أضف إلى المفضلة
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
بحث
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : الصفيح الساخن وصفقة القرن

15-05-2019 09:30 PM
كل الاردن -


منذ بداية العام تحديدا ومع تأجيل الاعلان عن صفقة القرن اكثر من مرة ، كان واضحا ان هناك مخططا امريكيا مقصودا يستهدف ' تسخين المنطقة ' من خلال الملف الايراني بحيث تكون النتائج النهائية لصالح ما يسمى صفقة القرن ، وفرضها على الدول العربية والاسلامية دون ادنى اعتراض لا بل مع دفع كامل التكاليف المالية التي تتطلبها الصفقة لتهويد فلسطين وخلق اوطان بديلة ودفع تكاليف تسخين المنطقة وخاصة اي حرب قد تحدث بين الولايات المتحدة وايران .

عندما حذرنا من تدمير بعض الدول العربية ذات العمق الاستراتيجي والعسكري وتم تحييد اكبر دولة عربيه سكانيا ، وتم استنزاف مئات المليارات من موازنة الدول النفطية لخدمة الصناعة العسكرية الامريكية من اجل تدمير دولنا العربية ، كان كل ذلك واضحا لكل ذي بصيرة بأن الهدف النهائي هو ' تهويد فلسطين ' وسيطرة الكيان الصهيوني على منطقتنا وانهاء حلم او فكرة وجود قوة عربية او ما يسمى وحدة حتى في المستقبل المنظور .

ولعل الاخطر ليس فقط تهويد فلسطين وسيطرة الكيان الصهيوني ، بل لعل المخطط الطبيعي في مثل هذه الحالات العمل على تشويه الدين وملاحقة من يؤدي عبادة ولا استبعد اعادة انشاء محاكم ' التفتيش ' في بعض دول المنطقة بعد ان بدأت انظمة كانت تتحدث بانها تحمي الشريعة وتقيم الحدود ، واليوم تستورد المحظور وقد تلاحق من يذكر بالشريعة.

ايران ليست دولة صغيرة ولا يمكن اعتبار تدميرها او تحييدها امرا بسيطا الا اذا تم استخدام القنابل النووية الصغيرة ، ومع ذلك مخطئ من يعتقد ان القضية ستنتهي هنا وان ايران ستترك المنطقة لامريكا واسرائيل وتبحث عن مساعدات لاعادة الاعمار ، وعليه فلا استبعد ان لا تتأخر ايران عن استخدام كل الوسائل التي يمكن ان تؤثر على مجريات اي حرب عليها خاصة وانها تملك اوراقا خارج حدودها الجغرافية واذا طبعا استثنينا علاقاتها مع روسيا وتركيا والصين وموقفهم من حرب قد تحدث .

معظم دول الخليج للاسف ستدفع الثمن غاليا ليس الثمن المادي وتكاليف الحرب والصفقة فقط ' ان تمت ' بل ستدفع ثمنا لا يمكن تصوره للحفاظ على امنها الداخلي لانها قد تكون ساحة لعمليات تخريبية وتدميرية وخير مثال على ذلك ما حدث ويحدث اليوم في افغانستان ، ومخطئ من يتجاهل ' طبيعة سكان الخليج واصولهم ومرجعياتهم الدينية ' ومقدار ردة فعلهم .

ايام قليلة وستظهر حقيقة التصعيد الامريكي في الملف الايراني تحديدا ، وحسب ما شهدناه في السياسة الامريكية في السنوات الخمس الاخيرة فهي غير مستعدة لعمل عسكري طويل ومكلف ، وهنا يمكن القول ان عملية ' عض الاصابع ' بين الامريكان والايرانيين قد بدأت وننتظر اشارة التراجع من اي منهما بعد ان يتم الاعلان عن ' مشروع صفقة ' تحت الطاولة كما يقال وسيبقى العرب خارج اي لعبة باي حال من الاحوال ومجرد صراف .
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-05-2019 10:47 PM

.
— مقال مميز بتوصيفه وتحليله للواقع السياسي الراهن بالمنطقه .

لسيدي الاخ الغالي ونبراس الوطنيه خالد بيك المجالي تقديري الدائم .

.

2) تعليق بواسطة :
16-05-2019 04:34 AM

اصل الاشياء ان تكون ايران والعرب في خندق واحد!

رغبة ايران بتصدير الثوره دفعها للعمل داخل بعض الدول العربيه فصنعت بذلك من الاخ عدو، وبات راسخاً بخلد بعض العرب انهم امام صراع بقاء، غذّا هذا الشعور تصريحات عسكر ايران العدائيه وما فعلته مليشياتها.

تمخض عن ذلك ان البعض لم يعد يعتبر اسرائيل عدوا يحتل فلسطين بقدسها ويسعى الى المزيد .

3) تعليق بواسطة :
16-05-2019 09:17 AM

رح نعرف كل شئ بعد رمضان وقبل ذلك مجرد تكهنات هنا وهناك ولكن ما يجري في الاقليم لصالح اسرائيل ..
كل عام وانتم بخير .

4) تعليق بواسطة :
16-05-2019 06:02 PM

مقال مميز غزير الممعنى و المضمون . ليس كمثل مقالات يحشون الاحرف و الكلمات دونما مضمون و امثال اولئك للاسف كثيرون . كما يخلطون الحابل بالنابل و لهم اسبابهم بذلك مبررة بالنسبة اليهم . و ليست مبررة ابدا لكل صاحب مبدأ ثابت .
تحياتي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012