أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الدكتور البراري يكتب عن مؤتمر البحرين

بقلم : د حسن البراري
24-05-2019 05:38 AM

لا يخفى على مراقب أن مؤتمر البحرين المزمع عقده في الأسبوع الأخير من الشهر القادم يأتي في سياق الاعداد لصفقة القرن التي نُفذت أهم بنودها ولم يبقى سوى اشهارها بعد أن يتم العثور على الممولين أو المانحين. فهناك انطباع غربي وخليجي بأن حاجة الأردنيين والفلسطينيين الاقتصادية تمثل كعب أخيل، وبالتالي فإن التلويح بجزرة كبيرة سيكون حصان طروادة لاختراق جدار معارضة الأردنيين والفلسطينيين لمحاولات تصفية قضية فلسطين لصالح إسرائيل.

هذه الخطوة التطبيعية من جانب بعض الدول العربية ليست مستغربة، فقبل فترة بسيطة سربت محطات التلفزة الإسرائيلية شريط فيديو لحفل الانوار 'الحانوكاه' وفيه عدد من الإسرائيليين المتدينين يحتفلون في البحرين مع عدد من البحرينيين الذي شبكوا أيديهم مع الإسرائيليين على أنغام أغنية عبرية تقليدية تناسب مثل هذه المناسبات. فبالإضافة إلى الأردن ومصر اللتين تقيمان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل هناك العديد من الخطوات التطبيعية التي تمت وتتم بين إسرائيل وعدد من الدول الخليجية مثل عُمان والسعودية والبحرين والإمارات.

للأسف لم تعلن حكومة عمر الرزاز عن موقف واضح حيال المشاركة الأردنية وأبقت الباب مواربا، وهذا موقف يتناقض مع لاءات الملك الثلاث وكذلك يتناقض مع موقف الرأي العام الأردني الذي يرفض صفقة القرن ويرفض مشاركة الأردن في مؤتمر تفريطي يرى بأنه من الممكن شراء الموقف الأردني. هل يمكن شراء الأردن؟ هذا سؤال بل رهان عند البعض لأن صفقة القرن ستفشل إن عارضت الأردن وفلسطين. موقف الفلسطينيين على هشاشة شبكة تحالفاتهم جاء قويا، فلم يرفضوا المؤتمر فقط بل قالوا بأن أحدا ليس مخولا للحديث نيابة عن الفلسطينيين. فالمؤتمر الذي يتحدث عن تنمية الضفة الغربية والاستثمار بها مرفوض من أصحاب الشأن.

هكذا وبجرة قلم تخلى العرب عن مبادرتهم للسلام التي استندت إلى معادلة إقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع. وهكذا ينتصر اليمين الإسرائيلي على هذه الدول العربية التي هرولت لكسب رضا تل أبيب كما يظهر في الفترة الأخيرة. وفي نفس السياق تمكن كوشنر من اللعب على مخاوف هذه الدول وحاجتها للولايات المتحدة لدفعها إلى التقارب مع إسرائيل والموافقة على مؤتمر اقتصادي نعرف جيدا بأنه يسعى للحصول على أموال عربية لتغطية تكفين القضية الفلسطينية مرة وللأبد.

لن ادخل في تفاصيل الخطة الامريكية – وأنصح هنا قراءة تقرير هام نشره مركز بروكينغز قبل يومين ينتقد المقاربة الأمريكية – لكن سأتوقف عند اخطار هذا المؤتمر على الأردن. أولا، يأتي هذا المؤتمر بعد أن رفضت أمريكا اطلاع الأردن على الشق السياسي من صفقة القرن وهو أمر اشتكى منه الملك عبدالله بمرارة في اكثر من لقاء. وكأن الأردن في جيب الأمريكان، هكذا تصرف كوشنر وغرينبلات. ثانيا، المؤتمر ليس موجها للأردن بل للدول الخليجية الثرية التي ستتكفل بالكلفة الاقتصادية لخطة صفقة القرن، فلماذا يشارك الأردن في مؤتمر من هذا النوع، والأفضل أن ينأى الأردن بنفسه جانبا عن هذا المخاض العسير. ثالثا، في حال رفض النظام الأردني المشاركة بالمؤتمر يمكن له أن يتصالح مع شعبة ويتماهى معه في موقف لا يحتمل التأويل، فالمشاركة تعني المباركة لهذه الجهود وحتى وإن ألبست لبوس المشاركة فقط كما يذهب إلى ذلك بعض السذج الذين يطالبون الأردن الا يكون غائبا حتى لا يكون الحل على حسابه! المعذرة الحل سيكون على حساب الأردن!

صحيح أن الأردنيين والفلسطينيين يعانون من انكشاف كبير إلا أن هذا الضعف يمكن أن يتحول إلى نقطة قوة في حال رفض الصفقة والمؤتمر معا. بمعنى نستطيع افشال الخطة وهذا يتطلب حكومة قوية ونخبا حاكمة من نوع مختلف، والحق أن النخب الحاكمة تم انتاجها في الفترة السابقة تمهيدا للتعامل مع تصفية القضية الفلسطينية. وربما يتعين على جلالة الملك أن ينتبه إلى ضرورة تنظيف الحكومة من عناصر تستمع للإمارات والسعودية حتى لو لم يأت ذلك في سياق خدمة مصالح الأردن. وهي نخب امتهنت ثقافة الاستسهال وعدم القدرة على التفكير خارج الصندوق. لذلك عادة ما يقولون بأن ليس أمام الأردن معارضة داعميه، وشخصيا التقيت بشخصيات سياسية مرموقة متشربة بثقافة الانهزامية.

الأهم أن مشاركة الأردن ستنسف لاءات الملك الثلاث ولن يستمع إلينا العالم في قادم الأيام، فهناك من يقول أن القوم في السر غير القوم في العلن وربما جاء الوقت لتقطع جهيزة قول كل خطيب. لاءات الملك الثلاث التي يتماهى معها الاردنيون ينبغي أن تشكل بوصلة التحرك الأردني وبخاصة في مواجهة الحلفاء. التراجع عن هذه اللاءات تحت أي مسوغ سيفاقم من فجوة الثقة بين المواطن والدولة.الاردن 24


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-05-2019 01:29 PM

لو كان المؤتمر في الدوحة؟الدولة الخليجية الوحيدة ضد التطبيع مع اسرائيل هي دولةالكويت
على الشعب الاردني ان يضع وطنه بين عينيه والا يتبع اي رأي منحاز الى اي طرف من اطراف النزاع في الخليج العربي لأنهم والله لا تهمهم لا الاردن ولا فلسطين فهم يبحثون عن مصالحهم فقط.

2) تعليق بواسطة :
24-05-2019 07:14 PM

لا فض فوك احترمك وخير الكلام

3) تعليق بواسطة :
24-05-2019 11:28 PM

اذا كان عدم مشاركه الاردن في الموتمر سيضاعف هشاشه الاقتصاد الاردني ويزيد من معاناه عامه الناس, لكن ستبقى عدم المشاركه الورقه الرابحه بيد الحكومه وتحقيق غايتيين : كسب ثقه الشعب واحترامه, وثانيا ان عامه الشعب سيتحمل بكل صدر رحب ما سيوول اليه الوضع الاقتصادي من سوء باعتباره ثمنا لموقف وطني مشرف .

4) تعليق بواسطة :
25-05-2019 10:48 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012