أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الرحمة للمناضل بسام الشكعة

بقلم : د . عبدالستار قاسم
24-07-2019 03:21 AM

انتقل إلى رحمة الله تعالى المناضل الكبير وصاحب الإرادة الصلبة الشجاع بسام أحمد الشكعة، والذي قاد يوما لجنة التوجيه الوطني التي عملت على مدى سنوات على مواجهة الاحتلال وإجراءاته في الأرض المحتلة/67. وبسبب عزيمته القوية وقيادته الشجاعة في سبعينات وأوائل ثمانينات القرن الماضي في إفشال بعض مخططات الاحتلال بخاصة فيما يتعلق بالاستيطان حول مدينة نابلس، انتقم المستوطنون منه بالتعاون مع جيش الصهاينة. زرعوا قنبلة في سيارته وانفجرت به صباح خروجه إلى العمل إذ كان يشغل حينها رئاسة بلدية مدينة نابلس. لقد كان يوما عصيبا على شعب فلسطين حيث زرع المستوطنون قنبلة في سيارة كريم خلف رحمه الله والذي كان رئيسا لبلدية رام الله وانفجرت، وقنبلة أخر ى في سيارة رئيس بلدية البيرة لكنه نجا منها.
قاد بسام الشكعة المسيرة الفلسطينية في لحظات تاريخية هامة شهدت تراجعا في قوة منظمة التحرير على الساحة الدولية، وتمكن من رفع اسم المنظمة عاليا، وشجع الفصائل الفلسطينية بصموده وقدرته على تحمل أذى الاحتلال وملاحقاته.
فقد بسام الشكعة ساقية في التفجير، وقال حينها عبارته الشهيرة وهي أنه أصبح اقرب إلى الأرض، يعني الوطن. كانت حياته مليئة بالنضال والأنفة والشموخ، وقد عايشته وعملت معه لسنين طويلة، وتميز بنظافة كفه، وعدم استغلاله لموقعه النضالي المتميز، وكان متواضعا يرحب دائما بضيوفه وبكل من قصده بخدمة. أنا شاهد على نزاهته، وعلى صموده على موقفه، وبقي التحرير شعاره الدائم. رفض الانزلاق في المساومات، ورفض كل الإغراءات، وفضل أن يبقى منحازا لشعبه ووطنه. كان يتصرف ويتعامل بطريقة مختلفة عما نشهده من أصحاب المناصب والكراسي. هو لم يكن يؤمن أن الكراسي تصنع رجالا، وإنما الرجال هي التي تصنع المناصب والكراسي. الكرسي هو الذي يكسب قيمته ممن يجلس عليه، والرجل الذي تصنعه الكرسي لا يصلح قائدا.
الرحمة للمناضل القوي الشجاع بسام الشكعة، والعزاء لكل الشعب الفلسطيني. وللعائلة الكريمة أحر التعازي وندعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، ويكفيهم فخرا أنهم أهله. تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه.
اكاديمي وكاتب فلسطيني

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012