أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


صفقة القرن : امريكا تتآمر على الاردن

بقلم : طاهر العدوان
25-06-2019 11:25 PM

مشروع الصفقة وان كان بعناوين اقتصادية إلا انه مشروع سياسي في كل سطر منه، انه مشروع تكريس الاحتلال والهيمنة على الاقتصاد الأردني وتحويل بلدنا الى مكان تُرحل اسرائيل اليه مشاكلها، واخطر ما فيه انه يوظف النفوذ والقوة الأمريكية لصالح المخططات الصهيونية ضد فلسطين والأردن.


اصبح متاحاً للجميع، وليس للمشاركين فقط في مؤتمر الذل بالبحرين، ان يطلعوا على الثمن الذي تعرضه الولايات المتحدة على العرب لكي يبيعوا فلسطين، ليحل مكانها دولة اسرائيل الكبرى عاصمتها القدس المحتلة، كل القدس، وان تظل حدود اسرائيل الغربية مفتوحة حتى آخر محطة للقطار الذي سينطلق من حيفا ليصل الى مضيق، عبر الأردن طبعاً.

تفاصيل صفقة القرن سكبت سطل ماء بارد على رؤوس الذين اعتقدوا بانها ستغرقهم بالدولارات وان بيع الأوطان يصبح منطقياً ان اقترن بمليارات الدولارات! كل المبلغ المعروض من عصابة الثلاثة الصهاينة (كوشنر وغرينبلات وفريدمان.) لا يزيد عن ال ٥١ مليار اغلبها قروض وأقلها منح وعلى فترة زمنية تمتد الى ١٠ سنوات. ٥١ مليار تفصيلاتها كالتالي: ١-الضفة وغزة ٢٧ مليار و ٨١٣ مليون. ٢- مصر ٩ مليار و١٦٧ مليون. ٣- الأردن ٧مليار ٣٦٥ مليون .٤- لبنان ٦ مليار و ٣٢٥ مليون.

المبلغ المخصص للأردن اكثر من نصفه قروض.

فلسطين (اسرائيل): كل ما جاء في الصفقة من مشاريع للضفة وغزة هو بنية تحتية لتسهيل عمليات الترانسفير للشعب الفلسطيني أو للجزء الأكبر منه، عبر شبكات طرق وسكك حديد ومشاريع تنتمي لمناطق ومشاريع ستقام في كل من سيناء والأردن تجعل من الفلسطيني تحت الاحتلال مضطراً للعمل خارج فلسطين لكي يحصل على قوته. كل ما خصص للبنية التحتية التعليمية والتربوية والزراعية لا يقارن بربع ما خصص لمشاريع البنية التحتية العابرة للدول المحيطة.

مشاريع الأردن: المطروح في الصفقة مشاريع مقامة على الحدود مع الكيان الصهيوني ومع مناطق الحدود مع الضفة المحتلة والعقبة، أهدافها واضحة وهو بسط هيمنة اسرائيل على اقتصادنا الوطني، مشاريع المليارات ومئات الملايين ستنفق على ما سمي بتطوير نهر الأردن، مطار ب ٦٦٥ مليون جنوب الشونة (سيخدم صادرات اسرائيل الزراعية)، مليار و٥٠٠ مليون لطرق تجارية مع الضفة وغزة (بالطبع ستكون معابر للصادرات الصناعية الإسرائيلية تحت مسمى التبادل التجاري). مشاريع سياحية شمالي العقبة ب مليار و٤٠٠ مليون تحت اسم سياحة مع الضفة وغزة. مشروع ب ٥٠ مليون للربط الكهربائي مع الضفة المحتلة. مليار و ٨٢٥ مليون لسكك حديدية عبر الأردن الى الخليج، الذي سبق وان أعلن عنه وزير الاتصالات الصهيوني من مسقط في عُمان. مشروع نقل من جسر النبي ب ١٥٠ مليون. مشروع البحر الأحمر – البحر الميت لنقل المياه للأردن وإسرائيل والضفة المحتلة و ٤٠٠ مليون للمرحلة الثانية من مشروع الميت – الأحمر.

