أضف إلى المفضلة
الخميس , 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : سايكس بيكو " وشعوب تائهة "

26-05-2019 09:30 PM
كل الاردن -

مئة عام ونيف مضت على تقسيم الوطن العربي بعد انتهاء الخلافة العثمانية الاسلامية ، ومئة عام على استحداث دول عربية تنفيذا لمخطط ' استعماري ' صهيوني على امتداد ساحة الوطن العربي من المحيط الى الخليج ، ولعلي لن اكون مخطئا اذا قلت ان التسمية الصحيحة لمعظمها هي ' مزارع العالم العربي ' وليس دولا كما اعتقدنا لقرن من الزمن ، بعد ان اوجدنا لكل منها نظاما وعلما ونشيدا وطنيا وجنسية اصبحت هي ' البديل ' لما يجمع الامة من تاريخ ودين ولغة .

عندما انظر اليوم الى عالمنا العربي وما يحدث فيه استطيع ان اؤكد ان المخطط الصهيوني للاسف ينفذ بأيدي ابناء الامة ، فبعد ان اوجدنا انظمة معظمها ديكتاتورية تملك الاوطان والخيرات لها جيوش ومؤسسات امنية مهمتها الاولى حماية الانظمة والتصدي لاي محاولة من قبل شعوبها للتحرر من عبودية تلك الانظمة وقمع وملاحقة اي مواطن عربي يعارض او ينتقد تلك الانظمة ، والمهة الثانية التآمر على اشقاء والتدخل بشكل سافر وضرب اي شعب عربي او نظام حكم قد يخرج عن دائرة العبودية وقد يرفع صوته يوما ما ضد ما يحدث لهذه الامة والشواهد كثيرة على امتداد الساحة العربية وطيلة القرن الماضي .

وحتى تكتمل الصورة فبعد ان انعم الله سبحانه وتعالى على هذه الامة من خيرات فلم تتوقف بعض الانظمة عن استغلال تلك الخيرات لحساباتها الخاصة وافساد الاوطان ، بل اصبحت تلك الاموال والخيرات نقمة على الاشقاء فقد اصبحت هي الممول لتدمير الدول وتشريد الشعوب وتشغيل مصانع الاعداء واكثر من ذلك فقد اصبحت بسبب سياسة الانظمة الديكتاتورية سببا لاعادة استعمار الوطن العربي عسكريا وليس سياسيا واقتصاديا وثقافيا فقط .

الشعوب العربية اليوم ' تائهة ' بعد ان تم تعبئتها قطريا ومناطقيا وطائفيا ، وما يحدث في بعض الاقطار العربية اكبر دليل على التغذية لتلك النعرات وصناعة الاعداء وتفتيت اي محاولة وحدة عربية وكل ذلك لخدمة الانظمة الديكتاتورية وفي النهاية يصب في صالح المشروع الكبير بتهويد فلسطين وتفتيت المفتت كما يقال بزيادة عدد الهويات والحدود السياسية في
العالم العربي حتى لا نستغرب يوما اذا اصبحنا عشرات 'المزارع' قصدي الدول .

عندما ثارت بعض الشعوب العربية قبل قرن ونيف على الحكم التركي ' بسبب سياسة حزب الاتحاد والترقي ' اعتقد الكثير من تلك الشعوب ان الامة تسير الى التحرر والحرية واعادة امجاد الامة ، الا انهم اليوم وجدوا انفسهم في ضياع وتوهان بدون اهداف وطنية او دينية ، وفقدوا اي هوية حقيقية للامة فاصبحت بعض الشعوب تنسب لعائلة الحاكم احيانا ، وهذا لم يحدث في زمن رسولنا الكريم والخلفاء الراشدين ، فهل بعد ذلك يعتقد البعض ان الشعوب ستدافع عن حاكم ' ظالم ' في الوقت الذي اصبح الدفاع عن الدين والهوية الاسلامية والعربية جريمة في معظم الاقطار العربية .؟

ساختم مقالي اليوم بفقرة قد يجدني البعض مبالغ فيها وغير منصف ولكني اجدها حقيقة وواقع ، فمن يتابع ردود فعل الشعوب العربية على التطور الشامل الذي تعيشه تركيا او ماليزيا الاسلاميتان فاننا نجد انفسنا امام شعور يدعو الى وحدة الامة الاسلامية بغض النظر عن الحاكم واصله وفصله ، فقد تسبب البعض بتعبنا وضياعنا كأمة فلعل التاريخ يعيد نفسه ويظهر من يوحد هذه الامة وينهي الهويات القطرية ويجمع الامة تحت راية واحدة .
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-05-2019 10:17 PM

عاش بيان العسكر

2) تعليق بواسطة :
27-05-2019 12:16 AM

من وين بده يجي الخير ...................؟

3) تعليق بواسطة :
27-05-2019 11:37 AM

العدو الاول والاخير للعديد من الشعوب العربيه التائهه والمدجنه هو أنظمتها الدكتاتوريه
وتقبل الله طاعاتكم اخ خالد .

4) تعليق بواسطة :
27-05-2019 09:17 PM



رد من المحرر:
شكرا لك اخي الكريم ..وكل عام وانت بخير . كلمة " عشرات " يعني 3 عشرات فاكثر ...كل الاحترام

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012