18-06-2019 08:30 PM
كل الاردن -
لا شك ان الكثير من ابناء الامة لم يتوقعوا هذه النهاية المأساوية لاول رئيس مصري منتخب ، وربما ان هناك من اعتقدوا باحتمال استمرار حبسه سنوات اضافية او تمارس المزيد من الضغوط للافراج عنه بعد تدهور صحته كما كان يبدو عليه في الاونه الاخيرة ، اما ان يغادر هذه الدنيا بهذه الطريقة والمكان فقد صدم الكثير من ابناء الامة حتى وان اختلفوا معه سياسيا او مع تنظيم الاخوان المسلمين الذي ينتمي له .
هنا لنتذكر ان الرئيس المنتخب حكم مصر عاما واحدا ..وحسب كل التقارير فقد انجز الكثير داخليا واسس لمرحلة تنمية اقتصادية لم يكتب لها ان تستمر ، والاهم ان فوزه كان رسالة قوية لكثير من الانظمة العربية ان ثورة الشعب المصري ستصل اليهم وسيكون هناك ربيع عربي حقيقي ينهي فترة احكام عرفية في كثير من دولنا العربية ، ولكن كما يقال ' هيهات ' .
نعم فقد بدات المؤامرة على الرئيس مرسي منذ اليوم الاول لحكمه ، وبدأ التحضير للانقلاب عليه داخليا وخارجيا ، فبدأ الاعلام الموجه حملته بالتشكيك بقدرته على الحكم ، وهناك من كان يقول ان تنظيم الاخوان هم من يحكمون مصر وليس مرسي ، وبدأ بشكل متزامن التنسيق مع بعض الانظمة العربية المرعوبة من التجربة المصرية استعدادا للانقلاب على الرئيس المنتخب وهذا ما حصل بعد عام عندما خرج الى ميدان التحرير ' وحسب كل الاحصاءات المستقلة اقل من مليون مصري جعل منهم الاعلام الكاذب والموجه عشرين مليونا لاسقاط مرسي .
يقال بأن تكلفة الانتفاضة المبرمجة ضد الرئيس المنتخب كانت ' 7 ' مليار دولار دفعت من دول عربية ، طبعا ما كانت ستنجح المؤامرة لولا الترتيب مع قيادة الجيش الذي حاصر الرئيس ووضعه في السجن ثم الهجوم على معتصمي رابعة وقتل مئات المصريين الرافضين للانقلاب وبعدها تم سجن وملاحقة الالاف من ابناء الشعب المصري حتى اصبحت مصر كما نشاهدها اليوم دون ' تعليق ' سياسيا واقتصاديا .
افشال التجربة المصرية كما تابعنا جميعا قضى على كثير من آمال معظم هذه الشعوب بالتحرر وانقاذ اوطانها من ديكتاتوريات تحكمت بمصير شعوبها ، والاخطر من ذلك فقد بات هناك قناعة ان المخطط بعد نجاحه في مصر يجب ان ينتقل الى معظم الاقطار العربية وبدأت التحولات في سوريا واليمن وليبيا وحتى تونس ، وهنا تنفس الصهاينة الصعداء كما يقال ، وبدأ العد التنازلي للانقضاض على فلسطن وعروبتها ومقدساتها , وها نحن نشاهد اليوم ما يحاك ضدها وضد الشعوب العربية بمباركة بعض الانظمة العربية وبتمويل من ثروات الشعوب المقهورة .
رحل الرئيس المنتخب ولا نعرف سبب موته الحقيقي ولكن النتيجة واحدة في ظل انظمة حكم معظمها استبدادي ولكن لم ترحل تجربة مصر وتونس مثلا ، وصحيح ان معظم الشعوب العربية اليوم مغلوبة على امرها بسبب انظمة ديكتاتورية ولكن ما زال هناك امل بأن يحدث امر ما تنهض من خلاله هذه الامة من سباتها تنهي قرنا كاملا من التراجع والقهر ، فتاريخ هذه الامة التي لن تموت ما زال حاضرا امامنا .
اما الرئيس المنتخب فلا نملك اليوم الا الدعاء له بالرحمة وان شاء الله سيكون رحيله درسا وعبرة لكل انسان صادق مع نفسه ودينه ووطنه .