أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خيارات الاردن في مواجهة صفقة القرن!

بقلم : العميد المتقاعد بسام روبين
18-04-2019 03:08 AM

لا شك ان المنطقة برمتها مقبلة على حدث خطير جرى الاعداد والتحضير له على مدار سنوات بعدما تمكن المحتل من ابرام اتفاقات سرية منحته السيادة العسكرية والاقتصادية في المنطقة وحولته من عدو الى صديق حميم للبعض ونجح ايضا في تحويل بوصلة الكراهية لايران المسلمة وبات العلم الاسرائيلي يرفرف في عواصم عربية بينما هي دولة محتلة اغتصبت الارض والمقدسات العربية والاسلامية.
ونظرا لخطورة الموقف وجب علينا اغلاق ابواب المجاملة والتحدث بواقعية وصراحة عن الخيارات المتاحة للاردن في مواجهة صفقة القرن بعدما تخلى عنها الاشقاء واستخدموها جسرا لهم بل تركوها فريسة لمخالب الفقر والبطالة والمديونية.. فالاقتصاد الاردني يمر في اسوأ حالاته .
اما القيمة السوقية للدينار فلا تمثل الوجه الحقيقي للمؤشرات الاقتصادية الحالية ويعزى استقرار الدينار للسياسة والمواقف الاردنية المنسجمة مع السياسات والتوجهات الامريكية ولو ان البيت الابيض قرر فرض عقوبات اقتصادية على الاردن لاصبح الدينار الاردني في خطر لذلك ارى ان الاردن يقف امام منعطفين، الاول رفض صفقة القرن التي ستنهي القضية الفلسطينية والقدس الشريف وتدفن مشروع حل الدولتين وقضايا اللاجئين وجعل الاردن وطنا بديلا للفلسطينين مع اعادة ترسيم الحدود لبعض الدول والخاسر الاكبر ربما يكون الاردن.
وسيحتاج رفض هذه الصفقة لسلسلة من الاجراءات تشمل توحيد الجبهة الداخلية ورص الصفوف والاستعداد لمقاومة الظروف الاقتصادية القاسية والتعايش معها وهذا يتطلب وجود حكومة وطنية لها قدرة على المصارعة السياسية ولديها المام بالاقتصاد وادارة الازمات وتتقن فنون استخدام اوراق القوة الموجودة بيدها ولم يتم الاقتراب منها حتى الان انسجاما مع المتطلبات الامريكية وبهذه الطريقة يستطيع الاردن قلب الطاولة ورد كيد المتامرين الى نحورهم وتغيير مناخ اللعبة وبذلك يسجل الاردن موقفا قوميا يحاكي تطلعات الشارع العربي وسيتشرف الاردنيون به فهو موقف لا يقوم به الا رجال الرجال.
اما الخيار الثاني فهو الاستسلام والاكتفاء بالشجب والاستنكار والخوف من المجهول والسير نحو تطبيق بنود الصفقة بحجج واهية ليس لها عناوين وطنية الامر الذي سيذكره التاريخ بخجل لا يليق بالاردنيين وتاريخهم القومي المشرف.
واعتقد جازما ان كلا الخيارين له حواضن شعبية على الساحة الاردنية ولكن باحجام مختلفة بسبب فقدان التناغم بين الشعب ومجلس الامة والحكومة وهو ما سيظهر للعلن بمجرد اعلان الصفقة التي سبقها تهيئة مجمل الظروف لتكون مناسبة وقد نواجه شارعا منقسما فالحكومة بشكلها الحالي لا تملك من ادوات القوة الا الشيء القليل لمواجهة الصفقة المجهولة والتي ستضمن اخفاء اسماء من وقعوا عليها لحين قدوم اجيال تعشق الحرية والعدالة وتقاوم المحتل رافضة الخضوع والاستسلام بعد عودتها لكتابها وسنة رسولها العظيم عليه الصلاة والسلام.
لذلك من الاجدر بالحكومة التي سيكتب لها مواجهة هذه الصفقة ان تستعد لها استعدادها للحرب ويجب عليها ان تضع جميع السيناريوهات المحتملة في الميزان الوطني الدقيق وتبدٱ بتحريك جنود الشطرنج والقلاع والوزير بطريقة تؤمن خروجا امنا للاردن ضمن الثوابت الوطنية والقومية والدينية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وكما جاءت مرارا على لسان الملك وعلى وزير الخارجية ان يبدأ زياراته المكوكية وفقا لاستراتيجيات سياسية مطبوخة جيدا لشرح الموقف الاردني لجميع الدول المؤثرة لتصنع للاردن سياجا يحصنها سياسيا واقتصاديا ويخرج بيضها من السلة الواحدة حتي تقوى في مواجهة هذه الصفقة سيما وان الاطراف الفلسطينية منقسمة وتدور في فلك جهات متصارعة لم تعد التوابت الفلسطينية على اجنداتهم.
عميد اردني متقاعد...رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012