أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لماذا استقبال كوشنير في العواصم العربية الرافضة جهارا لصفقة القرن ؟!..

بقلم : سلامة العكور
04-08-2019 01:54 PM


سلامة العكور


كان يتعين على الأردن أولا وعلى الدول العربية التي يزورها مستشار وصهر الرئيس الامريكي كوشنير ثانيا عدم استقباله ورفض زيارته ..والإعلان نهارا جهارا عن أسباب ودوافع رفضهم لاستقباله في عواصمهم .. وأبرز سبب هو انحيازه التام لإسرائيل وتبنيه لأطماعها في فلسطين وفي المنطقة العربية ..بدءا بالقضية الفلسطينية على حساب الشعبين الفلسطيني والأردني..مرورا بتكريس اسرائيل عضوا في حلف 'النتو 'العربي ..أوفي أي حلف اٌقليمي بقيادة امريكية ..ومرورا أيضا بالعمل مع إدارة ترامب وحلفائه على تجزئة وتفتيت ما يستطيعون من الدول العربية أو تدميرها أو إضعافها على الأقل ..وانتهاءا باعتبار اسرائيل قطب الرحى بالمنطقة ..

الأردن والدول العربية التي تستقبل كوشنير تعرف تماما ما يحمله هذا الصهيوني في جعبته من خطط لتمرير صفقة العار ..بينما هي تعلن عبر وسائل الإعلام رفضها لها ..وبعد أن مرر كوشنير الشق الاقتصادي من صفقة القرن في مؤتمر المنامة أو يكاد جاء إلى المنطقة لاستكمال مهمته بعرض الشق السياسي ومحاولة إقناع الدول التي يزورها به أوفرضه عليها عنوة أو 'بالمليح' !.. وان الأحرى بهذه الدول العربية احترام إرادة شعوبها والاستماع إلى ما تعلنه حناجر المتظاهرين في ميادين وشوارع عواصمهم ومدنهم من صيحات مدوية ونداءات صارخة لرفض صفقة العار وعدم استقبال المروجين لها ..

بالنسبة للأردن فهو المستهدف الأول في تمرير الصفقة على حساب هويته الوطنية وسيادته واستقلال قراره ..وعلى حساب مصالحه ومصيره ووحدة وسلامة أراضيه ..فهو المرشح الأكبر لاستقبال ملايين اللاجئين الذين سيتعرضون لعملية 'الترانسفير' من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن مناطق الشتات ..وعندما يعلن الاردن رفضه لصفقة القرن فإن عليه ترجمة ذلك عمليا وبدون مواربة ..أي أن عليه عدم التعاطي مع المروجين لها من أمثال كوشنير وغرينبلات وغيرهما ..ولقد قلنا مراراوتكرارا أن الولايت المتحدة الامريكية أخطر عدو للأمة العربية ولقضاياها المصيرية وبالأخص القضية الفلسطينية ..والذين يعتبرونها حليفا أو شريكا اسراتيجيا أو حتى صديقا لأي دولة عربية هم واهمون تماما ..فهي صديقة فقط لمصالحها ولمصالح وأمن ذراعها المسلح باحدث ترسانات التسلح التقليدي والنووي ..وهو اسرائيل ..

ونتساءل : لماذا تتذاكى إدارة ترامب وتطرح مشاريع سلام مثل صفقة القرن بعد أن اعتبرت القدس عاصمة لإسرائيل ونقلت سفارتها إليها ثم فرضت سيادة اسرائيلية زائفة على الجولان السورية ثم نوهت بإعلان السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة ؟..فعلى ماذا يفاوض الفلسطينيون ؟!..على أي حال فإن الشعبين الفلسطيني والأردني وجميع قواهما الحية والفاعلة الحرة سيفشلان صفقة العار تحت كل الظروف وأشكال الحصار المالي والاقتصادي والأمني ..وأن غدا لناظره قريب ..

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012