08-05-2019 09:00 PM
كل الاردن -
يبدو ان رئيس الوزراء عمر الرزاز يحاول القفز في الهواء في محاولة اخيرة لانقاذ حكومته او على الاقل لاطالة عمرها على امل ان تقدم ' اي شيء ' قد يسجل لها بعد الاخفاق الكبير لادائها في مختلف الملفات وبعد ان خذل الرئيس ' نسبة كبيرة ' من ابناء الشعب عندما تفاءلوا باختياره رئيسا لحكومة تخلف حكومة استقالت بعد حراك شعبي كبير ، وعليه تطالعنا الاخبار بقرب تعديل ثالث على حكومته التي لم يمض عام واحد على تشكيلها الاول.
عندما قرأت ان التعديل الوزاري سيكون من اجل ' مزيد من التنسيق والانجاز والاهم استعدادا للمتطلبات القادمة ' هنا من حقي كمواطن ان اتساءل عن اي متطلبات واستحقاقات قادمة ؟ وهل هناك ما يجهله الشعب الاردني ويعلمه رئيس الحكومة او صناع القرار وعليه يجب ان نستعد له ؟ وهل هناك استحقاقات ستفرض على الاردن ؟ في هذه الايام تحاول امريكا تصفية القضية الفلسطينية وخلق اوطان وليس وطنا بديلا للاشقاء الفلسطينيين ؟
هل تستعد الحكومة لمواجهة ' الشعب ' المطالب بالاصلاح والرافض للسكوت والتسويف ؟. يقال فاقد الشيء لا يعطية ، واذا كانت الحكومة بشكها الحالي فاقدة للولاية العامة كما نص الدستور عليها فهل تبديل اسماء او ' طواقي ' في مجلس الوزراء يمكن ان يعيد الولاية العامة للحكومة ويمكن ان يفتح ملفات الاصلاح ابتداء من الدستور وانتهاء بقوانين الحريات العامة والانتخاب، وينهي نهجا فشل في ادار الدولة لاكثر من عقد حمل الشعب والدولة اثقالا اضعفتها وحدت من قدرتها على المناورة والاحتفاظ بدورها الاقليمي على الاقل خارجيا ، وافقد المواطن ثقته بمعظم مؤسسات الدولة والقائمين عليها.؟
خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة قامت الحكومة بسلسلة اجراءات ' تشبه ابر التخدير ' ليس من اجل عيون المواطن ، وليس من اجل التخفيف عليه كما يحاولون اشاعة ذلك ، لان الحقيقة هي خوفهم من خروج الشعب في شهر رمضان المبارك كما حصل العام الماضي حيث فرض الشعب اقالة الحكومة وقتها ووقف بعض قراراتها ، ولكن للاسف فمن جاء خلفا لمن رحل لم يقدم شيئأ الا مزيدا من الاعباء ومزيدا من التراجع العام .
اليوم اطلت علينا الحكومة ' بموضوع التعديل الوزاري ' ويمكن ان يأخذ هذا الموضوع عدة ايام حتى ينشغل الرأي العام به وربما يتردد البعض في الخروج الى الرابع انتظارا للاعلان عن التعديل ، وهنا لن اكون مبالغا اذا قلت ان التعديل المتوقع ربما هو السبب الذي سيطيح بحكومة الرزاز وسيفرض حكومة انقاذ وطني خاصة اذا ' تم احضار اسماء مكررة واسماء طارئة ' تتردد اليوم .
وحتى لا نبقى نكرر انفسنا، الاردن اليوم فعلا بحاجة الى قيادات مرحلة من شخصيات وطنية وصاحبة ولاية وقرار وانتماء وطني مقدم على كل شيء تفتح كل ملفات الاصلاح والمحاسبة ولا تتوقف عند رغبات اي جهات او افراد ، هذا فعلا اذا كنا نريد ان نكون مستعدين لمرحلة خطيرة اقليميا ، واصلاح حقيقي يقود لتقوية جبهتنا الداخلية وينهي حالة توهان اجتماعي وتؤسس لمرحلة بناء اقتصادي .