أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


من غير عنوان

بقلم : عمر عبندة
21-07-2019 05:46 AM

لأول مرة أترك ما أكتب بدون عنوان ، أتركه عسى أن يسعفني أحد بعنوان مناسب .

.. تقودنا الظروف في كثير من الأحيان لحضور مناسبات شتى بعضها نُلبيه مجاملةً وبعضُها مضطرّين وغير ذلك .. لا بد منه .

ذات مناسبة لبيّت دعوة اختلطت فيها المجاملة مع الإضطرار ! مناسبة ولّت وعَبرت ، طُويت أحداثها وأُسدل الستار على مشاهدها وأصبحت ذكرى لن تعود أبدًا ولن ينتبه أحد ٌ عمّن أتحدث رغم أن بعض مَن حضرها قد يفهم أنهم المقصودون لأنهم مارسوا أدوارًا واقترفوا آثامًا بحق غيرهم من الناس في كل موقع مسؤولية تسّلموا زمامه .. آثامًا لن تجعل لهم نهاية أو خاتمة حَسنة لأن المسؤولية أمانة وصونها لا يتقنه إلّا كل ذي ضمير حي وكل صاحب قرار يخشى الله ، والمسؤولية كذلك لا تليق لمن دَفن ضميره بكلتا يديه في مستنقع آسن أو عاف دينه تبريرًا لوسيلته في أذى الناس وإشباع غروره وتحقيق المنافع وارتقاء السُلّمِ بأساليب مُشينة .

جلستُ في تلك المناسبة في ركنٍ قَصي رغم أني كنت جزءاً من الحدث ! لأرقب ما يجري ، جالت عيناي في الأرجاء ، ونقّلت بصري أتفحّص الجلوس َ وبعض من لم يكن له مكان فظل واقفًا .. فرأيت ' فلاناً ' يبتسم مكرهًا ليخفي أحزانًا دفينة على ما فاته بعدما أُبعد عن مؤسسة ٍ عاث فيها فسادًا وأحدث فيها خرابًا ما زالت تعانيه ؟ فتساءلت في ذات نفسي ، لِمَ هو حزين ؟ هل لأن فرصًا فاتته ولم يجن مزيدًا من الحرام أم لأنه أصبح على الهامش ولم يعد يُعبّره أحد ؟ ! ورأيت آخر وآخر وآخر .

كان المشهد أمامي يُفصح عن تواجد حفنة من مثل هؤلاء امتهنوا الكذب كأسلوب حياة واعتنقوا المراوغة منهجًا لتحقيق المآرب والمنافع ؟ تركت الجميع وركزت بصري على ذلك ' الزئبقي ' الذي تجمهر حولة ثُلة من المنافقين الذين جُبلوا على التملّق واسترضاء السادة ولو على حساب كراماتهم ، لقد كان ذاك الزئبقي ماهر المناورة باطني النوايا ، كان يلقى الناس بوجه بشوش وابتسامة عذبة لخداعهم واستدراجهم وإن استلزم الأمر انبطح قرب نعالهم او تحتها ليغنم المال والمنصب والسلطة ، كان مكشوفًا للجميع الإ أنه فاز بمنافع كثيرة في مقدمتها جلوسه على كرسي المسؤولية ردحًا من الزمن !

لم يكن متميّزًا ، لا في تعليمه ولا في ثقافته ولا في إدارته ،
كان نكرة ً محدود الإمكانات والكفاءة ، لكنه كان بزئبقيّته ماهرًا في استثمار الوسطاء لإيصاله إلى مقاعد المقدمة .

عجبًا لكل أولئك لم يكونوا يخشوّن الله فيما يفعلون ؟ لم يخجلوا ولم ترف لهم طرفة عين وهم يسرقون فُرص الناس وحقوقهم ؟ تساءلت كيّف يهنأ أمثالهم وقد عرقلوا مسيرة مؤسساتهم وتقدمها وتطورها ؟ وكيّف ترتاح ضمائرهم وكيّف وكيّف ؟ ألف سؤال وسؤال جالت في خاطري ما زالت تبحث عن إجابة !

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-07-2019 04:01 PM

ذنوب من أوصلوه وأوصلوهم بالواسطة والمحسوبية والقرابة اكبر بكثير من ذنوبهم أخ عمر ، حتى وهم يعرفون محدودية قدراتهم وكفاءتهم ، ومع ذلك اوصلوهم ، دون أن يرف لهم جفن ونسوا وتناسوا ما أقسموا هم عليه خدمة للوطن وإخلاصا للملك وللشعب وأداء للأمانة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ولك تحياتي .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012