أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


سياسي نصب اعواد مشنقته بنفسه!

بقلم : بسام الياسين
19-06-2019 12:14 AM

{ عُرفي ببزة مدنية.كان من المُبشرين ( بأنهارٍ من عسلٍ مُصفى ) ” يوم عربة.وهو اليوم يُمجِدّ ” جنة المنامة ” لإن ( فيها من كل الثمرات ). اللافت فيه انه لم يلتف لبلوغه ارذل عمره وان عزرائيل يقف على عتبة بيته…تُرى بأي وجه سيقابل ربه، بعد ان اراق ماء وجهه امام خلقه }.

في زفة فضائية.طلع علينا احدهم ممن اكل عليه الدهر و شرب، حتى انه لو ذهب لدائرة الترخيص لشُطب،وتم تحويله الى الـ ” سكراب “،فقد دخل دوامة الخَرَفَ، رغم تصنعه الحكمة وتبجحه بامتلاك علم الاولين و الآخرين . ملامحه جامدة،تقاطيعه كمقبرة دارسة، مُحيت اسماء شواهدها،نظراته زائغة،شيخوخته قلقة من خطايا متراكمة، تصورها الآية الكريمة بدقة متناهية :ـ { وجوه يومئذٍ باسرة ( كالحة ) * تظن ان يُفعلَ بها فاقرة( مصيبة ) }.كل ما فية منسوخ لانتهاء صلاحيته،عدا لسانه،ما زال يتلوى كأفعى في حلقه.

لاحظ المشاهدون غلبة الاسفاف على لغته،مع سيطرة كاملة لـ “الانا ” المتورمة على حديثه.ما ترك انطباعاً انه كباقي النخبويين الذين جاؤوا صدفة او محمولين على محفة الواسطة او هبطوا من ظهر دبابة المحسوبية،سطحي الفكر والتفكير ، ثم جاءت دفاعاته عن قناعاته ، ليست مجروحة بل مفضوحة رغم محاولته عرض جمالياته وإخفاء قبحه.فكلامه اشبه بمذكرات الساسة المطرزة بالادعاءات والمشغولة على نول الفبركة،لكنه كان بارعاً في البلاغة، شأنه شأن ” شلة حسب الله “، فحكي عن بطولات دنكيشوتية خارقة مع ان تأثير بعرة اكثر اثراً من “هيلماته”. ناهيك ما طمسه من حقائق وزوره من وقائع في سياق اقواله.

عند تحليله،تلحظ ان لفظه يسبق تفكيره. لهذا كثرت مطباته وتعددت زلاته. فكانت اندفاعاته العصبية و العُصابية مخجلة.المصيبة عندما دخل المناطق الملغومة، لإعطاء نفسه اهمية،اهان نفسه وادان تاريخه،لذلك كان يلجأ للصراخ بين الفينة و الاخرى، لتغطية هفواته و لم يدر ان زعيقه اشبه بزعيق الأرانب المرعوبة، يوم ترى لمعة السكين،و صورته المخزونة في عيون المظلومين اشد من المرآيا سطوعاً الا ان رنة حزنه وشت بعدم شعوره بالأمان الشخصي، و اللا استقرار النفسي،رغم تظاهره بالتماسك،فتركيبته السيكولوجية فضحت هشاشته بان الظالم يتعذب كالمظلوم نفسه، اما في الآخرة فحطب جهنم .

مقابلة ـ صاحبنا ـ لم تكن مقابلة صحفية بل مرافعة للدفاع عن ماضيه. تحدث فيها على طريقة سيء الذكر صلاح نصر.فالبرغم ان ذلك ـ الديكتاتور الصغير ـ كان في قفص الاتهام،محاطاً بعيون العسس وبنادق العسكر،ظل طوال الجلسة يتطاول على هيئة المحكمة كأنه غضنفر زمانه،ومصر المحروسة لم تزل في قبضة يمينه، يتكلم احياناً بلغة غير مفهومة كأنه انشتاين،عند شرحه نظريته النسبية للعامة،متهماً من لا يفهمه بالإعاقة العقلية.اما انا بقيت هادئاً مُحايداً،استمع الى تُرهاته،لمعرفة مكنونات دواخله،و تفسير حركات جسده،نبرة صوته.ردود فعله.سرعة انفعاله،توتره،هدوءه،تفاصيله الجوانية.ما لفت نظري اكثر من غيره، كآبتة،عبوس وجه،سرعة نرفزته،ترطيب شفتيه بلسانه اما لجفاف حلقه حرجاً او ان السكري نخر عظامه. الاهم لمعة الخوف في عينيه وهو ينوء بحمل اوزار تعجز عن حملها شاحنة تجر خلفها جرارة .

.مشكلته انه عدمي لم يتحدث عن رحمة الله، ولم يخطر بباله ان يرفع اكف الضراعة بدعوة صادقة من قلبه لربه،ان يقلب المحنة الى منحة لكنه ظل سادراً في غيه، مفتوناً بـ ” جاهه و هيلماته “. ما ذكّرني ، بالضعيف الذي يرى في الانتحار خلاصه.فبدل الدخول في سجل الخالدين بالاعمال الطيبة تأتي نهايته البشعة لِيُخّلَدّ مع المغضوب عليهم الى ما شاء الله.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-06-2019 10:59 AM

انت بارع في تصوير الذوات المهزومة والمفصومةالتي دخلت علينا على حين غرة

2) تعليق بواسطة :
19-06-2019 02:35 PM

سلمت أناملك يا فارس الكلمة هذا وصف دقيق وشامل لجميع الوجوه الكالحه التي نراها في كل دقيقة وفي كل مكان

3) تعليق بواسطة :
19-06-2019 07:43 PM

أخي لو عرفت شخصه لأعنتك عليه ، لكن ما أعرفه أن مثل شاكلته كثر والعياذ بالله ، أطمن نفسي بأنك أشفيت غليلي منه وكأنني أناظر أثار وقع الخيزران على كتفيه وما دونهما ، وليخلد مع المغضوب عليهم إن شاء الله ...
بوركت أخي وعزيزي بسام الياسين وبورك معك هذا الموقع الأشم ، نعم هو موقع كل الأردن ، فتحية لهم ..

رد من المحرر:
شكرا اخي صلاح على ثقتك ب " كل الاردن " ..تحياتي واحترامي لشخصك النبيل

4) تعليق بواسطة :
20-06-2019 02:46 PM

برأيي ان المشكلة تكمن في اسباب ظهور ودعوة هذا الشخص في هذا الوقت للترويج لافكاره اكثر مما هي فيما قال لان ما قاله متوقع منه ومن امثاله الذين جثموا على صدورنا لاجيال تحياتي واحترامي لك ولقلمك الوطني استاذنا الكبير ابو محمد.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012