أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


كيف نفهم تغريدة غرينبلات؟!

بقلم : الدكتور عبدالله الطوالبة
26-04-2019 11:53 AM

باعتقادي، تسرع كل من أخذ تغريدة مبعوث الادارة الأمريكية الى المنطقة وأحد عرابي 'صفقة القرن'، على محمل طمأنة الأردن.
يقول غرينبلات في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر” أن 'الصفقة' لا تتضمن اتحادا بين الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية ولا تسعى إلى أن يكون الأردن وطنا بديلا.
كلام يبدو في ظاهره مطمئنا وفي غاية التهذيب، لكن المهم ليس ملمس الأفعى بل ما في فمها، وذلك في ضوء جملة من المعطيات والمؤشرات غير المطمئنة، وكلها تصب باتجاه أن مقصود غرينبلات 'شيء آخر' غير ما أظهر.
أولا: غرينبلات حر فيما يغرد على حسابه في تويتر، ولكنه لا ولم يُلزم أحدا بتصديقه، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواقف واشنطن من الحقوق العربية في فلسطين.
ثانيا: كيف تستقيم 'تطمينات' غرينبلات مع لاءات الأردن المعلنة، وعلى وجه التحديد: لا للتوطين، لا للوطن البديل. هذه اللاءات تعني أن الأردن يواجه ضغوطا كبيرة لا يخفيها، في الاتجاه المعاكس لمضامين تغريدة غرينبلات.
ثالثا: هل ننام على حرير 'تطمينات' غرينبلات أم ننظر الى ما يفعل رئيسه، وقد تخطى هذا الأخير حدود الانحياز الأعمى لاسرائيل الى التماهي مع سياساتها؟! وأظن أن الأدلة تشير الى نفسها بذاتها، بدءا من نقل سفارة واشنطن الى القدس مرورا بالاعتراف ب'سيادة' اسرائيل على الجولان، وصولا الى ازالة صفة الاحتلال عن الضفة، تمهيدا لضمها.
رابعا: لوحظ في الآونة الأخيرة تركيز كوشنر وغرينبلات على الطروحات 'غير التقليدية' في مضامين صفقة القرن. وبناء على ما سبق، فانه ليس بلا أساس الاعتقاد بأن 'الصفقة' ستكون غير تقليدية بالفعل في انحيازها الى باطل الاحتلال. نحن أمام رئيس يختلف عمن سبقوه، حتى بالمعايير التقليدية المتعارف عليها للرؤساء الأميركيين. فالرجل يتعامل بالسياسة وفق منطق تاجر العقارات، وليس واردا في حساباته أي تقدير، ولو في الحدود الدنيا، للحقوق وحقائق التاريخ والجغرافيا.
عودا على بدء، أعتقد أن مقصود غرينبلات في تغريدته ليس طمأنة الأردن، بقدر ما يتعلق الأمر بتوجيه رسالة مبطنة فحواها: حبذا لو تتوقفوا عن هجاء صفقة القرن، وانتظروا مع المنتظرين موعد اعلانها قريبا!!!

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012