أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


كنت سفيراً في اليمن

بقلم : د . فايز الربيع
22-08-2019 06:16 AM

سأقفز بالأحداث من عام (٦٩) إلى عام (٩٢) وسأعود اليها بعد ذلك، والسبب ما يجرى في اليمن وتجربتي في ذلك، حيث عينت سفيراً في اليمن عام (٩٢)، وما أن وصلت إلى هناك، حتى وجدت مهمة صعبة تنتظرني، لم أزود في حينها بأية تعليمات، وإنما عاينت الواقع فبعد تقديم أوراق الاعتماد، ومقابلة الرئيس اليمني في حينه، وجدت مجلس رئاسة مكوناً من ثلاثة أشخاص علي عبد الله صالح، علي سالم البيض، الشيخ عبد المجيد الزنداني، كان هناك توقيع طوعي على وحدة اليمن الشمالي والجنوبي، كان يمثل الجنوب علي سالم البيض، ولكن مجلس الرئاسة لا يجتمع، والبيض معتكف في عدن، والوحدة مهددة بالانفراط جرت مراسلات على أعلى مستوى، وكلفت أن أبدأ مهمة الوساطة أنا في اليمن، ومن الأردن المرحوم الأمير زيد بن شاكر، والدكتور خالد الكركي، وعلى اطلاع مروان القاسم، تحسست الأمر فوجدت أن الشرخ كبير، ربما لم يكن هناك شراكة حقيقية، الرئيس اليمني في حينه، يريد المجلس شكلاً، وعلي سالم البيض يريده حقيقة، كان هناك رغبة لا توصف من المرحوم جلالة الملك الحسين بالحفاظ على وحدة اليمن، حتى ولو وقف الأردن لوحده في هذا المجال، وهذا ما حدث فعلاً إذ أن جميع الدول العربية باستثناء السودان وقطر والعراق وعُمان لم تكن ترغب في التوسط لنجاح الوحدة وكما صرح أحد الرؤساء العرب في حينه (الوحدة مش بالعافية)، طلب مني المرحوم جلالة الملك الحسين أن تكون مراسلاتي مباشرةً معه، وأنا لا أرسل أي تقارير للحكومة وهو بدوره إن أراد أن يُطلع أحداً عليها، كانت تعليمات مباشرة أورثتني في ما بعد عداوة مع كل الجهات ذات العلاقة، التي لم ترغب أن ترى مثل هذه العلاقة بين سفير وجلالة الملك، وقد زودني لاحقاً بمكتب اتصالات من الديوان مع كل ما يلزم من وسائل، بدأت بجّس النبض مع القوى السياسية بدءاً بالرئيس، ومن يحيط به، ومع بعض شيوخ القبائل النافذين، فوجدت تشجيعاً للمهمة، فانتقلت إلى عدن، وبدأت المباحاثات مع علي سالم البيض، كانت شروطه واضحة شراكة حقيقية وتنمية وتوزيع مكاسب الثروة، وهي شروط محقة، بدأت الزيارات المكوكية من المرحوم الأمير ابي شاكر والدكتور خالد الكركي ولقاء الرئيس وجلالة المرحوم الملك الحسين يتابع شخصياً هذا الموضوع، كانت بعض الشخصيات الجنوبية تدعمني في هذا الاتجاه، ومنهم المرحوم جار الله عمر، الذي كان يأتيني لوحده ليلاً، لنتباحث كيف يمكن تذليل الصعاب وكان وزيراً للثقافة في الحكومة، وقد جرى الاتفاق في ما بعد هذه الزيارات المكوكية أن تستضيف الأردن مؤتمراً في عمّان، أطلقنا عليه في ما بعد مؤتمر (الوفاق والاتفاق) لأن الوثيقة التي وقعت كانت تحمل هذا المعنى، ولكن من ندعو وما هي الأسماء، وما يمكن أن يحضر وللحديث بقية.الراي



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012