أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


رداً على عصابة صفقة القرن.... بقلم : حسني عايش

بقلم : حسني عايش
20-05-2019 04:57 PM

حقاً، إنه شعب فريد لا مثيل له في العالم في صموده سوى توأمه الذي سآتي على ذكره في المقال، فمنذ أقدم العصور تعرض أسلافه للغزاة من وراء النهر، الذين قاموا بحرق مدنه وقراه وأهلهما وتدميرهم. ومع هذا صمد من بقي منه في وجه العدوان الأول وتصدى وقاوم إلى أن زال، كما يفيد كتابهم المقدس الذي يذكرهم مئات المرات. في نهاية ذلك الزمن تم تطهير وطنه منهم وتشتيتهم في الآفاق. حيث لاقوا النبذ والرفض والإحتقار والإضطهاد في أوروبا لأنهم اضطهدوا المسح، الذي لم يكن لشعب فلسطين أي يدٍ فيه في الأمرين.
وبمرور الوقت وتواتر الإضطهاد نشأت لهم هناك مسألة أو مشكلة ظلوا يبحثون لها عن حل ليستريحوا ويريحوا. وأخيراً ظنوا أنهم وجدوه وأنه حيث تمت غزوتهم الأولى، اعتقاداً منهم أنه ليس لأهله ذاكرة، أو أنهم سيرحبون بالغزاة هذه المرة، لأنهم أرقى وأقوى.
وقد بدأ لهم أن هذا الاعتقاد نجح بانتصارهم على الأشقاء سنة 1948 ، وعليهم ثانية سنة 1967. ولكنه لم يكن كذلك بالنسبة للضحية التي لم تمت بل ظلت تقاوم وتلاطم عينها مخزرهم، لدرجة أنهم رغم قوتهم الهائلة لا يشعرون أبداً بالاستقرار الوجودي ربما لأن دولتهم في الحقيقة هشة يمكن أن تزول بهزيمة حاسمة واحدة لذلك يعانون من قلق دائم من هذه الإمكانية والاحتمال. والا كيف تفسر تفوقهم على النازية والابارثيدية جنوب أفريقية بالتعامل اليومي مع الفلسطينيين.
لقد مر أكثر من مئة عام على هذا الشعب الأصيل النبيل وهو يقاوم الغزاة. دون أن يكل أو يمل. وهو إذا هدأ للحظة يعود للتصدي للغزاة بشحنة أقوى. لم ينفع معه أي اتفاق أو عرض سالباً لوطنه أو لجزء منه.
حقاً، إنه شعب فريد، فلا أحد يعرف عن شعب غيره في التاريخ ظل يقاوم الغزاة لمئة سنة وأكثر، وهو مستمر في ذلك إلى نهاية الزمان... وكأنه شعب مخلوق من الصوان أو الماس الذي لا يلين، ذلك أنه وإن بدا أن إسرائيل تبلغ أوجه قوتها ونفوذها الدولي، وتحظى بدعم امريكي مالي واقتصادي وعسكري وإعلامي وديبلوماسي وآخره صفقة القرن، وإن ذلك يكفي لاستسلامه إلا أن الجميع يفاجأون بانبعاث طائر الفينيق الفلسطيني من رقدته، محلقاً في السماء، وخازقاً لرؤوس 'الجبابرة' وكأنهم في عينه أقزام أو هُلام. لقد حول صلاته الأسبوعية العظمى في المسجد الأقصى إلى مقاومة. صارت العبادة مقاومة مفتوحة للجميع.
نعم، يبدو الشعب الفلسطيني في نظر المحللين قصيري النظر، أنه يخسر في كل مرة، لأن القرد يأكل جبنته، ولكن من قال إنه يستطيع أن يهضمها؟ إنها تتحول إلى حصوة في الكلى، أو إلى جلطة في الدماغ بنهوضه في كل مرة، وإمساكه بتلابيب العدو.
ولما كان الأمر كذلك- وهو فعلاً كذلك – فستنتهي صفقة القرن وأصحابها كما انتهى غيرها، في مزبلة التاريخ. بل إن مصير هذه الصفقة أسوأ، لأنها صادرة عن عصابة عنصرية يهودية صهيونية إسرائيلية، فاشية، داعرة، مارقة، كاذبة، سارقة، لا يثق بها العالم هي الخصم والحكم أيضاً.
ثم يأتي متذاكون أو متظاهرون بالحكمة بأثر رجعي ليلوموا هذا الشعب الصامد لأنه يضيع الفرص، وكأن المطلوب منه أن يغتنم الفرصة للتنازل عن وطنه. وكأن التنازل عنه غنيمة. يفكر هؤلاء المتذاكون أو الحكماء الرجعيون هكذا لأنهم يوافقون عليه لو كانوا محله أو يثقون باحترام إسرائيل للاتفاقيات والمعاهدات والقانون الدولي. ولذلك يضيقون على من هم منه في الشتات والمنافي التي يمنعه أحدها من العمل في أكثر من سبعين حرفة ومهنة، أو باتهامه مرة بتضييع وطنه أو ببيعه، وأخرى بتضييع الفرص.
ومع هذا وعلى الرغم من الأوضاع المأساوية التي يعيشها هذا الشعب في ظل حراب الإغتصاب والشتات والمنافي، فإنه لا يكل ولا يمل من رفض أي حل أو تسوية لا تضمن له الحق والعدل والكرامة كاملة.
ومثلما يتقرب الجبناء والعملاء والأنذال والمرتزقة في العالم إلى إسرائيل اليوم، وينافقون لها، أو يخشون نفوذها، وبخاصة في أمريكا، سينقلب الوضع رأساً على عقب بعد التحرير الذي سيؤدي إلى تحرير أمريكا والعالم تلقائياً من الصهيونية وإسرائيل. وسيتحرر ويفتخر كل شخص أو حزب أو جماعة... بعد ذلك بعلاقته الإيجابية السابقة بفلسطين من مثل أن أمه كانت فلسطينية، أو كان جاره، أو صديقه، أو معلّمه، أو أستاذه، أو شريكه... فلسطينياً.
في أثناء ذلك يجب أن نتذكر ولا ننسى أبداً أنه لا يوجد سوى شعب آخر طبق الأصل عن شعب فلسطين في الصمود والرفض والمقاومة، وهو ليس مجرد شعب شقيق كبقية الشعوب العربية، وإنما توأم له ومن الطين نفسه، وهو الشعب الأردني الذي يستجيب لكل صرخة أو أنّه منه، فلا يتأخر عن الدعم والمساعدة والمشاركة. فما أصدق هذا الشعب وما أجمله!!!
قد يبدو هذا الرد على الصفقة عاطفياً، ولكن من قال أن العواطف لا تحرك الجبال، ولا تزلزل الدول والأركان. إن عاطفة فلسطين جينية فلا تضعف ولا تنطفئ ولا تموت بل تنتقل من جيل إلى آخر. إن الاسكا هي الحل.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-05-2019 04:58 PM

لا يوجد صفقة قرن ولا يوجد صهاينة ولا يوجد شيء اسمه دويلة الصهاينة ولا يوجد تركيع امريكي لو لم يكن هناك من العرب من يتامرون

2) تعليق بواسطة :
24-05-2019 12:08 AM

رئيس فلسطين قال انه يجب علينا حماية الاجيال الاسرائيلية مستقبلا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012