السؤال: هل هذه مشاريع للأردن أم هي نكرسه لخدمة اسرائيل على المستويات المتعددة لخطط الصهيونية في إقامة اسرائيل الكبرى المهيمنة على محيطها الأردني والعربي وتحويل فلسطين الى دولة يهودية بالكامل؟

ملاحظات على ورقة كوشنر (صفقة القرن):

١- لقد خصصت للأردن مبلغ اقل بما خصص لمصر وأكثر بقليل مما خصص للبنان ، ولهذا مدلولات سياسية كبيرة وخطيرة ، تكشف عن النظرة الحقيقية تجاه الأردن من قبل أمريكا ترامب أو لنقل من قبل واضعي الصفقة من كوشنر وعصابته ، مفادها ان أمريكا لم تعد ترى في الأردن بلداً يتحمل القسم الأعظم من أعباء القضية الفلسطينية ، ولا كونه يضم اكثر من مليون لاجئ مسجلين في وثائق الأونروا ،ولأكبر عدد من المخيمات من اللاجئين والنازحين ، وفيه اكبر عدد من مدارس ومؤسسات الأونروا ، لقد اعتبرت الصفقة بان لسيناء ولبنان لهما علاقة بملف اللاجئين اكثر من الأردن !. مثل هذه النظرة التي كشفت عنها الصفقة تنطوي بخبث على التوطين، وهذا ما يستحق غضب الدولة والحكومة ويدعو الى اتخاذ موقف رسمي صارم ومعلن برفضها، ومشاركة الفلسطينيين في موقفهم من مؤتمر البحرين وغيره.

٢- المدة المقررة لمشاريع الصفقة الاقتصادية تمتد الى ١٠ سنوات وهذا يعني عملياً إعطاء الوقت الكافي لإسرائيل لبناء مئات المستوطنات في الضفة المحتلة وتهويد القدس بما في ذلك المسجد الأقصى، ثم تنفيذ ضم الضفة عبر مسلسل من قرارات ضم المستوطنات التي اعن عنها نتنياهو وأيدها سفير ترمب في تل أبيب فريدمان. أي إقامة واقع يستحيل معه إقامة دولة فلسطينية وهذا بكل المقاييس تهديد للأمن الوطني الأردني ونسف من الجذور للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

٣- تبين أوراق الصفقة بوضوح بان اسرائيل تخطط لتحويل الأردن الى مقر ومعبر لخططها ونفوذها تجاه الأردن وفلسطين والمشرق العربي وانها تسعى لتنفيذ ما عجزت عنه بالقوة من خلال السكك الحديدية ومشاريع وادي الأردن والعقبة،

الخلاصة: مشروع الصفقة وان كان بعناوين اقتصادية إلا انه مشروع سياسي في كل سطر منه، انه مشروع تكريس الاحتلال والهيمنة على الاقتصاد الأردني وتحويل بلدنا الى مكان تُرحل اسرائيل اليه مشاكلها، واخطر ما فيه انه يوظف النفوذ والقوة الأمريكية لصالح المخططات الصهيونية ضد فلسطين والأردن والعرب المسألة بالنسبة للأردن، جد وكل الجد وليست بالهزل، ولا باتخاذ المواقف غير الحاسمة، تظهر صفقة القرن ان الأردن هو هدفها ومعبرها والمطلوب وقف مشروع مد أنبوب الغاز الإسرائيلي وأنها اتفاق الغمر وادي عربه.

بالاختصار المفيد أمريكا تتآمر على الأردن وعلينا ان نتصدى للمؤامرة. ومن المؤسف ان تصل العلاقات الأمريكية الاردنية الى هذا المستوى الخطير بعد ٧٠ عاماً من التحالف والصداقة، فمن وضع هذه الصفقة المؤامرة هم مستشارو البيت الأبيض وليس مستشاري نتنياهو، فماذا ستقول الدبلوماسية الاردنية على هذا السقوط المريع والفشل المدوي أو ماذا عليها ان تقول؟

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-06-2019 10:25 PM

المتامرون اضحوا معروفين ..
فلسطين ستبقى فلسطين شاء من شاء وابى من ابى وباع من باع ..الحكومات التي تامرت على الشعوب العربيه وعلى القضيه وتحالفت مع الصهاينة والامريكان ستكنسها شعوبها .
حلف المقاومة سينتصر .

2) تعليق بواسطة :
25-06-2019 11:02 PM

الوطن العربي من محيطه الى خليجه يتكلم لغة واحدة ويحوي ثروات قادرة على بناء دولة عظمى إذا توفرت له القيادة المخلصة ، لذلك لا بد للعالم الغربي وامريكا من تفكيك هذه المنطقة والسيطرة عليها من خلال قوة موالية لهم تحميها وتحمي مصالحهم يساعد في ذلك تجزئته الى دويلات

3) تعليق بواسطة :
26-06-2019 06:25 PM

عرب بمن فيهم بعض الفلسطينيين يتلاعبون بالقضية منذ أكثر من ثمانين عاما ولم يحققوا أي إنجاز سوى المزيد من الخراب والتدمير والفقر والتشرد

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012