أضف إلى المفضلة
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
بحث
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : ورحل عبداللطيف عربيات

27-04-2019 09:56 PM
كل الاردن -

حاولت ان امنع نفسي من الكتابة بعد ما كُتب عن الراحل الكبير عبداللطيف عربيات ، فانا ومثلي كل الشعب الاردني تعودنا للاسف على ' الرثاء وذكر المناقب ' بعد رحيل القامات الوطنية وبعد ان نكتشف كم قصرنا معهم ولم نوفهم حقهم خلال حياتهم ، فنبدأ بالرثاء وذكر المناقب ولكن بعد فوات الأوان وبعد انتقال تلك القامات الوطنية الى رحمته تعالى في ضيافة رب العباد .

عبداللطيف عربيات لم يكن يوما رئيسا للوزراء ولا وزيرا ، ولم يكن من اصحاب الملايين والشركات ، ولم اسمع يوما انه من اصحاب المغلفات وكتاب القطعة ممن يدعون انفسهم كتابا او اعلاميين ، لا بل لعلي اقول انه كان يتجنب الظهور واستراق الاضواء في الوقت الذي كان يملك كل مقومات ذلك بشرف ونزاهة وانتماء حقيقي لوطنه ودينه .

اما وقد رحل عنا راضيا مرضيا فلا بد من قول كلمة حق امام الله سبحانه وتعالى وامام الشعب الاردني ' المبتلى بالعديد من 'اشباه المسؤولين ' لعل يكون من تاريخه ورحيله عبرة لنا جميعا وقدوة نسير على نهجها الوطني بعد ان فقدنا من يملأ الفراغ منذ رحيل الشهيدين هزاع ووصفي وصديقهم المشير حابس .

يقال ان ثلاثة ملايين اردني ' رثوا ' الراحل الكبير وانا اجزم ان غالبيتهم العظمى لا تربطهم به اي علاقة شخصية او حتى معرفة عن قرب ، ولعلي انا كاتب هذه الكلمات لم التق به الا عدة مرات في مناسبات عامة ، ولكن بنفس الوقت اكاد اجزم ان من نعى ورثى الراحل ' نعى ' نهج وسيرة ' وطنية ملتزمة ونظيفة ومؤمنة بوطنها مبتعدة عن المكاسب الشخصية قدمت باخلاص ما تؤمن به من اجل وطنها ودينها ، ولا تبتغي ارضاء جهة عليا او دنيا ، ففاز في الدنيا ونرجو الله له الفوز في الاخرة .

عبداللطيف عربيات اعاد اليوم لنا ' بفقدانه ' الامل بأن الشعب الاردني لا ينطلي عليه تزييف بعض وسائل الاعلام الرسمي ومسلسل التشكيك برجالات الاردن واحيانا تخوينهم ، واثبت لنا بدون ادنى شك ان الشعب الاردني قادر على التمييز بين الغث والسمين وبين الوطنيين وتجار الاوطان ، وبين الشريف والفاسد ، وبين المهرج والحكيم وبين صيادي الفرص والمكاسب والزاهد في سبيل وطنه ودينه .

بالامس تخيلت بعض الاسماء التي صالت وجالت ونهبت وطننا دون حسيب او رقيب ، تخيلت ماذا ستكون ردة فعل الشعب الاردني عندما يسمع انهم رحلوا الى اخرتهم 'غير مأسوف عليهم '؟ كم ستكون فرحة من ظلم بسببهم ومن يعاني من نتائج سياساتهم ؟ وكم منافق ومسحج سيرثيهم ويمجدهم خاصة اذا كانوا قد اورثوا مواقعهم لابنائهم كون نظرتهم للوطن كمزرعة.

اخيرا انا ومثلي كثر لا يعنينا كثيرا ' ارتباط ' الراحل حزبيا بجماعة معينة او حزب معين ، وان كان ذلك يعطي مؤشرا ايجابيا للجهة التي ينتمي لها فكريا ، وليس كما حاول البعض التشويه لتلك العلاقة او الجهة ، ولكن ما يعنينا اليوم ان التاريخ والشعب لا يمكن التلاعب به كما يشاء البعض ، وان سيرة الانسان وعمله وانتماءه سيفرض نفسه فلا يعقل ان شعبا كاملا يرثي ' شخصية وطنية ' يكون مخطئا ، فهل يكون فقدان الراحل الكبير عبرة لكل ذي
بصيرة ممن امتحنهم الله ويجلسون فوق رقاب العباد متناسين حساب شعوبهم قبل حساب خالقهم ؟!.
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-04-2019 12:15 AM

صح 100%

2) تعليق بواسطة :
28-04-2019 12:19 AM

الغرباء ؟؟

3) تعليق بواسطة :
28-04-2019 11:19 PM

مقال يعبر عن واقع الحال لوطن بعض مسؤوليه بعيدون عن مخافة الله في ضوء افعالهم التي لا تصب في مصلحة الوطن والشعب

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012