أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حادثة العتوم بين الامس واليوم

بقلم : مأمون أبو نوار
03-07-2019 12:10 AM

حادثة النائب الدكتورة العتوم ومنعها من دخول الامارات تذكرني بحادثة مماثلة جرت معي عام ١٩٩٥ عندما كنت برتبة عميد في سلاح الجو مغادراً إلى امريكا كرئيس وفد مكون من عشرة ضباط للاشتراك في تمرين يحاكي العمليات الجوية في منطقتنا.
عند وصولنا روما أوقفتني السلطات وقالوا لي بانه لا يمكنني دخول روما ويجب ان اغادر على اقرب طائرة الى الأردن. طلبت عندها منهم الاتصال بالسفير الأردني كوننا وفدا اردنيا رسميا من سلاح الجو الأردني في طريقنا الى امريكا بزيارة رسمية وعرّفتهم على نفسي وكوني احمل جواز سفر دبلوماسي يجب إعلام السفير بهذا الخصوص.
وخلال عملية التفاهم معهم تم ختم الجوازات لباقي الوفد وسمحوا لهم بالدخول ولكون التمرين كان كبيرا ومهما لنا قلت لزملائي استمروا في السفر وسأراكم في امريكا قبل التمرين. رفض الضباط أوامري وقالوا لي: لن ندخل روما الا وانت أمامنا، لن نتحرك ونتركك هنا وسوف نعود معاً الى عمان. قلت لهم مره اخرى: هذا أمر عسكري، ورفضوا أوامري. اجاب السفير على الاتصال بسرعه وكان خارج روما وكانت عطلة نهاية الأسبوع وبالفعل كان مميزا وعمل اتصالاته وبعد ثلاث ساعات جاءت أوامر لهم بالسماح لي بالدخول.
كما أعلموني عندها ان الاتصال جاء من شخص مهم جدا حيث لاحظت ان الجميع ارتبك واعتذروا ووضعونا في سيارات فارهة كبيرة واتجهنا الى الفندق لاستكمال رحلتنا في اليوم التالي.
كان من المفضل ان باقي الوفد الأردني في الامارات لم يغادر المطار ووقف بجانب الدكتورة العتوم فهم يمثلون الشعب الأردني والدكتورة زميلتهم فكيف يمكن ان يتركوها هكذا.
هذا الحادث غير مقبول وليس من عادة الأردني ترك زميله في مواقف كهذه، اضافة الى انها عرّفت عن نفسها بانها نائب اردني وهذا لا يمكن اعتباره خطأ فرديا او فنيا .
وكمواطن اردني استغرب من موقف الوفد وترك الدكتورة في المطار لوحدها. وقوفهم معها كان ضرورة معنوية وأردنية بعدم التحرك من المطار حيث ان مثل هذا الموقف يعتبر موقفا سياسيا وسياديا اردنيا يمثلنا جميعا وكان من المفضل ايضا ان يتخذ الوفد هذا الموقف في المطار مع الدكتورة العتوم كما كان موقف اخوتي ضباط سلاح الجو معي في مطار روما بالرغم من إصدار الامر لهم بمتابعة السفر وأنهم سوف يحاكمون عند عودتنا الى الاردن .
الف تحية للسفير الأردني في ذلك الوقت والرجال الذين كانوا كما يقال دوما اخوة بالسلاح

مامون ابونوار


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012