حول الاهداف الحقيقية لهذه السياسة ، بعد ان تكشف للجميع ان الادارة الامريكية لا تستهدف النظام كما تعلن .
في الايام القليلة الماضية ' سقط ' حكم بوتفليقة وتبعه بعد عدة ايام حكم البشير وبعد ساعات حكم رئيس المجلس العسكري الاول بن عوف وقبلهم جميعا شاهدنا عندما سقطت بعض الانظمة الحليفة لواشنطن في تونس ومصر واليمن ، بمعنى ان هناك فرقا شاسعا بين اسقاط نظام حكم واستبداله وبين اسقاط الدولة وهو ما تسعى له واشنطن في سوريا كما فعلت في العراق قبل سنوات .
من هنا لعلي اعتقد جازما ان الهدف الامريكي هو اسقاط الدولة وبالتالي اضعاف النظام الحاكم بحيث لا يستطيع رفض اي مشاريع سياسية قد تفرض على المنطقة ولو شكليا ، فنحن اليوم ننتظر اعلان صفقة القرن وواعتقد ايضا فرض التجنيس واقامة الامارة الفلسطينية على ارض سيناء واعلان تهويد فلسطين من البحر الى النهر ، طبعا كل ذلك سبقه اعلان واشنطن ضم الجولان السوري في وقت تدرك فيه تماما عدم قدرة النظام السوري ومعه العربي على الرد.
اذا نحن امام المرحلة النهائية بعد الانتهاء من عزل مصر والعراق وسوريا ، اما بقية الدول العربية فهي في معظمها للاسف لن تعترض او ترفض وربما تدعم ماليا وسياسيا تحقيق الهدف الامريكي والاسرائيلي، باستثناء الاردن المتضرر الاكبر بعد الشعب الفلسطيني مما قد يهدد استقراره وهو ما تسعى له الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل اللذان يدعيان زورا وبهتنانا اهتمامهما بالاردن واستقراره .
النظام االسوري اليوم في حالة ضعف ، ومخطئ من يعتقد غير ذلك ، والدولة السورية ما زالت تعاني الدمار وعدم الاستقرار ، وملايين السوريين في الشتات ..اليوم لا احد يعلم متى يمكن لهم العودة لوطنهم ، ومع كل ذلك يفرض حصار سياسي واقتصادي على الدولة السورية وسيستمر حتى انتهاء الاعلان عن خطة الصفقة وقبول الاطراف المعنية بها ، ثم سيبدأ مسلسل تغييرات انظمة بقبول ومباركة الشعوب التي تعاني من انظمتها الديكتاتورية وبدون ادراك لاخطار الانظمة البديلة القادمة بمباركة الغرب لها .
السؤال الاخير الذي يمكن ان يطرح اين الدور الروسي والايراني فيما يحصل ، وهنا يمكن اختصار الاجابة ان ايران اليوم في وضع لا يسمح لها بالمناورة الا بالقدر الذي تحقق فيه بعض المكاسب المستقبلية بعد ان دفعت عشرات المليارات من الدولارات وعشرات الالاف من المقاتلين في سوريا ضمن برنامجها وطموحها كما فعلت في العراق ، وهذا ينطبق جزئيا على روسيا التي ضمنت القواعد العسكرية البرية والبحرية على المتوسط والسيطرة على الغاز السوري حتى تبقى مسيطرة على هذه المادة لسنوات طوال ، وهذا كله مقابل موافقتها على صفقة القرن وتهويد فلسطين وتحييد او انهاء ما يسمى ' المقاومة والممانعة ' وحتى يتم ذلك كله فلا بد من اضعاف الدولة السورية وتاريخها المعلن قبل ان يبدأ التفكير بالنظام
البديل.