أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


السياسة الاردنية الحكيمة وقراءات المستقبل

بقلم : عيسى الخزاعلة
02-06-2019 12:12 AM

كشفت زيارة كوشنير - غِرُّ السياسة الامريكية - الى عمان الاسبوع الفائت ان الموقف الاردني الرسمي اكثر صلابة من ذي قبل وعلى عكس ما كان يشاع. وهذا الموقف الاردني القوي الذي توقعناه يبعث في النفس الطمأنينة حيث يعكس رغبة الشارع الاردني والفلسطيني. واثبتت السياسة الاردنية ايضا انها قريبة جدا من نبض الشارع رغم التشكيك الذي ظهر في الاشهر الماضية والتي رافقت الحديث عن ما يسمى صفقة القرن.

في زيارة الفتى كوشنير وقف الاردن الرسمي بقيادة جلالة الملك موقفا يحاكي موقف الشعبين الاردني والفلسطيني حيث انهما - اي الشعبين- يرفضان هذه الصفقة المزعومة بكل تفاصيلها. فكلا الشعبين يقفان موقفا قويا رافضا لهذه الصفقة وداعما للموقف الهاشمي الذي يتمحور حول ان القدس عربية وفلسطين عربية وان الاردن لن يكون وطنا بديلا لفلسطين وان الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية خط احمر لا يمكن العبث به.

صلابة الموقف الاردني لم يكن يتوقعها كوشنير هذا ولا حتى ترمب ولن اجانب الحقيقة اذا ما قلت ان هذا الموقف الاردني سيعيد حسابات الامريكان وهذا ما يؤكده المثل البدوي الذي يقول ان ' القمرا ما تيجي على هوا الساري' اي ان ما كان يتوقعه الامريكان من طراوة في الموقف الاردني لم يحصل بل وجد الامريكان رفضا اردنيا واضحا حيث ان جلالة الملك اكد بشكل واضح على حل الدولتين.

يبدو ان الاردن الرسمي يعي بشكل لا لبس فيه الدروس من العلاقة مع الامريكان طوال السنوات الماضية وان امريكا حليف غير نظيف لا بل ينحاز الى الكيان الصهيوني بشكل واضح. وهنا لا بد من الذكر ان الاردن ومنذ تأسيس الدولة الاردنية اثبت انحيازه وبشكل مخلص لقضايا الامة العربية وخاصة قضية فلسطين الحبيبة. ولا ننسى وقفة الملك حسين رحمه الله قبل غزو العراق والذي رفض رفضا قاطعا المشاركة في ضرب العراق الامر الذي جعل الامريكان يهددون الاردن بانه لن يكون له اي دور في اية محادثات تهم المنطقة في المستقبل وكان رد الملك حسين واضحا وقويا حيث اكد انه لا يوجد قوة في العالم تستطيع تجاهل الاردن وذلك لموقعه الاستراتيجي واهميته بين دول المنطقة وهذا ما حصل فعلا فقد عاد الامريكان يحاورون الاردن مجبرين وليسوا مخيرين.

تعرض الاردن لضغوطان كثيرة وما زال من اجل التنازل عن دعمه لقضية فلسطين. فالامريكان يعملون ليل نهار من اجل ايصال الشعب الاردني الى مرحلة رفع الايدي عاليا مستسلمين لارادة الامريكان ومن ثم القبول بما يسمى صفقة القرن. ولكن نحن كاردنيين قيادة وشعبا اضحينا اكثر ايمانا ان ارادة الشعب اذا ما التف حول القيادة لا يمكن كسرها مطلقا من قبل اي قوة في العالم. وقد ثبت ذلك في صراعات امريكا في دول مثل فيتنام عندما توحد الشعب والقيادة واوقعوا بالامريكان شر هزيمة في تاريخ امريكا في القرن الماضي.

هناك من يراهن وخاصة بعض العرب على خضوع الاردن لما يخططه الامريكان والصهاينة ولكن جميع الاحداث في السابق اثبتت ان الاردن عصي على جميع التهديدات والاغراءات ولن يقبل التفريط بهوية الاردن وفلسطين ولا اسلامية وعروبة القدس. واعيد ما قاله سياسي اردني في هذا السياق من ان 'الرزق على الله' ولن يموت الاردني جوعا فالحفاظ على فلسطين كوطن للفلسطينيين والاردن كوطن للاردنيين هو همنا جميعا.

وهنا يجب التأكيد ان التفاف الشعب حول القيادة شيء مهم لدعم الموقف الاردني الداعي لقيام الدولتين دون المساس بالهوية الاردنية والوصاية الهاشمية على المقدسات.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012