أضف إلى المفضلة
الخميس , 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : شتان ما بين الخيانة "المشروعة" والخيانة "الممنوعة"

14-07-2019 11:30 PM
كل الاردن -


لعلي اؤكد ان ' الخيانة ' هي الخيانة اذا مورست من قبل اي شخص مسؤول اومواطن عادي فلا فرق بينهما ، والخيانة التي اتحدث عنها هي الخيانة بكل ' اشكالها ' خيانة الاوطان والشعوب حتى خيانة الازواج او خيانة العادات والتقاليد ، والخيانة لا تتغير بتغير الزمان والمكان ، ولكنها بالتأكيد ' تتغير ' تبعا لمن يمارسها في هذا الزمن الذي فقدنا فيه ادنى درجات التمييز وساد فيه النفاق واصبحت الموازين ' مقلوبة ' .

في التاريخ القديم والحديث هناك قصص كثيرة ' للخيانة ' احيانا لا يتم الكشف عنها الا بعد رحيل مرتكبيها ، مع ان الناس تعلمها وتعرفها جيدا ، ولكن بسبب سطوة سلطة او مال احيانا يتم السكوت عليها لا بل وتبريرها في الوقت الذي يطبق القانون على الضعاف ويتم فضحهم في كل مكان ، مع ان خيانة المواطن الضعيف احيانا لا تؤثر الا على الشخص نفسه اما خيانة المسؤول فتؤثر على الوطن بكامله .

بين فترة واخرى تطالعنا الاخبار في هذا العالم عن قصة خيانة زوجية مثلا ، فاذا كانت عن انسان بسيط تبدأ المثاليات في الحديث عنها ، والتفنن بنشر اخبارها واسبابها ، اما اذا كان هناك خبر عن خيانة مسؤول كبير فيتم فورا ملاحقة من كتب او تحدث عنها وتنطلق الاقلام الرخيصة للتبرير والنفي وتبدأ وسائل اعلام بتلميع صورة الخائن في محاولة لاثبات ان ما قيل مجرد اشاعة من حاقد او جاحد ، وان هذا المسؤول فوق الشبهات اما الانسان الضعيف فهو ' الملعون الخائن ' .

الاخطر عندما تكشف وسائل اعلام في اي دولة ' خيانة وطن ' من قبل حكومة او مسؤول كبير ، طبعا من وسيلة اعلام خارجية لان الاعلام العربي معظمه لا يجرؤ على الحديث او النشر عن تلك الخيانة ، تبدا ماكنة الحكومة او المسؤول الكبير في تلك البلد بالنفي اولا وتوجيه الاتهامات للجهة او الدولة التي سمحت بنشر تلك الخيانة وقد تصل الامور الى قطع العلاقات معها ، ثم بعد ذلك وبكل وقاحة تبدا حكومة تلك الدولة بحملة دعاية وشراء الذمم لضعاف النفوس وقد تصل الامور الى حشد اعلامي وشعبي ضد تلك الجهة وملاحقة مواطنيها خاصة اذا كان نظام الحكم المتهم يملك المال .

الخلاصة ان غياب الدين اولا وتحويل الاوطان في العديد من الدول العربية الى اقطاعيات خاصة لمجموعة من الافراد واعتبار الشعوب مجرد ' سكان ' واخضاع الدولة وشعبها لنفوذ خارجي ، من الطبيعي جدا ان يكون هناك فرق شاسع مابين الخيانة ' المشروعة ' والخيانة المكشوفة ، ومن الطبيعي جدا ان يحول البعض خيانة الكبار الى انتصارات وهمية وتحميل اي تراجع لمن يمارس الخيانة المكشوفة مع اننا نعلم جيدا ان من يمارس الخيانة المكشوفة لا يملك ثمن طعامه احيانا ، بينما خيانة السادة ' فضيلة وطنية ' بفضل الحكومات الديكتاتورية والقبضة الامنية ونهب خيرات الاوطان .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-07-2019 08:37 PM

عاش بيان العسكر

2) تعليق بواسطة :
14-07-2019 11:51 PM

عنوان المقال بحد ذاته كافي لتوصيل فكره المقال ابدعت استاذ خالد بيك المجالي.

3) تعليق بواسطة :
15-07-2019 12:03 AM

اصبحت الخيانه تذاع ببث حي ومباشر وموتمرات صحفيه بل والترويج لها واقناع الناس بها, لتصل لدرجه خيانه وقحه.

4) تعليق بواسطة :
15-07-2019 06:06 AM

ألف شكر وتقدير للاخ الكاتب المحترم خالد بك المجالي على هذا المقال الجريء وليس بغريب عليك يا ابا احمد المحترم

5) تعليق بواسطة :
15-07-2019 09:08 AM

ابدعت أستاذ خالد, الخيانة هي خيانة صغيرة ام كبيرة من مسؤول ام مواطن عادي الفساد بحد ذاته خيانة كبيرة.
عندما نعتبر ان التقاعس بالعمل هو خيانة وطن فالخيانات الكبرى ستفضح نفسها بنفسها.

6) تعليق بواسطة :
15-07-2019 02:46 PM

رد من المحرر:
يا اخي من يتكلم هذا الكلام الجميل ونحن معه لماذا يخفي اسمه ؟ ان كنت صادقا فانت عليك ان تفخر بذكر اسمك على هكذا تعليق.ما بطلعلك ولا غيرك يزاود علينا

7) تعليق بواسطة :
17-07-2019 09:06 AM

يعيش بيان العسكر المجيد

8) تعليق بواسطة :
17-07-2019 09:40 AM

ابدعت القول ابا احمد وفعلا لا يزاود عليك احدا لانك المنبر الحر الذي لا يتكلم الا الحق

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012