أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


جمعيات وأندية أم قواعد سياسية!

بقلم : هاشم نايل المجالي
20-06-2019 01:37 AM

كلنا اصبح يعلم ويعرف ان هناك علاقة بين النشاط الاجتماعي لأي جمعية او مركز او مؤسسة كذلك للنشاط الرياضي وغيره بالنشاط السياسي او بالعمل السياسي بشكل او بآخر.
ولقد اصبحت قوى سياسية تندس داخل هذه الجمعيات او الاندية والمراكز وتمارس نشاطها السياسي، اي انها معتبرة اي نشاط يقام من خلال هذه الجمعيات او الاندية في نهاية الامر شكل من اشكال العمل السياسي الهادف.
علماً بان الجهات المعنية بذلك ترى انه من الاهمية الفصل بينهما، مؤكدة على ان لكل منهما مساره الخاص الذي يجب ان يكون مستقلاً عن الآخر، دون احتمال ان يتم التقاؤهما في نقطة معينة في مرحلة معينة من مراحل بعض الانشطة اي في حالة دمج بشكل او بآخر وهذا يستوجب من الجهات المعنية البحث والدراسة حيث ظهرت مؤخراً العديد من المؤشرات العلنية السلبية لشعارات وخطابات سياسية، وكأن الجمعية او النادي هو حزب او تجمع سياسي او تنظيم سياسي له هدف وغاية مبطنة في دولة المؤسسات والقانون.
كذلك اصبحت هذه الجمعيات والاندية والمراكز تروج للعديد من المشاريع الفكرية السياسية، اي ان هناك سياسيين منظمين اصبحوا يندسون داخل هذه الجمعيات والاندية والهيئات الخيرية والرياضية ليجيروها لصالحهم بشكل او بآخر، سواء على شكل دعم مالي او معنوي وغيره.
ان هذه الجمعيات والاندية لها نشاط متخصص واهداف واضحة لجذب الشباب وتنمية روح العمل والعطاء والنشاط والابداع فيها وصقله بشكل يتم تأهيله في المجتمع ليكون مواطناً صالحاً، وليس حسب اهواء واهداف بعض الشخصيات التي تظهر بقناع المحسنين بل انحرف كثير من الجمعيات والاندية عن مسارها الصحيح.
فللجمعيات دور بتفعيل الانشطة الخيرية والتطوعية والبيئية والمشاريع الانتاجية وخدمة المجتمع، كذلك الاندية الرياضية والمراكز الثقافية، وليست قاعدة انطلاق لقوى سياسية يجيرها حسبما يريد كذلك الاندية الرياضية.
فنحن امام منحنى خطير ينبغي التحذير من مخاطره وتداعياته، فهذه القوى السياسية فردية او جماعية اصبحت تبسط نفوذها في رقعة معينة وتظهر هيمنتها وسيطرتها ونفوذها كقوة ناعمة، او القوة الذكية والتي باتت تشكل ركناً اساسياً لقاعدة انطلاق سياسية، او ركناً من اركان الصراعات والمواجهات مع الاخرين وصراع على النفوذ.
واصبحت هذه القوة الناعمة او الذكية بامكانياتها المالية قادرة على جذب الشباب وتجييرهم لصالحها في ظل تزايد مستوى الفقر والبطالة، او تقديم الاموال لشراء التأييد والموالاة وكوسيلة للاقناع بمباديء معينة.
فلقد اصبحت المصداقية بالعمل من اندر الموارد في ظل تدني ثقافة المجتمعات لمثل هذه الممارسات، كذلك عدم وجود مقاييس ومؤشرات لقياس مدى نفوذ هذه القوة الناعمية والذكية وتغلغلها بالمجتمعات.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012